محمود نور الدائم احمد
عدد المساهمات : 51
تاريخ التسجيل : 23/03/2009
 |  موضوع: الأمكنة والأحبة .. والقراءة النقدية لياسر الطيب الحاج  الثلاثاء 25 أغسطس - 1:17 | |
| تعقيب على ألقراءة النقدية لياسر الطيب
انقطعت ولظروف خارجة عن إرادتي عن متابعة المنتدى الذي خفف عنا بعضا من رهق المنافي. طالعت اليوم القراءة النقدية لابننا الأستاذ ياسر الطيب الحاج وأدوات ياسر فيها أناقة شديدة وبالطبع فإن سعة إطلاعه جديرة بالتنويه عن نفسها وقد أمتعني حقا ما كتبه ياسر عن ولع العرب بالأمكنة في إشعارهم ومصداقا لما خطه يراع ياسر فالحنين للأحبة و المنازل هو دأب شعراء العربية فصحى كانت أم دارجة وشعراء باديتنا النبطيين يذكرون بكل الوجد والحنين ديارهم ومرابع الأحبة كلما شاءت أقدارهم ان يفارقوها والأمثلة لا تحصي . قال أحد شعراء البطانة :
الفيهو زاد غيتنا*
بفرح بينا بمرق بره يوم جيتنا
منو خترنا* في الليد* ام سلم بيتنا
يا حليلو البسارع لى غفر سيتنا*
وقال الطيب ود ضحوية وهو يغز السير متلهفا :
دردم* وانكلف راح يلقم القواد
وابعد من سهوم النقط* حواد
يا جد المراغنة اللى البحر خواد
ما يقسن دروب ناس( راشدة بت عواد)
وقال الحر دلو ذاكرا محبوبته التي خلفها وراءه:
الشم* خوخت* بردن ليالي الحرة
والبراق برق من منة جاب القرة
شوف عيني الصقر بجناحو كفت الفرة
تلقاها ام خدود الليلة مرقت برة
وقال جدنا محمد احمد ود عبد الله ود ناصر وكان شاعرا مطبوعا:
دفرن الخيول شالن عزيز الكاس
غر ومحجلات كم كاتلات فراس
نفسهن زعفران قايل عليه الدراس*
حرف ستين ظلم ، ظلم الحسين وخلاس
كما قال عمنا المرحوم عمر ود محمد ود حسن مخاطبا صديقه عمنا المرحوم دفع الله ود حامد:
وينك وينها يا ود حامد المفدوعة
رخروخة فرع افندي* البحفل مرفوعة
قطعا في القياس شوف قامتها المربوعة
روحي ودمي ومالي ليك مدفوعة
وأجابه عمنا دفع الله رحمه الله قائلا:
وينك وينها يا فاروق جدية الناله
فرة بسمها برق المكادة اللالا
كتفا منهدل وحاجبا كنون وهلالها
رنت في الفؤاد نقرة حجيل* تلاله*
وطبعا- والشيء بالشيء يذكر- فإن شعرنا الغنائي يسير في أكثره على هذا المنوال( حنين لدار وحبيبة) بعد أن بعدت الشقة وهذا أمر توارثه شعراء العرب منذ الجاهلية ونجد أن شعراء المعلقات السبعة استهلوا جميعا معلقاتهم بالدار أو الحبيبة أو بهما معا:
*قال امرؤ ألقيس بن عمرو بن حجر الكندي ،
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل بسقط اللوى بين الدخول فحومل
الى ان قال...
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل وان كنت قد ازمعتي صرمي فاجملي
*وقال عنترة بن شداد العبسي:
هل غادر الشعراء من متردم ام هل عرفت الدار بعد توهم
يادار عبلة بالجواء تكلمي وعمي صباحا دار عبلة واسلمي
*وقال طرفة بن العبد البكري:
لخولة أطلال ببرقة ثهمد تلوح كباقي الوشم ي ظاهر اليد
ودار لها بالرقمتين كأنها خلايا سفين بالنواصف من دد
*وقال لبيد بن ربيعة العامري:
عفت الديار محلها فمقامها بمنى تأبد غولها فرجامها
ومدافع الريان عري رسمها ببيض كما ضمن الوحي سلامها
*وقال عمرو بن كلثوم التغلبي:
ألا هبي بصحنك فاصبحينا واسقنا من خمور الأندرييينا
فكأس قد شربت ببعلبك وأخرى بدمشق وقاصرينا
*وقال زهير بن أبي سلمي:
امن ام اوفى دمنة لم تكلم بحومانة الدراج فالمتثلم
ودار لها بالرقمتين كأنها مراجع وشم في نواشر معصم
*وقال الحارث بن سعيد بن حلزة اليشكري:
آذنتنا ببينها اسماء رب ثاو يمل منه الثواء.
اختلفت الأدوات والحقب الزمنية والمواضع و
لكن المبدأ ظل كما هو......أترككم في حفظ الله المتعال.
الألفاظ النبطية اكتبها في اغلب الأحيان مثلما تنطق وذلك يتعارض مع القواعد الإملائية الصحيحة بالكلية وكررت هذه الملاحظة(عشان ما تدوني صفر في الإملاء ) .
*الغية:الحب- *الليد: اليد ويقصد بها الوادي.- دردم*: ركض والضمير يعود للجمل- النقط*: مراكز الشرطة – الشم*: الشمس- خوخت*: مالت نحو الغروب- أفندي: شجرة اليوسفي- الحفل*: الأعواد التي تسند بهما الشجرة المثقلة بالثمار لئلا تسقط- الحجيل*: تصغير الحجل وهو سوار يلبس أسفل الساق(انظر وصف العين والحاجب البديع ووصفهما بحرف النون ومن فوقه هلال ) | |
|
