من الذاكرة ... المانيا ..... سويسرا مدينة بازل

عندما دخنت( تعبيراً عن الزعل وهو مصطلح سقايى بتلابى !!!) وقررت أن يكون هذا العام أخر مره لركوب عربه تاكسى أجره !!!
عندما أستقر بنا المقام فى المانيا فى العام 1992 فى أغسطس بمدينة ( قيرينزخ فيلين) وهى مدينة على الحدود الالمانية السويسرية الفرنسية وأقرب مدينة معروفه للعالم هى مدينة بازل السويسرية وشهرة بازل أنها المدينة التى أنطلق منها اليهود سياسياً وتنظيماً لإحتلال فلسطين وكان ذلك فى العام 1898م !! أسأل الله أن يتم تحرير فلسطين وبيت المقدس إن شاء الله ونشهد ذلك ونصلى ركعتين فى المسجد الاقصى إن شاء الله .
كنا نتحرك بالقطار الى مدينة ( لوورخ ) وهى بمثابة المحلية زى الجيلى بالنسبة للسقاى يتحرك القطار من قيرينزخ فيلين وبعد 7 دقائق يجتاز الحدود الالمانية ويدخل مدينة بازل السويسرية وبعد سبعة دقائق يدخل فرنسا ويخرج منها فى 10 دقائق الى ضاحيتن قبل لوورخ الالمانيةالتى يصلها فى نصف ساعة تقريباً وكانت رحلة ممتمه جداً نصادف فيها كثيراً البوليس السويسرى ثم الفرنسى ثم الالمانى داخل القطار لتفتيش المخالفين أو المتسللين من هنا وهناك والحالات متعددة فى القطار الواحد .
كانت وأعتقد ما زالت سويسرا رخيصه فى الملابس مقارنه بالمانيا بل هناك جودة وماركات راقية فى سويسرا !! ونحنا جداد كلما نسأل سودانى أو أريترى من جاكت أو بنطلون أو لبسه ملفته وممتازة يقول ليك من سوق بازل فى المنطقة الفلانية تركب البص الفلانى أو تاكسى يوصلك بالمبلغ الفلانى .
عندما دخل علينا الشتاء وكان أول شتاء يدخل علينا فى أروبا ونحنا جايين من بلد حار كالسودان فلا بد من الاستعداد باللبس الكافى ، فقررنا أن يكون ذلك اللبس من سوق بازل ، وحددنا الميزانية والمطلوب وتوكنا على الله وفطرنا فطور مبكر وركبنا القطار الى بازل ومنه بالبص الى السوق المعنى .
كان السوق فى مدينة كبيرو كبازل ونحنا جايين من ضاحية صغيرة بحجم السقاى كان السوق مدهشاً لنا والمعروض من بضائع والاسعار مغرية جداً !! فبدأ أستعراض وتجريب المطلوبات وكلما نملأ كيس نطمع فى الاخر بل قررنا أن نرسل للأهل فالميزانية المرصودة والحمد لله تسمح بذلك .
بلغ عدد الاكياس 4 من النوع الكبير وأصبحت الاغراض تحتاج الى ( درداقه !!!عدييل كدة !!!) فدقيت صدرى وقلت للمدام يا زوله كلها الحكاية ربع ساعة سكة طريق نركب تاكسى !! وبالفعل شُفنا أقرب تاكسى وقلنا ليهو ماشين قيرينزخ فيلين !!فقال لا مانع فاللغة مشتركة المانى وبالعدم الانجليزى ولكن سألنا هل لدييكم إٌقامات سارية فى المانيا ؟؟ فأبرزنا له الجوازات فتبسم ضاحكاً وموافقاً على المشوار !! ، وضعنا أغراض فى الضهرية وجوار المدام فى المقعد الخلفى وركبت مع السائق ، وبدأت الرحلة وفى سويسرا والمانيا التاكسى أول ما يشغل العداد يبدأ بالرقم 5 وكان 5 فرنك سويسرى وكان وقتها أعلى قليلاً من المارك الالمانى ( حليل المارك الالمانى القوى !!!) المهم لاحظيت أن طريق التاكسى ليس طريق القطار !! وهناك إستوبات كتيرة جداً وخلال 10 دقائق وصل العداد مبلغ خرافى ولم نصل الحدود بعد !! وبدأت أتملل وأحسب فى العداد وأفتح فى محفظتى حتى لاحظ السائق صنيعى ويبدو أنه شفق على حالى !! وأخيراً دخلنا الحدود بعد 35 دقيقة وبعد 10 دقائق كنا جوار البيت وقد وصل العداد الى 75 فرنك سويسرى ونحنا كل الاغراض أشتريناها بى 250 فرنك !! والجييب فيهو القروش لكن المبلغ كان خرافى فلم يحدث قبل هذا المشوار أن دفعت أكثر من 20 مارك !!! وال 75 فرنك تعادل تقريباً 85 مارك !! بتاع التاكسى كان ظرييف فقال لى أنا بحاسبك بى المارك وجييب 60 مارك بدلاً من 75 !! شكرتو لكن فى سرى قلت ليهو والله تمرق من جييب العدو وقربت أقول ليهو ما تنفعك !! وطوالى وأنا نازل من بازل قلت للمدام دى أخر مره نركب تاكسى فى السنة دى!!!! وأنا من الليلة ماشى أشوف لى طريقة عربية ملاكى وقدج كان والحمد لله ومن بيرمنجهام سلام وذكريات المانيا كثيرة ومثيرة سوف أقدم لكم منها من حين لأخر فتابعونا وساعدونا بالتعليق ما ( بالسكات واللايك والموية الباردة!!!) البرد عندنا يكفى والموية إلا نتذكره لكن عطش مافى والحمد لله . تسلمو ونتواصل على بركة الله وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .