إستنواق الجمل وإستجمال الناقة والدكتور جمال نورالدين إدريس

Jamal Noureldin
Yesterday at 6:08am ·
أحبابي الكرام ديدني معكم إنْ شاء الله أنْ أنشر لكم المقال بطريقتين كما طالبني ابن عمي الحبيّب الأُستاذ/ بشرى مبارك - ببرمنجهام ببريطانيا، صورة كما كان سابقاً ويمكن أنْ يُقرأ بواسطة الجوالات الذكيّة، وورد(word) ، لأنّ البعض من الأحباب يعيد نشره في بعض المواقع ليعمّ النفع، ويكون صدقة جارية لنا ولهم، نسأل الله القبول والإخلاص في القول والعمل.
بسم الله الرحمن الرحيم
اسْتِنَواقُ الجَمَلِ، واسْتِجْمَالُ الناَّقَةِ!!.
د.جمال نور الدين
لم يكن من العجيب، ولا الغريب أنْ ينبري بعضهم طاعناً، أو قادحاً في الإسلام، وأحكامه،ونظمه السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية،ويتخذ من الإساءات التي يرتكبها بعض النّاس عمداً، أو خطأً، وعن علم، أو جهل ، معولاً لهدم القيم الإسلامية، وإغراء ضعاف النفوس، فيقدِّمُ لهم كل ما يثير رغباتهم ، فيقع كثير من النّاس خاصة النساء فريسة التضليل الذي يَتْبَعَهُ الانحراف،والبعد عن دين الله – عزّ وجلّ - وبذلك تعم الفوضى الاجتماعية في مجتمعاتنا الإسلامية.
وقد اضطرب فهم الناس، ولا سيما المسلمين للنظام الاجتماعي في الإسلام اضطراباً عظيماً، وبعُدوا في هذا الفهم عن حقيقة الإسلام ببعدهم عن أفكاره وأحكامه، وكانوا بين مفرِّط كل التفريط، يرى من حقِّ المرأة أنْ تمارس قيادة البيت كالرجل تماماً،وأنْ تخلو بالرجل كما تشاء،وأنْ تخرج كاسية عارية باللباس الذي تهواه،وبين مُتشدِّدٍ كُلَّ التشدُّدِ لا يرى من حقِّ المرأة أنْ تتحدث مع زوجها،ولا تطلب حقها،ولا تزاول التجارة أو الزراعة،وكان من جرَّاءِ هذا الإفراط والتفريط انهيار في الخلق، وجمود في التفكير، نتج عنهما تصدُّعُ الناحيةِ الاجتماعية، وقلق الأسرة الإسلامية، وغلبة روح التذمر والتأفّف بين أعضائها، وكثرة المنازعات، والشِّقاق بين أفرادها،فالإسلام لا يريد للمرأة أنْ تستجمل،ولا للرجل أنْ يستونق،وإنّما يريد لكُلِّ واحد أنْ يكون حيث أمره الله،قال تعالىوَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى،إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى).
ومِنْ الأشياء التي كثُرَ اللغط فيها، وباتتْ تُفَسَّرُ بالهوى "القِوَامَةُ" في الحياة الزوجية التي يحاول البعض لغرض خفيّ الطعن في حكمها، بالرغم من أنّ الذي أسندها الحكيم الخبير للرجل دون المرأة، وبما يمليه الشّرع، والعقل.
لقد بيّن الشرع كيف تكون الحياة الزوجية التي يتحقق فيها السكن والاطمئنان الذي أراده الله في قوله : ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) .
وقد أمر الله – عزّ وجلّ - بالمعاشرة بالمعروف في قوله وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ)،وقال تعالى.. وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ)، وقال أبو زيد: يتقون الله فيهِنّ كما عليهِنّ أنْ يتقين الله فيهم.
وهنا نسأل ما معنى القوامة ؟ التي ذكرها الله تعالى في قولهالرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء)،هل تعني إلغاء شخصية المرأة، ولا حقّ لها أنْ تبديَ رأيهَا ولا تناقشَ زوجَهَا، أمْ غير ذلك ؟؟
فالبعض من النّاس يسيءُ فهمَ آية (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء)، فهذا الرجل تجده يشتم، ويلطم، ويضرب زوجته المسكينة، ثمّ إذا اعترضت عليه يقول:قال تعالىالرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء)،وقد يكون لا يحفظ من القرآن إلا القليل، وهذه الآية، لأنَّها -على زعمه -آية واضحة في أنَّ الرجل قوَّامٌ على زوجته، فليفعل بها ما شاء!!، وهذا فهمٌ سقيمٌ، وتأويلٌ فاسدٌ، فإنَّ معنى الآية ليس هكذا، بل المعنى ما ذكره أهل العلم:
- أنْ يكون أميناً عليها، يتولى أمرها، ويصلح حالها، قاله ابن عباس رضي الله عنه، وعليها له الطاعة..
- وقال الشوكاني في تفسيره لهذه الآية الكريمة: "والمراد: أنَّهم يقومون بالذَّبِ عنهُنّ، كما تقوم الحكام والأمراء بالذَّبِ عن الرعية، وهم أيضاً يقومون بما يحتجن إليه من النفقة، والكسوة، والمسكن، وجاء بصيغة المبالغة قوله: (قَوَّامُونَ) ليدل على أصالتهم في هذا الأمر".
- وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي في تفسيره: "يخبر الله تعالى أنَّ (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء)،أي: قوَّامون عليهن بإلزامهن بحقوق الله تعالى، من المحافظة على فرائضه، وكفهِنّ عن المفاسد، والرجال عليهم أن يلزموهنّ بذلك، وقوَّامون عليهن أيضاً، بالإنفاق عليهن،والكسوة، والمسكن".
من هذا يتبيِّنُ بشكلٍ جليٍّ أنَّ معنى القوامة يدور على قيادة البيت أيْ رعاية شؤونه، وإدارته ، وليس السلطة، أو الحكم فيه، والديكتاتورية .
ولا تعني القوامة إلغاء شخصية المرأة ، قال سيد قطب ـ رحمه الله ـ: "ينبغي أنْ نقول: إنَّ هذه القوامة ليس من شأنها إلغاء شخصية المرأة في البيت، ولا في المجتمع الإنساني، ولا إلغاء وضعها المدني.. وإنَّما هي وظيفة داخل كيان الأسرة لإدارة هذه المؤسسة الخطيرة، وصيانتها وحمايتها، ووجود القَيِّم في مؤسسة ما لا يلغي وجود، ولا شخصية، ولا حقوق الشركاء فيها، والعاملين في وظائفها، فقد حدَّد الإسلام في مواضع أخرى صفة قوامة الرجل، وما يصاحبها من عطف، ورعاية، وصيانة، وحماية، وتكاليف في نفسه وماله، وآداب في سلوكه مع زوجه وعياله"
فالقوامة هي رعاية الرجل زوجته، وأولاده، رعاية من شأنها أنْ تحقق الطمأنينة، والسكن، والمودة في الدنيا، وتقي الرجل، وأهل بيته، نار جهنّم،لأنّ الرَّجُلَ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ، وَهْوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعيتَهُ.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
See Translation
Like · · S