بشرى مبارك
عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام
 |  موضوع: ما ندرى نلوم من الاتحادى الاصل أم المؤتمر الوطنى !!؟ والطيب مصطفى من الانتباهة  الخميس 29 أغسطس - 1:56 | |
| من نلوم الاتحادي الأصل أم المؤتمر الوطني؟!
طباعةالبريد الإلكتروني
التفاصيل
نشر بتاريخ الأربعاء, 28 آب/أغسطس 2013 09:12
لا أدري والله سرّ العلاقة الخاصَّة التي تربط بين صحيفة الشرق الأوسط اللندنيَّة ومولاها الميرغني فقد درجت من حين لآخر على إجراء حوار مع الرجل تختار له الوقت المناسب لخدمة أجندة وأهداف الحزب الطائفي العجوز، ومعلوم أنَّ هذا اللقاء أو الحوار يأتي في أعقاب تسريبات التعديل الوزاري الذي أعلن عنه المؤتمر الوطني بُعيد الحديث عن مبادرة الرئيس البشير لجمع الصف الوطني وإجراء إصلاحات سياسيَّة.
قبل حوار الشرق الأوسط صدرت تصريحات عديدة عن أنَّ الحزب الاتحادي الديمقراطي يعكف على مراجعة موقفه من المشاركة في الحكومة وفي الحصَّة التي سيُشارك بها في التعديل الوزاري الذي أُعلن عنه ثم جاء حديث الميرغني معضِّداً ذلك الحديث فقد قال الرجل ــ لا فض فوه ــ (إن ما يجمع حزبه مع حزب البشير هو رباط المسؤوليَّة الوطنيَّة فقضيتنا الوطن أولاً وأخيراً) ثم قال، وهذا هو بيت القصيد والهدف من الحوار الصحفي، (إن الاتحادي يشارك بتمثيل رمزي في مؤسَّسات الدولة ولا يتفق مع وزنه الجماهيري ولا تاريخه الوطني لكنَّه لا يُعطي هذا الأمر اهتماماً حاليّاً لأنَّ الأولويَّة للأجندة الوطنيَّة ومنع تمزيق البلاد) لكن الميرغني ضغط بعبارة موحية تقول (إن الشراكة مع المؤتمر الوطني ليست رباطاً مقدَّساً لا فكاك منه)!!.
تردَّدت كثيراً قبل أن أعلِّق على هذا الحوار خاصَّة وأنِّي كتبتُ مراراً حول هذا الحزب الذي لم ولن ألومه على حالة الموت السريري الذي يعاني منه فهو في نظري غير مؤاخذ شأنه شأن الأطفال دون سن الثالثة لكنِّي ألوم الحزب الحاكم (المؤتمر الوطني) الذي يُفترض أنَّه صاحب مسؤوليَّة تاريخيَّة وأخلاقيَّة تحتِّم عليه أن يكون المسؤول الأول عن رعاية مصالح الوطن حاضراً ومستقبلاً بما في ذلك تهيئة المناخ لممارسة سياسيَّة رشيدة تُخرج البلاد من كبوتها وتوفِّر أرضيَّة صالحة للحكم الراشد القائم على المبادئ الدستوريَّة المعتمَدة وعلى الأُسس الديمقراطيَّة التي اتَّخذها العالم أجمع منهجاً للحكم بعد أن ثبت أنَّها الوسيلة الأمثل لتحقيق النهضة والحياة الكريمة للشعوب بغض النظر عن المبادئ الأخلاقيَّة التي تنتهجها كل دولة على حدة.
بالله عليكم عن أي مسؤوليَّة وطنيَّة وعن أي وطن يتحدَّث الحزب الإتحادي الديمقراطي وهو حزب يناقض سلوكُه السياسي اسمَه (الديمقراطي)؟ حزب لا ينعقد له مؤتمر منذ أكثر من خمسين عاماً ولا يدري أحدٌ من هذا الشعب له نظاماً أساسياً يحدِّد هياكله وكيفيَّة انتخاب قياداته.. حزب يُفترض أنَّه يسعى لأن يحكم البلاد من خلال الممارسة الديمقراطيَّة وهو لا يمارس الديمقراطيَّة في سلوكه ولا يعرف أحد كيف تم انتخاب رئيسه ونواب الرئيس والمكتب القيادي وهل له مجلس شورى ومن الذي انتخب ذلك المجلس في غياب المؤتمر الذي لم ينعقد أصلاً!!
حزب يُعلن أحد قيادييه أنَّ سر قوته يكمن في أنَّه حزب (غير منظَّم) أي تحكمه الفوضى.. ذلك ما قاله د. علي السيد الذي يشنُّ الحرب على حزبه لأنه لا يملك ولا يستطيع أن يجد ما يدافع به عنه!!.
فليحدِّثني المؤتمر الوطني ماذا أفاد من شراكة حزب مولاهم الذي بحكم أنَّه حزب بلا مرجعيَّة ولا نظام ولا بوصلة ولا أجهزة ضبط تنظيمي يُشارك في الحكومة لكنَّه يُشارك كذلك في المعارضة المسلَّحة التي تسعى إلى إسقاط الحكومة التي يشارك فيها الحزب!! ماذا عن القيادي الإتحادي التوم هجو الذي يشغل منصب نائب رئيس الجبهة الثوريَّة التي احتلَّت أب كرشولا وهاجمت أم روابة وماذا عن نائب رئيس الحزب علي محمود حسنين الذي يقود المعارضة على حكومة حزبه من الخارج؟! كم دفع المؤتمر الوطني من أموال الشعب من المليارات في صفقة إشراك هذا الحزب في الحكومة؟!
ويضغط الحزب من أجل معرفة حصَّته في السُّلطة والثروة في التشكيل الوزاري الجديد ولا أدري والله أين تذهب المليارات التي تُمنح لمولاهم وهل تُوظَّف في بناء الحزب وتفعيل نشاطه وإقامة هياكله الميتة منذ عقود من الزمان ومَن يحاسب مَن في ظل غياب المؤسَّسيَّة في الحزب وفي ظل غياب مجلس شؤون الأحزاب الذي يُفترض أنَّه الرقيب على أداء الأحزاب جميعاً من أجل ضمان ممارسة سياسيَّة راشدة؟!
مولاهم جعفر الميرغني الذي يشغل منصباً معطَّلاً منذ أن عُيِّن مساعداً لرئيس الجمهوريَّة هل سيُعاد تنصيبُه في الموقع الرفيع الذي لم يُمارس فيه حتى الآن أيَّ دور؟! كيف يُمارس دوراً وهو يُقيم في لندن بأكثر ممَّا يُقيم في السُّودان؟! مَن المسؤول عن هذه الفوضى التي أكاد أجزم أنَّها لا تحدث إلا في بلاد العجائب المسمَّاة بالسُّودان؟!
عندما قرأتُ الحوار صدِّقوني إن قلتُ لكم إن مرارتي كادت تنفقع فقد كنتُ محتاراً أأبكي أم أضحك لأني لم أجد شيئاً.. مجرَّد كلام مرصوص لا أدري من الذي صاغه.. أهو حاتم السر أم علي السيد أم من المثقفين الذين ارتضَوا لأنفسهم هذا الدَّور الغريب لكني والله استبعدتُ أن يكون أيٌّ منهم قد صاغ تلك الإجابات بعد أن رأيتُ إجابة عن سؤال تقول (متمسكون باتفاقية السلام التي وقَّعناها مع مؤسِّس وزعيم الحركة الشعبيَّة الدكتور جون قرنق في نوفمبر (1988م) بأديس أبابا بالحفاظ على أرض السُّودان شماله وجنوبه ووحدة شعبه) بالله عليكم هل هذا كلام عقل؟! انفصل الجنوب وهلك قرنق وقضى ربع قرن من الزمان على تلك الاتفاقيَّة الموؤودة ولا يزال الرجل يتحدَّث عنها!! من نلوم غير المؤتمر الوطني الذي يُصِرُّ على إحياء العظام وهي رميم؟! | |
|
