بشرى مبارك
عدد المساهمات : 7557 تاريخ التسجيل : 19/02/2009 العمر : 64 الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام
| موضوع: سجن الضعين ..زحمة يادنيا زحمة الأحد 29 أبريل - 6:39 | |
| سجن الضعين ..زحمة يادنيا زحمة السبت, 28 أبريل 2012 09:08 الاخبار - تقارير اخبارية تقرير:حسام الدين أبوالعزائم:
تناقلت الأخبار والصحف أمس الأول أحداث سجن الضعين، والتي بدأت عند ترحيل عدد من النزلاء المحكومين بالإعدام لسجن نيالا- الكبير- لتنفيذ الأحكام الموقعة عليهم.. وكانت مصادر أشارت لمهاجمتهم لطاقم الحراسة واستيلائهم على عدد من الأسلحة، ليطلقوا بعدها أعيرة نارية، مما أدى لاشتباك أصيب فيه شرطي حراسة وأحد النزلاء...
العميد شرطة محمد الزين معتمد محلية الضعين- الدفعة واحد وخمسين كلية الشرطة.. قال في تصريحات صحفية إنهم سيطروا على الوضع تماماً دون حاجة لاستخدام القوة، رغم حدوث إصابات إثر الشغب الذي حدث، ولولا عناية الله لكانت مجزرة لايحمد عقباها.
خلال زيارتنا للسجن مع وفد المفوضية، وقبل حدوث اشتباكات سجن الضعين بإسبوع، لم يعجبنا الحال حقيقة، فعند دخولنا من البوابة، هالني العدد الكبير الموجود بساحة السجن، وقمت بسؤال الشاويش الذي وجدته بجواري؛ هل وصلنا في ساعة الزيارة..؟فنفى ذلك قائلاً: لا هؤلاء هم «المساجين»..! فقلت له متعجباً: كل هؤلاء مساجين؟وأين زنزانتهم؟ فرد ضاحكاً: ليس لهم زنازين، وكلهم جوه البرندة الكبيرة دي...
دخلنا بعدها لعنبر النساء، واللائي يبلغ عددهن الثلاث عشرة نزيلة، وهن أيضا مابين محكومات ومنتظرات، وحمدت الله أنني مصاب بالحساسية «الجيوب الأنفية» عندما قال لي صديقي وزميلي بالرأي العام الأستاذ حسام ميرغني إن الرائحة ترمي «الصقر».. وزاد على ذلك بأن السجن عبارة عن بالوعة مخلفات عضوية..
أقدار الإنسان ترميه نحو المجهول، وأحياناً الندم يأتي بعد «عمل الإيد» وتحفيز الشيطان إن كان وسيطه الإنسان نفسه أو غيره، أو أم الكبائر، وكثيرون كانوا نادمين على ما أقترفت أيديهم من قتل أو سرقة...! وليس لنا في أحكام الله أو البشر من تأويل أو تشخيص؛ فهذا يخص أهل القانون والقضاء؛ وعندما تدخل ذلك الصندوق المسمى بسجن الضعين، فإنك تتأكد وعلى الفور، أنه من الممكن حدوث كارثة، فالعدد الكبير للنزلاء والذي يفوق أفراد الحراسة أضعاف اضعافها، ينبئ بالشغب والإنفلات الأمني، دون أي ذكاء أو دراسة.
الصول جمعة عبدالرحمن الدومة الذي كان يرافقنا قال لي إن عدد النزلاء 236 سجيناً وسجينة، والمنتظرون يجاورون المحكومين من مختلف الأحكام، وأشار للافتة معلقة على حائط و\ الهواء الطلق كتب عليها قسم الحكومين والمنتظرين!؟
الإزدحام نبه له أعضاء المفوضية القومية لحقوق الإنسان، حتى أن نائب رئيس المفوضية مولانا جوزف سليمان ومفوض الولايات محمد أحمد ود الشائب ظهر عليهما الإستياء الشديد من عدد النزلاء، والتردي في الوضع الصحي والبيئي الذي يتعايشون فيه ومعه.
فكرة الإنتقال لسجن جديد وبمساحة أوسع جاءت متأخرة- كما حال الكثير من مؤسسات ووزارات بلادنا- ولكنها توازي المقولة التي تقول «إن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي»... | |
|