بشرى مبارك
عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام
 |  موضوع: لجنة الاسناد العليا ....واجبات ما بعد هجليج نقلاً من الرآى العام  الإثنين 23 أبريل - 17:29 | |
| ابعد ستعادة(هجليج) لحضن الوطن ، شهدت الخرطوم أولى خطوات مرحلة ما بعد التحرير ، بإعلان الرئيس البشير إعادة تشكيل لجنة الإسناد العليا أمس الأول ، فى خطوة فسرها المراقبون بالاتساق مع التوجيهات الرئاسية في استكمال تحرير جنوب كردفان والنيل الازرق ..
وبرغم فرح الخرطوم بعودة (المدينة المغتصبة) إلا أن ثمة مخاوف برزت في العديد من الأوساط والدوائر من أن يسرق (الفرح) الواجب ، فيصادر دون عمد (الحذر) المفترض تجاه محترفى سيناريوهات الغدر وردود أفعالهم ، ليعاودوا الغزو أو يعملوا على مواصلة سيناريو الاستنزاف الوطنى ، بإشعال البؤر المتوترة بالأصل ، ويرون أن الخطوة الرئاسية تستند على تلك القراءة بهدف تدعيم الجيش ماديا ومعنويا ، قبل أن يقوم بجولته المقبلة ..
وغض النظر عن تحليلات اتخاذ خطوة تشكيل لجنة الاسناد العليا والهدف منها ، إلا أن الكثيرين يرون أن الأصل فيها ، رسالة تتجاوز العمليات العسكرية والجيش ، لمخاطبة المشاعر القومية للسودانيين بشكل عام ، ويدلل الخبير الاستراتيجى مصطفى عبد الله علي ذلك بقوله لـ(الرأى العام) أمس(الهيكلة التى اعتمدها رئيس الجمهورية من خلال إشراكه لأكبر عدد ممكن من مساعديه القادمين من أحزاب أخرى وفي مقدمتهم العقيد ركن عبد الرحمن الصادق المهدى ، وجعفر الصادق الميرغنى ود.أحمد بلال ، وقبلهم د. التيجانى السيسى رئيس السلطة الاقليمية لدارفور رئيساً مناوباً لرئيس اللجنة ، يوحى بتفعيل مشاركة الأحزاب خطوة للأمام من خلال إقحامها في إحدى دوائر العمل السرية ، لجهة أن لجنة الإسناد العليا معنية بمعرفة الإمكانيات المقدمة للقوات المسلحة عدة وعتاداً وأشخاصا وأموالاً ، ما يمكن اعتبارها جزءاً من المؤسسة العسكرية ذات الطبيعة السرية بحكم اختصاصها وأضاف(الخطوة بهذا المعنى تضاعف من الاحساس المشترك قومياً بالمسؤولية الوطنية ، وتقلل بالتالي من دعاوى انفراد الحزب الحاكم بالعملية العسكرية وقرار الحرب لصالح مشاركة أكبر تتضمن الاحزاب) ..
تكنيك جديد
ويبدو أن اتخاذ التشكيل من زاوية قومية ، فتح شهية القابعين في الصفوف الخلفية بحكم عملهم وبعيداً عن الاعلام من ذوى الخبرة العسكرية والسياسية ، لوضع روشتات وصفوها بالقابلة للتطبيق ، مساهمين بها في تغطية زوايا وجوانب ربما تغيب عن الرؤية الرسمية ، ويرى الفريق محمد بشير سليمان نائب والي شمال كردفان وزير الزراعة ، أهمية تثبيت النجاح الذى تم في هجليج عبر تعزيز القوات وإعادة تنظيمها بشكل متكامل وقال لـ(الرأي العام) (يجب تطوير العمليات حتى يتم إجلاء الأعداء من منطقة هجليج باستصحاب وضع خطة متكاملة لحماية كل مناطق البترول والمنشآت الاقتصادية علي الحدود مع الجنوب) وأضاف(كما يجب تسمية قوات بعينها وبهيكلها وحجمها لحماية الأهداف الاستراتيجية والحيوية علي امتداد حدودنا مع الجنوب وليست هجليج فقط) وزاد(وأن يكون للقوات المسلحة المقدرة على الضربات الاستباقية لأى ارهاصات بتحركات من قبل العدو، أى ان يكون لدينا أجهزة معلومات متقدمة ومتطورة لإظهار وتحديد لأى تحركات معادية من اى مكان وبأى حجم) ..
ويبدو أن القوات المسلحة في هذا الصدد بدأت بقطع أشواط ، يؤكد ذلك ما تحدثت عنه قيادات ميدانية من جبهة هجليج باشارتها للأسلوب الجديد الذى استخدمته القوات المسلحة بالإضافة لتعدد محاور القتال وتكنيك الاقتحام والتروى الهجومى لحماية المنشآت ، ما يعنى علمها المسبق بمواقع تواجد العدو وتوزيعاته ..
المصالحة المهمة
في المقابل يرى مراقبون أهمية الاستفادة من الأجواء الحالية لعقد مصالحة داخلية تقلل من حدة الاعتراض على الأداء الحكومى وتمتص في الوقت ذاته حالات الاحتقان بسبب الكثير من السياسات مما يجفف المساحات التى يمكن أن يجدها ما وصف بالتمرد ، للاستقطاب أو التمدد .
وهو ما تعززه بشكل غير مباشر مقترحات الفريق محمد بشير من خلال تطرقه لأهمية استثمار النفرة والانتصار والتعبئة الحالية في تطهير كل النيل الازرق وجنوب كردفان من كل القوات الجيش الشعبى بالإضافة لوضع خطة تسمى بخطة مقاومة التمرد وهى متكاملة حيث يأتى فيها البعد السياسى والعسكرى والادارى والتنموى وأن يؤسس هذا العمل باستعادة كاودا باعتبارها قاعدة التمرد وقال(هناك ضرورة قصوى في توحيد لسان الحكومة والقوات ، بالإضافة الي أهمية عدم التحدث كثيراً فيما نريد تخطيطه مستقبلاً لإدارة الصراع مع الحركة خاصة عسكرياً) وأضاف(نحتاج لإدارة خاصة بالحرب النفسية بشكل علمى بعيداً عما يجرى حالياً) وتابع(من المستحسن ترك الحديث الناعم خصوصاً ولأن المرحلة لا تحتمل مثل ذلك النوع من الحديث ، وان لم نستطع فالصمت أبلغ من كل حديث ، حتى نستكمل تطوير العمليات والتأمين الكلى لحماية الحدود) وسياسياً ، يرى سليمان أهمية إجراء مراجعة سياسية للمسار السياسي على مستوى السودان للاستفادة من وحدة الصف لحماية الأمن القومى في إطار التوافق على كليات وطنية لا تتجاوزها المعارضة ولا السلطة .
واعتبر الفريق محمد بشير سليمان أن القوة عنصر من عناصر الردع ومسهل وداعم لعمليات التفاوض في أية مرحلة تحددها دولة السودان، مطالباً بعدم ذهاب البشير الى جوبا قطعياً مهما كانت التنازلات المقدمة من الحركة ومهما تعددت الضمانات دولياً أو اقليمياً ، وقال( نحن دولة رائدة لا نذهب لدولة وليدة تتحسس خطاها ، وأعتقد مفهومنا للتفاوض يجب أن يتغير ويجب أن يراجع) ..
تخوفات مشروعة
تحليلات أخرى أبدت تخوفها من توجه الخرطوم التصعيدى الذى أعلنته وقطعت به قيادات الوطنى قبل وبعد تحرير (هجليج)، لجهة عدم تحمل الاقتصاد السودانى مرحلة حرب جديدة طويلة الأمد ، وهو أمر يستبعده د.مهدى دهب باعتبار أن المجتمع الدولى لن يسمح باتساع رقعة الحرب خصوصاً وأن موازين القوى لصالح الشمال ، مدللين على ذلك بحديث أوباما الأخير المطالب بالعودة للتفاوض وقال لـ(الرأي العام)(الكثير من العواصم فوجئت بانتصار القوات المسلحة وتكتمها في انجاز مهمة التحرير ، لذا فلن تسمح باستمرار القتال لأنه سيكون خصماً على جوبا) وأضاف(الخطورة الحقيقية ليست في جوبا وإعادة الهجوم أو استمرار دعمها ، الخطورة الحقيقية أن يستمر الوضع كما هو عليه في السودان دون تغييرات حقيقية في بنية الوعي السياسي للحزب الحاكم ، لأن الشعب حالياً متعطش للانتصار فالتف حول المقاتل الأول البشير ، ويجب على قيادة الدولة مكافأته في التقليل من الضغوط التي يتعرض لها ، ويجب أن يكون ذلك جوهر مهمة لجنة الإسناد العليا). مراقبون يقرون بأن الشارع السودانى يساند قواته المسلحة لكن عدم وضوح رؤية القيادة السياسية تجاه الجبهة الداخلية يشكل أبرز المخاطر التى يجب على لجنة الإسناد العليا لفت نظر الحكومة لها ، خصوصاً وأن الشعب هو الرافد الأساسى للجيش، بالتالي لابد من مصالحة داخلية شاملة لقطع الطريق على المقللين من انتصارات الشعب ومن طمست لديهم الفروق الجوهرية بين الوطن والوطنى ويقدمون خدمة كسر الروح المعنوية في الشارع السودانى ولصالح الجنوب مجاناً بفعل (كراهية)سياسات الوطنى وان دافع عنها الكثير من القيادات ، ويرون ان الخطر حالياً أصبح على الوطن السودان ، بالتالي فلا مجاملة في طرح الرؤى والنقد ، طالما تجئ في الهواء الطلق بعيداً عن الغرف المغلقة والأدراج السرية وظلال الأجندات مؤكدين ان القيادة السياسية لم يغب عنها أن الجماهير كلها لم تكن تهتف بأسماء قيادات الوطنى أو وزراء البلاد بل كانت تهتف باسم الجيش والسودان ، ما يجعل مهمة الإسناد في أصلها تقديم خطتها للقيادة السياسية في إزالة الاحتقانات وكبح معوقات تتسبب في أن يبخل أحدهم بروحه على بلده بسبب حزب حاكم ..
محلل سياسي - فضل حجب اسمه- قال ل(الرأي العام) أعتبر أن المؤامرات على السودان كبيرة وتتعدد سيناريوهاتها، لافتاً لاحتمال أن تكون هجليج محاولة لجس نبض التفاعل بين الشارع السودانى وبين القيادة السياسية والجيش ، وبعد ذلك تتم إعادة الهجوم بخطط أشمل وبمرتزقة أكبر ليزيد من معدلات النجاح، الذى سيضاعف حينها من حالة الاحباط لتصبح مركبة ، خصوصاً وان سؤالاً مكتوماً دار طيلة الفترة الماضية وما قبل تحرير هجليج عن كيفية احتلالها ، ودوافع دولة وليدة تتحسس خطاها وما الذي شجعها للتجرؤ على دولة كالسودان ، ويرى ان ذلك يفرض على لجنة الاسناد تجاوز الدور التقليدى في مخاطبة الجماهير وتعبئتهم بإقناع القيادة السياسية في تقليل الظل الحكومى الكبير وسحب الامتيازات قسراً من المتنفذين طالما أن المرحلة مرحلة تقشف ، لأن ذلك من شأنه تحقيق نوع من العدالة في نظر الجماهير ، كذلك تغليب الكفاءة على الولاء متخذين من قرار الرئيس بانتهاء عهد التمكين مرجعية تفتح آفاق المصالحة الوطنية الشاملة ، وتؤسس لصفحة جديدة في العلاقة بين الشعب والسلطة .. | |
|
