نواب بلبس خمسة وجلسه عاصفة للبرلمان ... نقلاً من الرآى العام

في جلسة البرلمان المخصصة للتداول حول بيان وزير الدفاع، جاء بعض النواب أمس وهم يرتدون زي العمليات أو (لبس خمسة) كما يقولون. وعندما نظر مولانا أحمد إبراهيم الطاهر للنائبين حسين حمدي نائب رئيس لجنة الامن والدفاع وعبد الرحمن الفادني وهما يرتديان ذات الزي قال إنه شخصياً كان يعتزم الحضور بـ (لبس خمسة) الى جلسة اليوم، إلا انه لم يشأ أن يبتدر، ولفت الى ان هذا المظهر هو الذي نريده أن يكون في المجلس.
سَادَت جلسة البرلمان أمس حالة غضب جَرّاء استمرار اعتداءات الحركة الشعبية على مواقع بالشمال وتداعيات الموقف في منطقة هجليج وحملت مداولات الجلسة المخصصة للتداول حول بيان وزير الدفاع الفريق أول مهندس عبد الرحيم محمد حسين أمام البرلمان حول أحداث هجليج رداً على مسألة مستعجلة من رئيس البرلمان حملت مقترحات عديدة لتحديد العلاقة مع الجنوب وإبعاد البلاد من المُخطّطات الغربية التي تنفذ فيها الحركة الشعبية بالوكالة.
غباب وزير الدفاع
كان غياب وزير الدفاع عن الجلسة المخصّصة للتداول حول بيانه لافتاً أمس، إلا أان الطاهر قال إن الوزير حضر إليه في مكتبه بالبرلمان قبيل الجلسة وشرح له الأوضاع في مسرح العمليات وانه أذنَ له بالتوجه الى غرفة العمليات على ان تبلغ له كل القرارات التي ستصدر من المجلس. ولكنّ العضوة سامية هباني قالت ان الوزير حتى وان قبل اعتذاره كان ينبغي أن يحضر الجلسة بعض أركان حربه.
البرلمان سيظل في حالة انعقاد
مولانا أحمد إبراهيم الطاهر رئيس البرلمان حَسمَ الجدل الذي طرحه النواب من قبل بضرورة تعليق الجلسات والانخراط في معركة هجليج ولعب أدوار في المعركة على المستوى التعبوى أو الشخصي، وقطع في مستهل الجلسة بأن البرلمان سيظل في حالة انعقاد وسيكون مستمراً دعما للمعركة التي فُرضت على البلاد حتى تنجلي، وقال: سنقوم بدورنا كاملاً للدفاع عن بلادنا ورسم السياسات التي تحافظ على البلاد وحشد كل الطاقات. ولفت الطاهر الى ان الانعقاد الدائم للجلسات لا يمنع المشاركة المباشرة في القتال وستكون المشاركة وفق تنظيم وترتيب معين حتى لا تختل جلسات المجلس، واشار الى حملات التعبئة التي قام بها النواب في دوائرهم. وقال إنّ جلسات البرلمان ستستمع إلى بقية الأجهزة الأمنية، وأضاف أنّ هجليج لن تكون هي المحطة الاخيرة حتى يقضى على العدو وحسم الغطرسة التي ظهرت على الحركة الشعبية.
د. غازي.. مقترحات إضافية
التقرير الذي قدّمه د. كمال عبيد رئيس لجنة الأمن والدفاع حمل مقترحات وإضافات من د. غازي صلاح الدين رئيس كتلة نواب المؤتمر الوطني بالبرلمان، وخلال الجلسة تحدث غازي أيضاً عن مقترحات أضيفت الى البيان. وقال غازي عن بيان عبيد إنّه تقرير تعرض لمداولات واسعة ومحتوياته تمثل قدراً كبيراً من الرأي العام وما يطرح في الشارع السياسي. ونوّه إلى أنّ نبرة الغضب في البيان ربما تثير انتقادات، إلا أنّ الأمر المهم هو التركيز على المسائل الجوهرية.
ولفت د. غازي الى ضرورة ان يكون هناك تمييز دقيق بين الحكومة في الجنوب وشعب الجنوب وإعداد إستراتيجية للتعامل مع الجنوب وتحدث عن الدول التي دعمت السودان في هذه القضية والمجموعات السكانية المحلية. وقال إنّ من أهم القرارت هو التوافق على الاستراتيجية التي لن تغفل المطالبة بالكف عن العدوان، وقال ان البرلمان يعكس وجهة نظر الشارع والحديث عن الحركة الشعبية كقوى كانت شريكاً في الحوار رغم عدم أهليتها الذي برز الأن وبرز في انها كانت تتخفى وراء مشروع انفصالي وعدائي. وقال: يجب ان نحدد شريكاً وان ننفتح تجاه القوى السياسية في الجنوب، واردف: لا ادعو الى مشروع يخالف القانون الدولي ، لكن يجب الاتجاه نحو القوى السياسية في الجنوب وهي حريصة على العلاقة مع السودان. وتابع غازي: ان مراجعة الأولويات الوطنية والموازنة امر مهم، وتابع: الحرب الآن ليست حربا عسكرية فقط وهي تستدعي استنفارا واسعا ومجهودا للمجتمع في كل طاقاته ومراعاة استقرار السلع. وأكد غازي على ضرورة الإشادة بموقف القوى الوطنية.
تحذير من أحاديث سالبة
حينما تردّد الحديث عن المسألة في ملف هذه الأحداث دفع د. الفاتح عز الدين القيادي بالمؤتمر الوطني بتحذيرات من مثل هذا الحديث في هذا الوقت، وقال: قد يقتضي الحال النظر والمراجعة لكن لا ينبغي ان يكون الحديث حديثا سلبيا مثل ما يتحدث المرجفون في المدينة، لافتاً الى ان المعركة معركة بين الحق والباطل ومن ابرز ملامحها هو ان سلفاكير يريد ان يجر السودان الى العبودية واليد الدنيا.
إشادة لافتة بالإعلام والصحافة
حيّز مقدر من جلسة الأمس كان عن الاشادة بالتغطية الإعلامية والصحفية للأحداث، وقال د. الفاتح عز الدين إن الإعلام كان كتيبة متقدمة في الصفوف ونريد منه كذلك ان يرمي العملاء والطابور الخامس. وكذلك قال البروفسير ابراهيم غندور إنّ الإعلام كان كتيبة متقدمة وكل الصحف قامت بالواجب. ولفت الى ان المعركة هي فعلاً مخطط اجنبي واضح يسعى الى الموارد. ورأي غندور ان تسجل إشادة بالصحف وتغطيتها للاحداث، وقال ان القوى السياسية كذلك اكدت انها حريصة على الوطن. ومضى وزير الإعلام عبد الله مسار ايضاً للإشادة بالتزام الإعلام بالدور الايجابي والترتيبات التي قامت بها وزارته في هذا الشأن.
حمى السلع في الجلسة
مداولات النواب حذّرت من ارتفاع السلع ومحاولات أيادٍ خفية من لعب دور سلبي في هذا الجانب، وقال البروفيسور ابراهيم غندور ان هناك سلعا ارتفعت اسعارها ارتفاعا غير مبرر واختفى بعضها، وحذر من ان ذلك يكشف ان الحرب تبحث عن وسائل اخرى. وطمأن عبد الله مسار بأن الوضع الاقتصادي مطمئن وان ما يدور فقط هلع من اصحاب المصالح ولا توجد أزمة في الاقتصاد ولا في المحروقات.
وزير الدولة بالمالية عبد الرحمن ضرار أكد كذلك بأنّ الموقف الاقتصادي مطمئن وان الامراض التي تصيب الاقتصاد ليست بسبب أحداث هجليج وهي في طريقها للمعالجة، وقال إنّ الاقتصاد قادر على توفير الخدمات وعلى صرف الرواتب في وقتها واستمرار التنمية، وقال ان الشركات تسلمت حصتها كَاملةً من الوقود وعلى استعداد لصرف أي حصص إضافية.
مسار معلومات جديدة
المهندس عبد الله مسار وزير الإعلام كشف للجلسة بعض المعلومات الجديدة، وأكد أن القوات المسلحة تتقدم نحو هجليج بخطى ثابتة وهي قريبة جداً والموقف في مسرح العمليات قوي، كما ان هناك تدافعاً من اهل هجليج للدفاع عن المنطقة، وكشف معلومات عن وجود انقسام وسط الحركة الشعبية وخروج مجموعة النوير واختلاف وسط مجموعات دارفور، واشار الى انه امر يكشف عن الضغط الذي تَتَعَرّض له الحركة. واضاف مسار نتوقع قريباً جداً ان تُحسم هجليج، ولفت مسار الى ان منطقة هجليج حساسة وخطيرة لذلك فالعمل العسكري فيها لابد ان يكون ببطء وحذر. وكشف عن تفجير الحركة لآبار في هجليج وارتكاب فظائع هناك وكذلك عن التحركات الخارجية التي قامت بها وزارة الخارجية على المستوى الدولي.
علي أبرسي.. حديثٌ غاضبٌ
فجّر العضو علي أبرسي قضية محاسبة ومساءلة المسؤولين في الاعتداءات على البلاد، وعرج الى دخول حركة خليل الى ام درمان، وتحدث ابرسي في جلسة الأمس بلهجة غاضبة قائلاً: ليس هناك مطلقاً اي خلاف على القوات المسلحة، لكن لابد من مساءلة المسؤول عن احداث هجليج. ابرسي تطرق الى استقالة وزير الصناعة ابان تأجيل افتتاح النيل الابيض في اشارة الى رغبته في استقالة مسؤولين جراء الأحداث الأخيرة.
مطالبة بفرض حالة طوارئ في جنوب كردفان
طالب العضو الطيب الغزالي بفرض حالة الطوارئ في جنوب كردفان وقد وجدت مطالبته تأييداً من عدد كبير من نواب البرلمان، واشاروا الى أنه أمر يسمح للقوات المسلحة للقيام بدروها، كما حذر نواب من التدخلات السياسية التي تضر بعمل القوات المسلحة واستدلوا بما حدث في قضية دارفور.
نواب من المسيرية.. غضبٌ لافتٌ
أبدى نواب المسيرية غضباً لافتاً من اعتداءات الحركة على هجليج، وشدد العضو حسن صباحي الذي ابدى رغبته في ان تكون الجلسة سرية للكشف عن معلومات قال انها حساسة وفي التعامل بحذر مع الجنوبيين تحوطاً من الخلايا والعمل الاستخباراتي والطابور الخامس، وحذر من الاعتداء على حقل بليلة. وقال موجهاً حديثه للحكومة: (اذا البترول وقف بتسقطوا.. بتسقطوا).
الحبر: سلوكٌ همجي
قال د. الحبر يوسف نور الدائم إنّ الحركة الشعبية تقوم بسلوك همجي وغير مسؤول, وحذر من ان المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، وقال: لابد من اتخاذ قرارات سياسية سليمة ومدروسة حتى لا تتحمّل القوات المسلحة اخطاء الآخرين، وحذر من اية محاولات لتخذيل القوات المسلحة.
وقالت سامية احمد محمد ان الشعب السوداني (المعلم) يستطيع ان يتجاوز المسؤولية.
من جانبه، قال العضو علي احمد سليمان ان الحذر من الحركة الشعبية يبدأ من اختيارها لاسم (جنوب السودان)، وقال: هي بذلك ترتب للإعلان عن شمال السودان، وقال ان الحركة لا تأتي الا بالقهر ووصفها بأنها مخبولة العقل ولا تعي المسؤولية، وحذر من الطابور الخامس.
خيانة عُظمى
تحدث العضو محمد مصطفى الضو عن ضرورة تصنيف ايّة مواقف سياسية مهزوزة وغير واضحة في خانة الخيانة والعملاء، وقال: القوى التي أبدت مواقف غير واضحة لابد ان نتعامل وفقاً لهذا الفهم وهي انها في خانة العملاء والخونة. وقال بروفيسور إبراهيم أحمد عمر: من المهم جداً أن نعلم الاستراتيجية المناوئة للسودان من قبل القوى العالمية التي كشفت عنها دراسات تتحدث عن تقسيم السودان وتنفيذ اجندة صريحة فيه وتمزيقه، ولفت الى ان العنصر الأساسي للتصدي لهذه الاستراتيجية هو القوات المسلحة.
مطالبة بطرد الجنوبيين
طالب نواب في جلسة امس بطرد الجنوبيين الموجودين في الخرطوم تحسباً لأعمال الطابور الخامس، وقال العضو أحمد صالح صلوحة ان ألسون مناني مقايا الذي تقلد عددا من الكراسي في الحكومة الآن هو وزير داخلية الجنوب، وفيما اصدرت كتلة نواب المؤتمر الوطني بالبرلمان بيانا اكدت فيه ان الحركة الشعبية فقدت الأهلية للشراكة والحوار، وطالب بالتحقيق في احداث هجليج. ووجّه نواب بالبرلمان انتقادات عن التصريح المتكرر عن دخول الجيش هجليج بعد (ساعات) لكنهم حمّلوا المسؤولية لجهات سياسية قالوا انها تحرج الجيش للإدلاء بتصريحات كهذه.
ملامح من بيان عبيد
من الموجهات التي تحدث عنها د. كمال عبيد رئيس لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان في بيان لجنته، ضرورة تصنيف حكومة الحركة الشعبية في الجنوب باعتبارها معادية والتعامل معها على هذا النهج وتعليق اي حوار وبأية آلية مع الحركة عدا الحوار حول كف العدوان وفق شروط بفك الارتباط بين الجيش الشعبي والفرقتين التاسعة والعاشرة وطرد حركات التمرد العميلة التي تأويها حكومة الحركة الشعبية وعدم الحديث مجدداً عن ما يسمى بمشروع السودان الجديد في الأراضي الواقعة شمال خط الحدود بين السودان وجنوب السودان.
واعتبر البيان الذي أجازه البرلمان بالإجماع انّ مشروع السودان الجديد يعد مخططاً عدوانياً تجاه السودان، كما طالب البيان باتخاذ الإجراءات القانونية على الصعيد الإقليمي والدولي وطالب بأهمية إجراء الدراسات اللازمة والتحقيق حول الاحداث ومعالجة اوجه القصور اولاً بأول، ومساءلة اية جهة تُقصِّر في القيام بواجبها. وقال عبيد انّ لجنته ستكون في حالة انعقاد مستمر لمتابعة الاحداث مع الاجهزة المختلفة ورفع تقارير للبرلمان