سوسن عبدالفتاح ... قصة واقعية بشرى مبارك (الحلقة الاولى ) والقصة من ثلاثة حلقات

أحد الاخوان والاصدقاء من مدينة ميونيخ بالمانيا الاتحادية وفى منتصف التسعينات من القرن الماضى وبعد أن عمل لمده عام كامل فى شركة البى أم دبليو للسيارات الالمانية المشهورة وبعد أن فتح حساب بموجب عقد العمل فى ستى بانك البنك الامريكى المشهور طلب من البنك سلفية رأى أن يستفيد منها فى مشروع فى السودان (بناء منزل والزواج مره واحده ).
طلبت منه الموظفة أن يحدد إسم المترجم الذى سوف يحضر معه لان إجراءات السلفية تحتاج لغة عالية وقد شعرت أن صاحبنا يحتاج الى مترجم .
أختار صاحبنا أحد أقاربة ممن حضروا فى التمانينات لدراسة اللغة والجامعة وقد أنهى دراسته بنجاح وأصبح فى اللغة الالمانية (ما بتصاقع زى ما بقول الاخ عبدالحفيظ الشيخ )، حدد صاحبنا زمان المواعيد مع الموظفة وأعطاها الاسم بالكامل لقريبة المترجم ، وفى الوقت المضروب حضر هو وقريبة بعد أن أختار أفضل ما عنده من ملابس وتعطر بأحسن العطور، معروف أن هناك برتوكولات رهيبة قبل اللقاء حيث يتم إستقبالكم فى غرفة رائعة ويقدموا لكم الشاى والقهوة والبارد وبعد ربع ساعة تتقّدم لكم الموظفة وتعرف نفسها وتأخذكم الى مكتبها والله التقول عايزين تناسبوها مش عايزين سلفية !!!بدأت الموظفة فى الدردشة لكى تختبر لغة المترجم وبالفعل كان صاحبنا متمكن بدرجة قفل تأمل ويعرف الكلمات التى يختارها فى مثل هذه المواقف بعناية ، كان صديقنا المترجم من نوعيه الاخوان المقرميين والواقعين من السما عشر مرات فلاحظ أن الموظفة التى كانت ترتدى البنطال (الضيق طبعاً والذى يظهر كل مفاتنها أن السُسته فاتحة )!!! وقبل أن تيدأ فى الاجراءات لفت نظرها لموضوع (السُسته الفاتحة وطلب منها قفلها حتى تتمكن من العمل براحه شديدة وقال كل ذلك بالألمانى وقريبو شىء فرزو وشىء ما فرزو لكن لاحظ أن الموظفة (اضايرت ووشها حمّر وحاولت أن تشكره بخجل شديد !!!) .
بدأت الموظفة فى فحص أوراق صديقنا طالب السلفية ومتابعة حساباته من خلال الكمبيوتر والدخل والصرف الشهرى وبعد طرح وجمع وخصم وإضافة وتضريبات ومداخلات من المترجم وكلام من هنا وهناك أستمر الى أكثر من نصف ساعة قررت عدم منح صاحبنا السلفية بحجة أن هناك منصرفات كثيرة ولا يوجد توفير شهرى خلال العام فى حسابة وأعتزرت له وطلبت منه محاوله تقليل المنصرفات أو البحث عن عمل إضافى فى نهاية الاسبوع والعوده بعد 6 شهور للمحاوله مره أخرى !!لم يعجب ذلك الرد صاحبنا وبينه وبين نفسه عزا سبب رفضها للإحراج الذى تلقته من المترجم فى موضوع السُستة!!! (سوسن عبدالفتاح )وهذا المصطلح يطلق لتنية بنات حواء فى موضوع السُسته الفاتحة !!أما أولاد آدم فيطلق عليهم يوسف عبدالفتاح فقد أخترنا إسم سوسن عبدالفتاح عنواناً لهذه القصة وهى قصه واقعية فيها قليل جداً من الاخراج والنجر والى الحلقة الثانية خلال إسبوع إن شاء الله إذا مد الله فى الاعمار .

عندما خرجوا خارج البنك قال صاحبنا لقريبه المترجم السبب فى رفضها هو إحراجك الشديد لها فى موضوع (السُستة ) وغلطان أنا البجييب لى واحد شليق ومتلقى حجج زيك !!!!لم يترك صاحبنا موضوع السلفية من البنك فى ظل المصاريف المتلتلة التى كان يرسلها من راتبة للسودان لمقابلة منصرفات أسرته العالية!!!بنت أختو وقصد الجامعة وأخوة الذى يرغب فى تحضير الماجستير والذى ربما ساعدة من عطالته التى وصلت 5 سنوات بعد التخرج من كلية الزراعة جامعة الخرطوم عمته التى طلبت منه المساهمة بنصف قيمة تلاجتها التى تعطلت بسبب إنقطاعات الكهرباء المتواصله فترة قبل الصيف من العام الماضى خالته التى طلبت منه أن يرسل لها (قدح معتبر ) لزواج بنتها البكر فى العيد القادم إن شاء الله !!وكانت حجتها أن البنت كان فاتتك ما تفوتك المشاركة بقدح يتحدث به كل الاهل والجيران وأن إبن أختها أرسل 500 دولار لى خالتو لزواج بنتها البكر
بعد شهر عاد ليتحدث وحدة مع موظفة أربعينية (تدعى أنجيلكله )فى البنك عن أمر السلفية مره أخرى عسى ولعل أن تكون الاربعينية(قافله سُستته ) وربما تقفل عليهو هو!!فكان رد الاربعينية معقولاً فقالت له إذا أستمريت فى هذا العمل لمده سنة أخرى فسوف أعدك بمنحك السلفية وكانت السلفية وقتها 30 ألف مارك ألمانى وكان ذلك قبل العام 2002م بداية العمل بالعملة الاوربية الموحدة (اليورو)!!.
خطط أن يكون نصفها للزواج والنصف الاخر لشراء قطعة أرض حجزها له والدة من صديقة صاحب مكتب العقارات والاراضى وكانت قطعة ناصية فى حى معروف بخدماته العالية وإرتفاع القطع فيه بصورة خرافية وخلال شهرين من حجز القطعة زادت 5 مليون،
كان صاحبنا عندما يفتح موضوع الزواج مع والده يعرج له عن موضوع القطعة وعلى الرغم أن صاحبنا قد خطب بنت الجيران وأراح نفسه من تجاذب عمته وخالته ورغم أن والده لم يعترض على خطوبة بنت الجيران ولكن والدته كانت غير راضية بسبب أن بنت أختها كانت أجمل وأظرف بكثير من بنت الجيران ناهيك أنها كانت قد وعدت البنت بإكمال الزواج من إبنها !!!!
كانوا جيرانهم منذ 40 عام ورغم إختلاف القبابل ولكنهم كانوا كالاسرة الواحدة !! ورغم أن الخطوبة قد تفركشت قبل سفر صاحبنا بسبب طولها وعدم عمل صاحبنا إلا أن سفرة جدد الامل وأعاد المياه الى مجاريها ورفعت مراكبهم صواريها وأبحرت لكى تلتقى على مرافىء الوئام والود والاحترام .
أصبح صديقنا كلما جاء ليسحب نقود من البنك تعمّد أن يقابل الموظفة الاربعينية (أنجيلكله) وأصبح يتجاذب معها أطراف الحديث بعد أن تحسنت لغته كثيراً ،عرف أنها تحب موسيقى (الرقى ) والرقص والانغام الافريقية ودعته مره الى كونسيرت راقى فى إحدى صالات ميونيخ الموسيقية ورد التحية بأحسن منها بعد شهر وكاد لو لا تذكر خطوبته لبنت الجيران كاد أن يغيير العلاقة مع أنجيلكله لتصبح علاقة زواج ولكن تراجع عن ذلك وأكتفى بالسلام عبر مكان عملها بالبنك .
مرت 6 شهور وصاحبنا بحمد الله متواصل فى عمله، كانت الموظفة الاربعينية من الطيبات من النساء فقد تعاطفت مع صاحبنا وأعطته بعض النصائح فى كيفية السحب من حسابة الشهرى وأن يترك هامش شهرى فى الحساب لايقل عن 500 مارك كتوفير !!قام صاحبنا بتقليل التدخيين والسهرات فى نهاية الاسبوع والهواتف الكثيره لمخطوبته ووفر من جراء ذلك 300 مارك شهرياً ، وحاول أن يجد بعض الاعمال فى نهاية الاسبوع توفر له ال200 حتى تعاقد مع شركة لنقل الاثاث يعمل معها 5 ساعات كل إسبوع بواقع 10 مارك لكل ساعة وفّر من خلالها مبلغ ال200 يورو ، وفى غمرة إنشغالة بوصفات موظفة البنك أنجيلكله وجد نفسه وقد بقى من مرور العام شهر فقط فتحدث معها فى قاعة موسيقية كان قد دعاها لها عن الموعد فحددت له أن يحضر لها الاسبوع القادم فى البنك لكى تحدد الزمان باليوم والساعة وقد كان بحمد الله .
لبس فى ذلك اليوم أحسن ماعنده من ملابس ووضع أروع العطور وتحرك فى الموعد المضروب بسيارته البيضاء وهذه المره من غير قريبة المترجم (متلقى الحجج ). دخل على الموظفة أنجيلكله بعد أن مرّّ بكل البروتكولات السابقة من إكراميات ولم تمضى نصف ساعة حتى أخذت أنجيلكله كل الاوراق والتضريبات وذهبت به الى مكتب رئيسها وقدمته بإعتبارة زبون قديم وصاحب عمل ثابت ودخل عالى ورئيسها مشغول بهاتف وقع لها على ثقة من موظفته والتى لاتقل عنه فى الخبرة والوظيفة وكانت السلفية فى حدود 30 ألف أستلمها فى حسابة وقالت له يمكنك فى أى لحظة الحضور للبنك وأستلامها ولكنى أفضل أن تحضر صباحاً وتكون سيارتك على مقربة من البنك تحوطاً ولسلامتك !! وأوضحت له أن الدفع الشهرى سوف يكون 500 والمبلغ الاجمالى 38 ألف يعنى 8 ألف هى رسوم وأرباح وكسور وبواقى يتم تسديدها فى 76 شهراً إن شاء الله .
عندما ذهب الى المنزل ومنه للعمل وكان فى الخميس ثم الجمعة ونهاية الاسبوع حيث يلتقى كل الشلة فى جلسات الوست وإجتماعات الجالية وتناول أخبار المسافرين فى إجازة وقد علم أن أحد الاخوان ومن المقربيين له مسافر الاسبوع القادم فأتفق معه وكان وقتها لاتوجد (قيود وتحديد لحمل المبالغ مثل الان لايتجازو ما عندك 10 ألف مهما كان) .
أتصل بوالدة وأفاده أن فلان سوف يسلمه مبلغ 30 ألف نصفها يعادل 20 مليون وقتها وهو مبلغ القطعة والذى وصلها سعرها الحقيقى الى 35 مليون ، أما ال20 مليون الاخرى فخاصه بكل مستلزمات الزواج من شيله ومهر ومناسبه وعزومه وكل شىء ووضح لهم أن هذا المبلغ هو كل ما عنده !!ولكن لم يقل لهم لمده 76 شهر لى قدام .

خلال شهر فقط من وصول الكاش الذى يحسم النقاش تم تحديد موعد الزواج وأحتقل صديقنا بعقد القران وعقد قطعة الارض الناصية والتى كان سعرها الحقيقى يزيد بعشرة مليون من سعرها الاصلى ولكن لان صديق والده الذى يعمل فى مجال العقارات وبيع الاراضى قال كلمته قبل خمس سنوات لم يغييرها رغم تغيير الاحوال والاسعار .
طلب صاحبنا وقدّم طلب لمّ الشمل فى ميونيخ للمكتب المختص بالاجانب ولمّا كانت زوجته (كراعة لينه ) لم يستغرق أمر وصولها بعد زواجها إلا شهرين فقط على غير العادة حيث كانت الطلبات تأخذ 6 شهور وأكثر.
قدمت زوجة صديقنا الى ميونيخ وأحتفلنا بزواجهم بطرقتنا السودانية المعروفة فى الزواج السودانى وأصّر أن تكون الحلفة بالمطرب ياسر وردى من هولنده والذى أشتهر بتقليد فنان السودان وأفريقيا الاول المطرب المشهور محمد عثمان وردى، وقدّم صاحبنا رقاع الدعوة لعدد مقدر من الاصدقاء والاهل والمعارف فى معظم مدن المانيا ولم ينسى أن يقدّم الدعوة الى موظفة البنك( أنجيلكه) وشاركت فى الحفل الغنائى وأُعجبت بأداء ياسر وردى خاصه أن من يعزف معه هم معظم عازفيين الفنان وردى سيد الاسم السابقيين .
توطدت العلاقة بين (أنجيلكه ) وزوجة صديقنا والتى كانت صاحبة حضور متمييز وثقافة عالية وإنجليزية رصينه ساعدتها كثيراً فى جسر الهوة بينها وبين أنجيلكه التى لاتجيد إلا لغة قومها وقليلاً من الانجليزية .
لاحظت (أنجيلكه ) من خلال الدعوات الاسرية التى قدمها لها صديقنا وزوجته (سحر ) أنها تتقن الاكل بصورة رائعة وبدرجة أروع التحليات والفطاير والبسبوسة والباسطة وغيرها من أم على وأخواتها ، عندما لاحظت (أنجيلكه) مهاره سحر عرضت على زوجها وعليها أن تقوم بعمل دراسة فى عمل التحلية والفطاير فوافقوا وقررت أن تبدأ دراسة اللغة الالمانية وبالفعل خلال 6 شهور أجادت بدرجة جيد جداً اللغة وساعدتها لغتها الانجليزية إضافة الى حديثها المتواصل بالهاتف مع( أنجيلكه ) ، أستطاعت (أنجيلكه) بعلاقاتها الواسعة أن توفر لها فرصه دراسة بواسطة مكتب العمل الالمانى مجانية لمده 6 شهور بنظام 8 ساعات يومياً نظرى وعملى فى أرقى الفنادق وخلال العام كانت (سحر ) قد أجادت اللغة الالمانية وأستلمت شهاده أوليه فى مجال الفطاير وبدأت العمل فى فندق عمل مع التدريب والدراسة 6 شهور أخرى وكانت تتقاضى راتباً لايقل كثيراً عن راتب زوجها .
فقررت أن تساهم فى سداد السلفية ب300 مارك و200 مساعدة لإسرتها فى السودان و500 مارك تساهم مع زوجها والذى أضاف 500 من عنده شهرياً لبداية مشروع بناء منزلهم بخريطة من طابقين خاصه وأن القطعة تحظى بموقع تجارى وسكنى وناصية، حتى يساعدهم فى النزول للإجازات وتأجير الطابق الاول والثانى فى شكل شقق .
بعد عام ونصف فكرت أن تبدأ مشروع الابناء وبالفعل خلال 6 أشهر كانت فى شهورها الاولى من الحمل فقللت ساعات العمل حتى تجاوزت الفترة الصعبة وبعد عامين وأربعة أشهر أستقبلوا مولودهم الاول وكانت بنت أختارو لهم إسم (إيلاف) وكانت عليهم قدم خير حيث أنها كانت مع تشطيب الطابق الاول الارضى والبداية فى الطابق الاول .
حصلت مع الفندق التى تعمل به على إجازة لمده 6 شهور وكانت قد أحضرت والدتها بدعوة ثلاثة شهور من (أنجيلكه ) قامت بتمديدها إنجيلكه بنفسها ثلاثة شهور أخرى وساعدتهم والدتها فى تربية ومسك البنت الصغيرة والتى كانت لهم هاجس قبل وصول (حبوبتها ) .
غادرت الحبوبة بعد 6 شهور ولسان حالها يلهج بالشكر لصديقة الاسرة (أنجيلكه) والتى غيرت مفومها عن النصارى والتعامل معهم وخرجت بإنطباع ممتاز لان معامله (أنجيلكه ) كانت أكثر من طيبة والعلاقة والود بينها وبين أسره بنتها وزوج بنتها سمن على عسل .
عندما بلغت (إيلاف ) العام نزلوا فى إجازة للسودان وكادت (أنجيلكه )أن تغادر معهم للسودان لو لا أن الوقت الذى أختناروه كان صيفاً والصيف فى السودان لايتحمله أحد فوعدت ووعدوها بأن تكون زيارتها فى الشتاء وهنا أنتهت قصتنا وأعدكم بقصة جديدة فى الشتاء القادم إذا ربنا مد فى الآجال أستودعكم الله الذى لاتضيع ودائعة والى اللقاء ومن برمنجهام سلام .

» قصيدة سكر كنانه المكان والزمان والقصة ، بشرى مبارك
» الرسائل (حلقات مسلسلة عن حياتنا فى المانيا وذكريات الرسائل بشرى مبارك
» شعار زين الجديد (سمحة المهله ) وحلمنتيش بشرى مبارك مبارك إدريس
» الاميرالاي محمد المهدي حامد..تحية ودمعة وذكرى.
» العيد هناك أحضرو والعيد مبارك عليكم وقصيدة صباح العيد من بشرى مبارك