بشرى مبارك
عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام
 |  موضوع: الصادق الرزيقى من الانتباهة وقصيدة أيوب صديق  الإثنين 24 يناير - 22:39 | |
| صحيفة الانتباهة » الأخبار » أما قبل
أيوب صديق وقصيدة لا تزال تنبض ..!
بواسطة: مدير الموقع
بتاريخ : الإثنين 24-01-2011 11:14 صباحا
اما قبل: الصادق الرزيقي
بعيداً عن عالم ساس يسوس وما فيه من أعاجيب ومواقف يشيب لها رأس الوليد، فقد مللنا الكتابة وصداها اللئيم الذي يرتد إلى المسمع المرائي، وكاد يولي عنا زمن الكلم الصادق النابض بالمعنى، الناهض بالفكر، الحاشد للنفس والروح عند منعرج الدرب واللوى، على البريد الإلكتروني ، رسالة رقيقة وحارقة في آنٍ واحدٍ من الأستاذ الكبير أيوب صديق الذي لا يزال صوته يرنُّ في الآذان ومعها قصيدة موضوعها قديم متجدد، لكنها تشعل نار الشعر والفكر والنظر في عتمة الواقع الممضّ... علّنا نرتاح من وجع السياسة ولعبتها التافهة والقذرة..
الرزيقي
....
الأستاذ الكريم الصادق الرزيقي، رئيس التحرير
السلام عليكم وبعد:
هذه القصيدة التي ذكرتُها لكم، وهي ليست جديدة كما ترون من تاريخها، حيث ألفتها في لندن، ولكن لعلّ موضوعها سيظل قائماً دائماً، ولم أنشرها من قبل. فإن رأيتم أنها تناسبكم فالأمر لكم، وإن رأيتم أنها لا تناسبكم، فلا يكلِّف اللهُ نفساً إلا وسعها.
مع عاطر تحياتي لكم جميعاً
أخوكم: أيوب صديق
من لي بشيخ كابن حزم؟
شعر: أيوب صديق
دعْ عنكَ إفكَ المُرجفين وقفْ معي
أسمعكَ من سحرِ البيانِ الأروعِ
أجلي لك الحججَ النواصعَ بعدما
أعماك بالإضلال أقوالُ الدعي
وحـديثُ مـوتورٍ رويبضـةٍ1 به
ملأ الصحائفَ وصفاتِ رويبع 2
فغدوتَ مسحـوراً ترى بعيونهم
نشوانَ من كأس الخنوعِ المترعِ
وكذاك من بلواكَ لسـتَ بسامـعٍٍ
إلا إذا جـادوا علـيك بمسـمعِ
ــــ
ما كنتَ تسمعُ رعدَ قصفِ مصيبةٍِ
من هولها قد جفَّ ثديُ المُرضِعِ
وأزيزَ قاذفـةِ الجحـيمِ بغيهـبٍ
راع الرضـيعَ به هـديرُ المدفعِ
ونواحَ ثاكلةٍ وصـرخةَ خـائفٍ
وعـويلَ مفجـوعٍ بيوم مفجع
وأنيـنَ من طلبوا النجـاةَ بملجأٍ
نأياً عن «المصفاةِ» و«المستودعِ»
ــــ
وسمـعتَ من فتوى شيوخٍ علمُهم
يُشـرى زهـيدَ القدرِ للمُتبضِّعِ
من كلِّ أمِّعـةٍ رخـيصٍ لا يُرى
في النائباتِ سـوى جَبانٍِ هَيرع 3
يُفتيك في حيضِ النساءِ مغالياً
ويقول في شأن اللحـى بتنطُّعِ
وإذا سـألتَ عن الجـهادِ فريضةً
ونصيحةِ السلطانِ شرعاً لا يعي
ــــ
علماءُ سوءٍٍ لو سمـعتَ حديثَهم
لحسبتهم خيرَ التقـاةِ الرُكـعِ
في الله لا يخشـون لومـةَ لائمٍ
فإذا اعتقادُك في ضعيفٍ مُهطع 4
فإذا تحدّث من تملّكه الهـوى
مستهزئاً بحـديثِ خير مشـفَّعِ
صمـتوا كأنهم الجمادُ وأطرقوا
أرخواْ رؤوساً كالسوامِ الـرَّتعِ
فإذا دعـاه هـواه واسـتفتاهمُ
طـوعَ الهوى أفتوه فعلَ التبّعِ
ولـربما يومـاً أراد فجـوزوا
جمعًا له التزويجَ فوقَ الأربعِ
ــــ
كيف السبيلُ إلى التقى من بعدما
ملأوا بطوناً من وخيم المرتعِ؟
كيف الخلاصُ لهم إذا ما أودِعوا
جوفَ الثرى يوماً بذاك البلقع؟
فإذا فـتاواهم كـتاباً مُحـضراً
يومَ الحسـابِ بيوم حشرٍ مُفزعِ
وإذا الذين عَلوْا، وقد لاذوا بهم
بالأمسِ من دون القدير المبدع
لا حولَ عندهمُ ولا المالُ الذي
تُشرى به ذممُ الرجالِ الخُضّعِ
جُمعوا بهم، وإذات جهنمٌ سُعِّرتْ
سِيقوا إلى بابِ العذابِ الأوسع
ـــــ
من لي بشيخٍ كابن حزمٍ5 داحضاً
قولَ الرجالِ على رؤوسِ المجمع
بحـرٌ له قلـمٌ كـأن مـداده
نارٌ تدمِّر كلَ غَـثٍ مُمـرّعِ
فهو المفسِّرُ، والمحدِّثُ، والفقيهُ وعـالمُ
الأنسابِ، ذلك الأديبُ اللوزعي
إن ناظـر العُلمـاءَ كانت حالهم
لوذَ الضـعيفِ بركنه المتصـدع 6
أو قال في النحلِ7 الكثيرةِ أنصتوا
للعلم يهبط من علـيِّ المـوضعِ
فلكم سعوْا للنيل منه كما الثرى
يُبغـي الثريا في المكـانِ الأرفعِ
وإذا جفا الحـقَ الرجالُ مَهابةً
هزَّ الدنا بالحـق غـيرَ مُـرَّوعِ
ـــــ
ما خاف غيرَ اللهِ من أحـدٍٍ ولم
يتجشَّم الفـتوى بغيرِ تورُّعِ
عافَ القياسَ وقـد رآه مطـيةً
بلغ الرجالُ به رخيصَ المطمعِ
لم يكفه القلمُ الذي أروى به
ظَمأَ الزمـانِ بعلم المتدفِّـعِ
فمضى يذود عن الحنيفِ مجاهدًا
زُمـرَ الكوافرِ بالسـيوفِ اللمّعِ
فهوى بُنى الأحبارِ منه بعاصفٍ
وصوامعُ الرهبانِ منه بزعزع
واليومَ يبتاع الرجـالُ بدينهم
خُسـرانَ أخـراهم بكل تمتـعِ
أنساهمُ الشيطانُ لحـداً ضيقًا
بعد التقلبِ في وثير المضجـع
ــــ
يامن لوجـدِك بالذي شـغِبوا به
ما عدتَ تبصر في الدنا من مَهيع8ِ
إني لأمحضك النصيحةَ، لستُ ذا
أربٍ ولسـتُ بما أطَّـباكَ بمولعِ
إن الذي تبغيه مُـنيةُ واهـمٍ
فدعِ المِراءَ وثبْ لرشدِكَ واسمعِ
أسمع بأذنك لا بأذن سواكَ مـــــا
هـتف الـرجالُ به بتلك الأربع
قومٌ على التقوى تآلف جمعُهم
ما بين ذي حِـلم وبين سُمـيدعِ
سر مثلما ساروا على دربِ التقى
واذكر إلى القهار قربَ المرجعِ
أحمل على الحقِ الرجالَ مجاهداً
وأقـم بدنياهـم مقـامَ مـودع ِ
لندن:1993
======
1: الرويبضة التافه من الرجال.
2 : الرويبع تصغير روبع، وهو الضعيف الدنيء.
3: الهيرع هو الجبان الضعيف الذي لا خير فيه.
4: المهطّع الساكت في ذل وخوف.
5: ابن حزم هو الإمام الظاهري المعروف، واسمه علي بن أحمد بن سعيد بن حزم، وكنيته أبو محمد.
6: هذه إشارة إلى مناظراته الشهيرة مع العلماء وظهوره عليهم، وإلى شجاعته في الحق.
7: هذه إشارة إلى كتابه المعروف « الفصل بين الملل والأهواء والنحل» الذي جاء عنوانه مسجوعاً في طبعاته الأخيرة، وهو «الفصل في الملل والأهواء والنِّحل» والأول أصح.
المهيع الطريق الواضح وجمعه مهايع.
| |
|
