بشرى مبارك
عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام
 |  موضوع: سجمى موبايلى وينو وساخر سبيل الفاتح جبرا من الرآى العام  الأربعاء 29 سبتمبر - 19:42 | |
| تلازمني منذ فترة طويلة (حاجة غريبة) لا أدري لها أي تفسير وهي ما أن يأتي العيد (أي عيد) حتى أجد جيوبي (بيضاء من غير سَوءٍ) مهما كان لديّ من (فلوس) قبل ذلك.. حاولت كثيراً أن أحتال على هذه الظاهرة الغريبة بتحويش (قريشات) حتى إذا جاء العيد (أخرجتها من مَكمنها) وكسرت هذا النحس ولكن هيهات فما أن يقترب العيد حتى تحدث كارثة تستدعي (إخراج التحويشة) وصرفها.. يمرض زول.. العربية تبوظ.. أو أيِّ (عارض) آخر.
مع إقتراب أحد الأعياد والحالة (إيّاها) والبيت ما فيهو (قرش أحمر) والعربية (ما فيها بنزين) قرّرت الذهاب لصديقي (إبراهيم) الذي يَسكن بالقرب من (المؤسسة) ببحري لأستلف منه مبلغاً من المال يعينني على قضاء العيد ومستلزماته.
فصديقي إبراهيم ميسور الحال ولا ينتمي إلى فصيلة (أصحاب المرتبات) ذات المهدود كحالنا.
بالفعل استقليت (الحافلة) المتجهة إلى بحري من أمام كوبري شمبات ووصلت إلى منزل صديقي الذي إستقبلني بحفاوة وترحاب وأعطاني مبلغاً محترماً يكفيني وأسرتي لقضاء عيد (سعيد) بعد أن استغرقتنا (الونسة) وكاد الليل ينتصف.
وأنا أتجه للشارع العام بعد أن غادرت منزل صديقي كنت أقول لنفسي: (هذه المرة سوف أكسر تلك القاعدة التي لازمتني سنينَ طوال وسوف أقضي العيد والجيب (مليان) وح يكون عيد (سعيد) وآخر بحبحة، وقفت في الشارع العام أنتظر عربة تاكسي أو أمجاد (ما معاي قروش وكده)، ولكن نسبة لأن الوقت كان مُتأخراً فقد كانت الشوارع شَبه خالية، بعد انتظار طويل توقفت حافلة متجهة إلى أم درمان أمامي، حيث نزل منها أحد الأشخاص فاقتربت منها وركبت، ما أن صعدت إلى الحافلة حتى هَبّ للوقوف لي شاب كان يجلس في أحد كراسي النص (وما أدراك ما كراسي النص)، قمت بالإنحناء لإصلاح وضع الكرسي الذي كان منطبقاً على نفسه بعد قيام ذلك الشاب منه وجلست، كانت الحافلة وقتها قد وصلت إلى بداية (كوبري شمبات) حين أشار الشاب الذي ترك لي مقعده للسائق بالوقوف ثم نزل، إستغربت جداً لنزوله وقلت مخاطباً نفسي: الزول ده نازل بالليل ده في طرف الكوبري مالو..؟!
بعد أن اجتازت الحافلة كوبري شمبات داخلة إلى أم درمان (حيث أسكن) أشرت إلى السائق بالتوقف، نزلت من الحافلة أدخلت يدي في جيب (الجلابية) لأحاسب الكمساري فوجدت لدهشتي أن جيوبي جميعها (خالية) وهنا عرفت لماذا نزل ذلك الشاب في طرف الكوبري دون أن يكمل المشوار كما عرفت، (بل تيّقنت) بأن ذلك النحس الذي يعتريني كل عيد هو (حاجة مكتوبة) وقاعدة لا يمكن كسرها بأي حال من الأحوال!
ما ذكرني بحادثة (نشلي) هذه برنامج استمعت إليه في إحدى الإذاعات وقد تم إعداده على أساس أنه يقوم بإستضافة المجرمين التائبين من أجل أن يشرحوا للمستمعين كيف يمكنهم تلافي أن يكونوا ضحايا، ويبدو أنني قد استمعت إلى نهاية الحلقة، التي استضافت فيها المذيعة أحد النشالين..
ممكن تعرِّف المستمعين بي نفسك؟
معاكم أخوكم النشال التائب حسن كحل
وسموك حسن كحل ليه؟
لأني حريف وممكن أسرق الكحل من العين
طيِّب يا حسن ممكن تورِّينا إنتَ تُبتَ ليه؟
واللّه تُبتَ لأنو الحرام ما كويس والناس القاعدين ننشلا دي ناس مسكينة.. الماشي يجيب ليهو (دواء) والماشي يشتري ليهو أكل لي أولادو.. هئ هئ هئ (يجهش بالبكاء).. الحرام ده ما كويس .. الحرام ده ما كويس!
طيب يا حسن ممكن تورِّي المستمعين يعملوا شنو عشان ما يتعرّضوا للنشل..؟
والله أنا بقول ليهم أعملوا حسابكم وأي زول يكون شايل ليهو قروش كتيرة ما يركب بَص وللاّ حافلة، لازم يركب ليهو تاكسي وللاّ أمجاد والناس تخلي عينا من قروشا وتتفادى الحتة الفيها زحمة!
عندك يا حسن أي كلمة أخيرة..؟
أيوه أنا عاوز أقول لإخواني النشالين توبوا إلى الله وخلوا النشل ده عشان حاجة ما كويسة وقروش الحرام دي ما بتنفع وشوفوا ليكم شغلة شريفة أكلوا منها عيش يا جماعة قروش الحرام دي كعبة كعبة.. هئ هئ هئ.. (يجهش بالبكاء)!
خلاس يا حسن.. خلاس.. نحنا بنشكرك عشان جيتنا في البرنامج وبنتمنى ليك حياة شريفة وأمشي غسِّل دموعك ديل (يخرج من الأستديو)..!
كسرة:
المذيعة تواصل البرنامج: المستمعون الأعزاء بعدما استمعنا في الفقرة الفائت لأخونا حسن كحل النشال التائب وكيف إنو ندمان ندم شديد (صوت كركبة أمام المايكروفون.. ثم): يا جماعة كدى وقفّوا التسجيل...... سجم خشمي موبايلي وينووووووووو..!! | |
|
