مذكرات عائد من الاجازة (من السودان الوطن الواحد) بواسطة بشرى مبارك إدريس

--------------------------------------------------------------------------------


الاخوان الاعزاء بمنتدى سودانى للابد وكل المنتديات التى أشارك فيها أكتب لكم وأنا عائد للتو من السودان فى إجازة وبحمد الله لى من التجارب فى السودان وخارجة ومن المقدرة على تحليل معظم فترات الحكم فى السودان الكثير وبحكم عملى السابق كضابط شرطة عملت أكثر من 13 عاماً حتى وصلت رتبة الرائد شرطة ولم تتم إحالتى للصالح العام وإنما تركت الشرطة لظروف خاصه بى وأسرتى وقتها والحمد لله راضى كل الرضى .
* من حكموا السودان هم أهل الاحزاب من أهل السودان وكيف تكونوا يولى عليكم وقد أجتهدوا فى الحصول على الاستقلال من مستعمر جسم على البلاد أكثر من 56 عاماً وكان ومازال لايود أن يفارقها لذلك ترك أشواك وبرك وقنايل موقوته فى خاصرة الوطن أصبحت تنزف بشده هذه الايام .
حكمت الاحزاب السنين الاولى وعندما شعرت أن الامر أكبر من إمكانياتها سلمت الامر للجيش طايعة ومختارة وبدأ الجيش فى حكم البلاد وكان موفقاً فى فترات وغير موفق فى أخرى وتواصل مسلسل حكومة حزبية ثم إنقلاب ثم إنتفاضة مرتين 64 ثم 85 وكاد أن يتم فى عهد الانقاذ ولكن فشل لقوه الانقاذ الامنية ولضعف الاحزاب التقليدية .
* فترة حكم الانقاذ والرئيس عمر حسن البشير تعتبر من أصعب الفترات التى مرت على السودان أولاً لطول الفترة والقبضة الحديدية للانقاذ (أيام الشيخ الترابى ) وللظروف العالمية المحيطة إحتلال العراق للكويت والغزو العراقى الغاشم والظالم للكويت والذى قسّم العالم العربى الى تقسيمات خطط لها الامريكان والصهيونية بعناية ووقع فيها العرب ومن بينهم حكومة الانقاذ بكل سهوله ومازلنا نعانى من ذلك هذا على المستوى الدولى والاقليمى .
* على المستوى الداخلى حرب فى الجنوب دخل فيها البعد الدينى والذى أدى الى أن تتخوف كل دول الجوار الافريقية من الهجمة الاسلامية الزاحفة والتى كانت شرسه وفيها معانى أكبر من محيط دوله السودان وهذا ما أخاف العالم من تكرار تجارب سودانية سابقة من العهد المهدى (حملات الزاكى طمل على الحبشة والامير عبدالرحمن النجومى على مصر ووصوله الى توشكى ) أدى أن تتحول حرب الجنوب الى حرب عقائدية ودينية بعد مشاركة قوات الدفاع الشعبى بصورة مكثفة جنباً الى جنب مع القوات المسلحة حققت نجاحات وأخفقت حاضراً ومستقبلاً وتركت جراح لاتندمل وأبواب لاتنقفل!! ورغم ذلك تم إكتشاف البترول وفى الوقت الذى كان السودان أو بدأ فى تصدير البترول السودانى فى العام1999م بدأ الترابى فى تصدير أختلافة مع الرئاسة وأراد أن يزيح الرئيس عمر البشير فتحالف الرئيس مع على عثمان وأخوانة تلاميذ الترابى فأزاحوه وبدأ مسلسل الصراع بين المنشية والقصر وأفرز هذا الانشقاق كل مشاكل حرب دارفور وغيرها .
* رغم كل ذلك قامت الانتخابات ونجحت على مستوى إعتراف العالم بها وفاز الرئيس البشير برئاسة الجمهورية والمؤتمر الوطنى بأكبر عدد من الدوائر بالشمال والحركة الشعبية بمعظم دوائر الجنوب 98% تقريباً .
* الواقع الان المعاش تغيرت تركيبة المجتمع السودانى فأصبح مجتمع منتج وعامل لايكتفى بما يرسله المغترب أو موظف البيت الوحيد فالكل يعمل ويخرج لكى يكسب ويظهر ذلك جلياً فى وجود عدد هائل من وسائل الكسب (ركشات أمجاد محلات تجارية حافلات وكالات بيع أراضى وسمسرة فى كل شىء يخطر ببالك )
وحقيقة هناك أرتفاع فى مستوى البيوت من حيث الزيادة فى البناء والاساس والتعمير وحتى صينية الاكل تغيرت ومواعيد الاكل والوجبات فأصبح الغداء (مدمج مع العشاء بعد صلاه المغرب فى كل السودان ) للتأريخ أول من أبتكر الغداء بعد المغرب المرحوم محجوب ميرغنى فى السقاى البتلاب لظروف عمله فى وزارة المالية فى التمانينات وبعد ذلك أصبح الناس يقلدونه ويقولوا والله الليله غدانا زى غداء محجوب (متأخر ) الى أن أصبح كل السودان مثل غداء محجوب ميرغى نسأل الله له الرحمه.
* الدوله وموظف الدوله أصبح له مكانه وهيبة فهو الضامن فى كل شىء البيع بالتقسيط الشيكات وغيرها ورغم رسوم الدوله وجباياتها العالية جداً إلا أن هناك وجود وحضور واضح للدوله بل وهيبة ولاتستطيع مهما أوتيت من قوه أن ترفض دفع إيصال المرور والذى يبدأ بثلاثين ألف جنية هى كل مايوفرة صاحب الحافلة أو البوكس أو الركشة وقد علمنا أن هناك لائحة جديدة تصل فيها الغرامة الى 50 جنية وربما تزيد الى 90 جنية مره واحدة ولايجد المواطن إلا أن يدفع دون إى إعتراض .
* الغلاء طاحن وعند عمل مقارنة مثلاً ببريطانيا أرى أن السودان أغلى من بريطانيا رغم الفارق الشاسع فى مستوى دخل الفرد وقد سجلت بالورق والقلم ذلك فوجدت أن الاتصالات أغلى (والاراضى أغلى أراضى فى العالم كله) الطماطم أغلى من كل أوربا اللحوم متسوية مع السعودية وأرخص قليلاً من أروبا وبأختصار مستوى صرف البيت لايتناسب مع الدخل لذلك تلاحظ كثرة ديون الناس وبيعهم للمتلكات (الاراضى السيارات ) وغيرها وهذا الامر للاسف أدى أن يقلد الناس ممن وسع اللع عليهم فيدخلوا فى شيكات وسجون وخصومات .
* العمل فرصه قليله ولجأ الجميع للقوات المسلحة وقوات الشرطة والكليات النظامية العسكرية والتى تضمن لك العمل بعد التخرج ومثال لذلك إبن أختى مصعب الزبير خوجلى والذى تخرج من جامعة أمدرمان الاهلية فى الحاسوب ودخل فى قوات الجمارك سائق والان هو جندى جمارك بشهاده جامعية وأكثر من كورسات جانبية ووقتها دخلت أنا كلية الشرطة بالشهادة السودانية دون واسطة تذكر .
* مازال العمل محصور على منتسبى المؤتمر الوطنى وقد أجتهدت أن أجد فرصه عمل لقريب أو نسيب أو صديق ففشلت رغم الوعود والمقابلات الرايعة على من تعرفت عليهم ويبدو لى أن الامر ليس بيدهم فألامر بيد الله نسأله أن يلطف بنا وبهم ببركة هذا الشهر المبارك .
*مازال المؤتمر الوطنى ورغم إنصراف الشباب الواضح عنه مازال المؤتمر الوطنى مسيطراً على كل مناحى الحياه فى تقديم فرص العمل ورغم إعلان شفافية لجنة الاختيار للخدمة ولكن لا يخلو الامر أن يكون للتطميين ومن حق المؤتمر الوطنى أن يفعل ذلك فى ظل عدم وجود المنافس .
* الحالة الامنية أرى أنها جيده لم نسمع بحوادث نهب كبيرة داخل العاصمة وما يحمد للشرطة أنها وفى ظل الخبرات والامكانيات المتوفرة لدى المباحث الجنائية خاصة والشرطة السودانية عموماً أنها أستطاعت أن تفك طلاسم 98% من البلاغات الخطيرة (القتل السرقات الاحتيال والتزوير ومشاكل الاراضى وغيرها ) فالشرطة السودانية ولله الحمد بخير فالتحية لكل الزملاء بالشرطة وأحّى أخوانى فى دفعتى والذين ترقوا الى رتبة اللواء شرطة .
* المواصلات متوفرة وبكثره رغم زحمه الطرق وضيقها والعمل الكبير الى تقوم به الدول فى إضافة الكبارى والطرق إلا أن عدد سكان العاصمة يبدو أكبر من مواعين وإمكانات الدوله .
*العلاقات الاجتماعية بحمد الله لم تتوقف فالمجاملات أفراح وأتراح وسمايات ومناسبات نجاح وغيره متواصله بل وإستقبال القادميين من الخارج ورغم أننى أمثل حاله خاصه يتم إستقبالى بحافله بها أكثر من 12 شخص خلاف الاخوان بسياراتهم الخاصة وأحى الاخوان زين العابدين حسن الزبير ومجدى محمد عبيد الله وأبوالقاسم حمد أبراهيم والتاج محجوب وعبدالسميع محمد أحمد ودالجميل.
* أختم وأقول للاخ عاشق التاكا والله أننا نحمد الله كثيراً أن وفق الله الرئيس عمر حسن أحمد البشير فى أن يحكم هذا السودان المترامى الاطراف مختلف العادات والاعراف والرئيس البشير يمثل السودانى الاصيل صاحب التقوى والورع ومخافة الله نسأل الله أن يوفقه فى إختيار البطانة الصالحة والتى تساعدة فى إختيار القوى الامين لكى يجتاز السودان محنه الاستفتاء على تقرير مصيرة وهى أخطر فترة يمر بها السودان الان لايتحمل وزرها من حكموا وإنما نتحمل كنا الامر وأن نعمل من أجل الوحدة إذا أرتضى أهل الجنوب العيش معنا وإن رأووا العيش لوحدهم نتراضى الى كلمة سواء نتفق فيها دون اللجوء الى الاجنبى والذى لايبحث فى الخير لنا ولا للجنوب وأنما يريد أن نتقاتل ونموت الواحد تلو الاخر فهلا وعينا الدرس ؟؟؟؟