منتديات ابناء السقاى
يا ضيفنا لو زرتنا لوجدتنا نحن الضيوف وانت صاحب المنزل اهالي السقاي يرحبون بكل زائر ويسعدنا تسجيلك معنا (إدارة المنتدى)
منتديات ابناء السقاى
يا ضيفنا لو زرتنا لوجدتنا نحن الضيوف وانت صاحب المنزل اهالي السقاي يرحبون بكل زائر ويسعدنا تسجيلك معنا (إدارة المنتدى)
منتديات ابناء السقاى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


المنتدى الجامع لأبناء السقاى الكبرى
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1 ... 10 ... 16, 17, 18, 19, 20, 21  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
بشرى مبارك




عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام

درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 17 Empty
مُساهمةموضوع: درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام   درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 17 I_icon_minitimeالأحد 9 مايو - 12:26

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

فى درس اليوم تناول الشيخ  عبد الجليل حديث عبدالله بن عباس والدرس عبارة عن حديث يختارة الشيخ ويقدم الحديث باللغة العربية وبعد ذلك يشرحة بالاوردو (اللغة الباكستانية ) ويقم بالاستدلال بآيات من الذكر الحكيم والشيخ عبدالجليل شاب فى نهايه الثلاثين من العمر ولكنه متمكن من العربية والانجليزيه والاردو وهو أستاذ اللغة الاردية فى كليه (جوزيف شامبرلين الجامعية ) وهى نفس التى تدرس بها إسراء بنتى الشيخ عبدالجليل يقّدم محاضرة ما قبل خطبة الجمعة والتى تستمر ساعة وتزيد يقدّم هذه المحاضرة باللغة الانجليزية الرصينه وهى متمكن منها بدرجة إمتياز ويشرح الاحاديث والقرآن باللغة الانجليزية وكل ما يتعلق بالفقه أو السيرة والشريعة وأحكامها، نسأل الله أن يتقبّل منا ومنه وأن يزيدنا ويزيدكم ويزيده علماً والان نتطرق للدرس والحديث : عن عبدالله بن عباس رضى الله عنهما عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : تركت لكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدى أبداً كتاب الله وسنه رسول الله صلى الله عليه وسلم . صدق رسول الله . وشرح الحديث سهل لمن يعرف العربية .


عدل سابقا من قبل بشرى مبارك في الإثنين 23 فبراير - 3:08 عدل 4 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mubark59@hotmail.com

كاتب الموضوعرسالة
بشرى مبارك




عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام

درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 17 Empty
مُساهمةموضوع: رد: درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام   درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 17 I_icon_minitimeالثلاثاء 16 سبتمبر - 4:47

درس الجمعة الماضية 17 ذو القعدة 1435 هجرية الموافق 12 سبتمبر 2014 م من مسجد الوم رووك بيرمنجهام والشيخ عبدالمجيد الباكستانى وكان عن تربية الابناء والان الى التفاصيل :


حسن التعامل مع الأولاد
د. بدر عبد الحميد هميسه
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

أولادنا هم القطعة الغالية من قلوبنا وأرواحنا ، هم دمنا وأكبادنا التي تمشى على الأرض ، هم امتدادنا في هذا الوجود .
أولادنا هم تلك السنابل الخضراء في صحراء حياتنا ، هم العين الثرة الصافية والوحيدة في صحراءنا هم الظل الوارف الذي نفئ إليه عند الهجير ، هم النور الذي يتلألأ في أعيننا فنبصر ونرى وقد لا يتمنى الإنسان الحياة لنفسه ؛ لكنه يطلبها لأولاده ، قد لا يطلب السعادة لنفسه ؛ لكنه يرجوها لأولاده فهم زينة الحياة الدنيا ، وفتنة واختيار يرى الله من خلاله نجاحنا أو فشلنا . هم قرة أعيننا ، ومهج أرواحنا ، إذا حللنا كانت سعادتنا في أن تمتع أعيننا كل لحظة برؤيتهم ، لا نشبع إلا إذا شبعوا ، ولا ننام إلا إذا ناموا ، ونكسوهم ونتعرى ، ندفئهم ولا نبالى أن يأكلنا البرد .
إذا ارتحلنا تركنا أرواحنا معهم ، فلا نهنأ في غربتنا بطعام ولا شراب ولا نوم ، فإذا ما أكلنا وجدناهم على مائدة الطعام ، وإذا تقلبنا في الأسرة شغلنا بهم فخاصمنا النوم .
قد لا يحب الإنسان لشقيقه أن يراه أفضل منه وأعلى منه ، ولكنه يرجو ذلك لولده ، بهم تحلو الحياة ، وبوجودهم يستجلب الرزق وتتنزل البركات والرحمات .
قال حِطَّانُ بنُ الْمُعَلَّى:
لَوْلاَ بُنيَّاتٌ كَزُغْبِ الْقَطَا * * * رُدِدْنَ مِنْ بَعْضٍ إلَى بَعْضِ
لَكانَ لِي مُضْطَرَبٌ وَاسِعٌ * * * فِي الأَرْضِ ذاتِ الطُّولِ وَالْعَرْضِ
وَإنما أوْلاَدُنَا بَيْنَنا * * * أكْبَادُنَا تَمْشِي عَلى الأرْضِ
لَوْ هَبَّتِ الرِّيحُ عَلى بَعْضِهِمْ * * * لاَمْتَنَعَتْ عَيْني مِنَ الْغَمضِ
وغضب معاوية على يزيد فهجره، فقال له الأحنف: يا أمير المؤمنين، أولادنا أكبادنا، وثمار قلوبنا، وعماد ظهورنا، ونحن لهم سماء ظليلة، وأرض ذليلة، وبهم نصول على كل جليلة. إن غضبوا فأرضهم، وإن سألوك فأعطهم، وإن لم يسألوك فابتدئهم، ولا تنظر إليهم شزراً فيملو حياتك، ويتموا وفاتك.
ولأهمية الأولاد في حياتنا فقد أمرنا الله عز وجل بأن ندرك قيمة هذه المسئولية الكبرى ، فنعمل من البداية على تنشئهم تنشئة طيبة صالحة قال جل شأنه(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) . التحريم : آية : 6 .
وفى حديث أيوب بن موسى عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : \" ما نَحَلَ والد ولداً من نُحْلٍ أفضل من أدب حسن \" . رواه الترمذي ، ونحل : أعطى ، ونحل : عطية وهبة ابتداء من غير عوض .
والصبي حينما يولد فإنه \" يولد على الفطرة الخالصة ، والطبع البسيط فإذا قوبلت نفسه الساذجة بخلق من الأخلاق نقشت صورته في لوحة ثم لم تزل تلك الصورة تمتد شيئاً فشيئا حتى تأخذ بجميع أطراف النفس وتصير كيفية راسخة فيها مائلة لها من الانفعال بضدها \" . محمد نور عبد الحفيظ سويد : منهج التربية النبوية للطفل ص 157 .
ومن هنا كان النبي صلى الله عليه وسلم بتعهد الصغار منذ البداية ويربطهم ابتداءً بطاعة الله عز وجل ، قال صلى الله عليه وسلم : \" مروا أولادكم بالصلاة ، وهم أبناء سبع سنين ، واضربوهم عليها وهم أبناء عشرٍ . \". رواه أحمد وأبو داود والحاكم ، وإسناده حسن.
فالتأديب كما قيل مثله كمثل البذر ، والمؤدب كالأرض ، فمتى كانت الأرض رديئة ضاع البذر فيها ومتى كانت صالحة نشأ ونما ، فتأمل بفراستك من تخاطبه وتؤدبه وتعاشره ، ومل إليه بقدر صلاح ما ترى من أوابه .
قال الشاعر : صالح بن عبدالقدوس :
وإن من أدبته في زمن الصبا * * * كالعود يسقى الماء في غرسه
حتى تراه مورقا ناضرا * * * بعـد الذي أبصرت من يبـسـه
والشيخ لا يترك أخلاقه * * * حتى يوارى في الثرى رمسـه
إذا ارعوى عاد إلى جهلـه * * * كذي الضنى عادا إلى نكسـه
وديننا الحنيف ، وشريعتنا الإسلامية حوت خصال الخير والأدب لتقويم الأحداث ، وتعهدهم منذ الصغر ، قال ابن مسكويه : \" والشريعة هي التي تقوم الأحداث وتعودهم الأفعال المرضية ، وتعد نفوسهم لقبول الحكمة وطلب الفضائل المرضية ، والبلوغ إلى السعادة الإنسية بالفكر الصحيح والقياس المستقيم \" انظر : تهذيب الأخلاق لابن مسكويه ص 29 .
والآداب التي يتعامل بها الإنسان مع الناس في كبره هي صدى مباشر لما تعلمه في صغره . فماذا ننتظر من طفل عودناه منذ الصغر أن يطلب ما يطلب بأدب ؛ فيقول \" من فضلك أعطني كذا \" ولمن أعطاه يقول : جزاك الله خيراً ، أو شكر الله لك ، وإذا أخطأ نأسف واعتذر فماذا انتظر منه حينما يكبر ، إن ما نراه في الناس من سوء خلق وندرة أدب ، وجفاء في المعاملة ، لهو نتيجة طبيعية لسوء التأديب في الصغر . ورسولنا الكريم حينما كان يقبل الأطفال ويحنو عليهم ، كان يهدف من ذلك : غرس خلق الرحمة في نفوسهم ، وهذا الأعرابي الذي لم يعجبه تقبيل النبي لصبيانه فاستفهم متعجباً ومستنكرا فقال له النبي صلى الله عليه وسلم \" أو أملك لك إن نزع الله من قلبك الرحمة \". البخاري : الأدب المفرد ص 35 .
وفى رواية لأبى هريرة أن صلى الله عليه وسلم قبل الحسن بن على وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالس ، فقال الأقرع : إن لي عشرة من الولد ما قبلت فيهم أحدا ، فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال : \" من لا يرحم لا يرحم \" . البخاري : الأدب المفرد ص 35 .
لذا فقد كان صلى الله عليه وسلم كلما مر بصبيان هش لهم وسلم عليهم. إنه الأدب النبوي الرفيع في التأديب والتهذيب .
وأول شئ كان يفعله النبى فى تربية الأطفال أنه كان يزرع فيهم ابتداء معنى التوحيد الخالص لله عز وجل وأن يتجه الإنسان فى كل شئ إلى ربه وخالقه ، حتى لا يصير ذنبا فى خلق الله بعد ذلك .
أخرج التذمرى عن ابن عباس – رضى الله عنهما – قال : كنتُ خلق النبى صلى الله عليه وسلم يوما فقال : \" يا غلام .. إنى أعلمك كلمات :
- احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك .
- وإذا سألت فاسأل الله .
- إذا استعنت فاسعن بالله .
- واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشئ لم ينفعوك إلا بشئ قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشئ لم يضروك إلا بشئ قد كتبه الله عليك . رفعت الأقلام وجفت الصحف \" أخرجه أحمد (1/293 ، رقم 2669) ، والترمذي (4/667 ، رقم 2516) وقال : حسن صحيح . والحاكم (3/623 رقم 6302) رقم : 7957 في صحيح الجامع .
ولقد كان صلى الله عليه وسلم يعود الأطفال على الصلاة خلفه حتى يشبوا على عبادة الله تعالى .
أخرج البخاري والترمذي وأبو داود عن أنس رضي الله عنه قال : \" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقاً ، وكان لي أخ يقال له أبو عمير وهو – فطيم – وكان إذا جاء قال : يا أبا عمير ما فعل النغير, والنغير طائر كان يلعب به .
يقول أنس بن مالك \"وربما حضرت الصلاة وهو فى بيته فيأمر بالبساط الذى تحته فينكس ثم ينفخ ، ثم يقوم ونقوم خلفه فيصلى بنا \" .
وفى حديث عبدالله بن عباس أنه بات عند ميمونه أم المؤمنين وهى خالته قال : فاضجعت فى عرض الوسادة ، واضجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهله فى طولها فنام حتى انتصف الليل ، أو قبله بقليل أو بعده بقليل استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس يمسح وجهه بيده ، ثم قرأ العشر الآيات الخواتم من آل عمران ، ثم قام إلى شن معلقة فتوضأ منها ، فأحسن وضوءه ثم قام يصلى . قال ابن عباس : فقمت إلى جنبه فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده اليمنى على رأسي وأخذ بأذنى اليمنى ففركها وصلى ركعتين ثم ركعتين خفيفتين ثم خرج فصلى الصبح \". رواه ابن حزيمة في صحيحه ( 3/89 ) .
وعلى هذا الهدى النبوى الكريم ربى الصحابة أولادهم . وأول ما ينبغى أن يربى الأطفال عليه عبودية الله وتوحيده ، والأخلاق الكريمة وأول هذه الأخلاق الحياء . قال ابن مسكوية : \" ولذلك أول ما ينبغى أن يتفرس فى الصبى ، ويستدل به عقله الحياء ؛ فإنه يدل على أنه قد أحس بالقبيح ، ومع احساسه به هو يحذره ويتجنبه ، ويخاف أن يظهر منه أو فيه \". ابن مسكويه : تهذيب الأخلاق ص 48 .
ثم بعد ذلك يعود على الآداب العامة مثل أدب الحديث ومخاطبة الكبار ، وأدب العطاس ، والتثاؤب فيعلم علم الحمد الله ثم إذا قيل له يرحمك الله ، أو بورك فيك ونحوه ن ويعلم الرد .
إلى غيرها من الآداب التى فصل القول فيها الفقهاء والمربون .
حكى عن محمد بن على القصار : أنه كان له أهل وولد ، وكانت له ابنة ، وكان جماعة من أصدقائه عنده يوما ، فصاحت الصبيه : يارب السماء يزيد العنب ، فضحك محمد وقال : قد أدبتهم بذلك حتى إذا احتاجوا إلى شئ يطلبونه من الله تعالى. الطوسى : اللمع ص 264 .
وهذه بعض وصاياهم لأبنائهم : قال رويم بن أحمد البغدادى لابنه : يا بنى اجعل عملك ملحاً وأدبك دقيقا ، أى استكثر من الأدب حتى تكون نسبته فى سلوكك من حيث الكثرة كنسبة الدقيق إلى الملح الذى يوضع فيه ، وكثير من الأدب مع قليل من العمل الصالح ، خير من كثير من العمل قلة الأدب \"المحاسبي : رسالة المسترشدين ص 31 .
وقال إبراهيم بن الحبيب بن الشهيد ، قال لى أبى أئت الفقهاء والعلماء ، وتعلم منهم ، وخذ من أدبهم وأخلاقهم وخذ من أدبهم وأخلاقهم وهديهم فإن ذاك أحب لى من كثير من الحديث \" . الخطيب البغدادي : الجامع لأخلاق الراوي ج1 ص 17 .
وقال بعض السلف لابنه : لأن تُعلم بابا من الأدب أحب إلى من أن تتعلم سبعين بابا من أبواب العلم \" السمعانى : أدب الإملاء والاستملاء ص 11 .
وفى الحديث الشريف عن ابن عباس : أكرموا أولادكم واحسنوا أدبهم (رواه ابن ماجة) .
فالأب يستطيع أن يرقى بسلوك أولاده صعدا فى مدراج المثل العيا والمكارم الإنسانية الرفيعة ، والأب العاقل هو الذى يعرف كيف يتسرب إلى قلوب ابنائه ليغرس فيهم قيم الإسلام وآدابه النبيلة دون أن يرهقهم ، أو يجعلهم يحسون بالملل ، وهو فى ذلك تارة يربى بالموعظة ، وتارة بالقدوة ، وأخرى بالاثارة .
وهو في كلٍ مفتح العينين على سلوكياتهم وأخلاقهم ، وينمى ما فيها من خير وجمال ، ويعدل ما يحتاج إلى تعديل ، ويزيل ما يحتاج إلى إزالة ، وهكذا حتى يخرج للمجتمع جيلاً يؤمن برسالته ويعيش لقضايا أمته .
ولا ريب أن التربية السليمة هى الأساس الأول لصلاح المجتمع فالسلوكيات الدخيلة على المجتمع المسلم ما هى إلا أثر من أثار اختلال موازين التربية ، والتربية ليست مسئولية البيت وحده ؛ بل هى مسئولية يشترك فيها الجميع : البيت والمدرسة والمسجد ، والتلفاز ، والمذياع وكل أجهزة الأعلام.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mubark59@hotmail.com
بشرى مبارك




عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام

درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 17 Empty
مُساهمةموضوع: رد: درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام   درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 17 I_icon_minitimeالجمعة 19 سبتمبر - 18:53


الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات والذى أنزل سورة الصافات والعاديات اعود لكم للدرس اليومى بعد صلاة الفجر من بيرمنجهام وقد حرصت اليوم الجمعة بعد أن صليت الفجر حاضراً أن لا أنام وأقوم بتزيل الحديث اليوم الجمعة 24 ذو القعدة الموافق 19 أغسطس وسوف أكون إن شاء الله دور هذا الجمعة وفى هذه الساعة فى مطار بيرمنجهام متوجهاً الى السودان عبر التركية الى إستانبول ثم الخرطوم إن شاء الله والتى سوف أصلها فجر السبت الواحدة والنصف صباحاً  ، والحديث اليوم من الشيخ عبدالمجيد الباكستانى كان موضوعه التوكل على الله والآن الى الحديث وما وجدناهو من بحث فى قوقل :


القاعدة الثلاثون: (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)
د.عمر بن عبد الله المقبل  | 18/12/1430 هـ
 

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبدالله، وعلى وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فهذا لقاء يتجدد مع قاعدة قرآنية، وقاعدة إيمانية، تمتد جذورها في قلوب الموحدين، في غابر الزمان وحاضره، وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، تلكم هي القاعدة القرآنية التي دل عليها قول الله تعالى: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}[الطلاق: 3] والمعنى: أن من توكل على ربه ومولاه في أمر دينه ودنياه، بأن يعتمد على الله في جلب ما ينفعه ودفع ما يضره، وفعل ما أمر به من الأسباب، مع كمال الثقة بتسهيل ذلك، وتيسيره {فَهُوَ حَسْبُهُ} أي: كافيه الأمر الذي توكل عليه به(1).

أيها القراء الكرام:
إن هذه القاعدة القرآنية: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} جاءت في سياق الحديث عن آيات الطلاق في سورة الطلاق، لبيان جملة من المبشرات التي تنتظر من طبق شرع الله في أمر الطلاق، فقال تعالى: {فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا}[الطلاق: 2، 3].

وأما مناسبة مجيء هذا المعنى بعد ذكر هذه الأحكام المتعلقة بالطلاق، فلعل السر ـ والله أعلم ـ هو تضمنها للتحذير والتطمين!
أما التحذير، فهو متجه لكل واحد من الزوجين اللذين قد تسول له نفسه مجاوزة حدود الله تعالى في أمر الطلاق، سواء فيما يتعلق بالعدة، أو النفقة، أو غير ذلك، خصوصاً وأن النفوس حال الطلاق قد تكون مشحونةً، وغير منضبطةٍ في تصرفاتها، وقد تتصرف بما تمليه حالة الغضب، بلا تجرد ولا إنصاف!
وأما تضمن هذه القاعدة للتطمين، فهي لمن صدق مع الله في تطبيق شرع ربه في أمر الطلاق، وأنه وإن كيد به أو له، فإن الله معه، وناصره، وحافظ حقه، ودافع كيد من يريد به كيداً، والله أعلم بمراده.

ومع أن هذه القاعدة وردت في سياق آيات الطلاق ـ كما أسلفتُ ـ إلا أن معناها أعم وأشمل من أن يختصر في هذا الموضوع، وآيات القرآن الكريم طافحة بالحديث عن التوكل، وفضله، والثناء على أهله، وأثره على حياة العبد، وقبل الإشارة المجملة إلى ذلك، يحسن التذكير بأن النصوص دلّت على أن من كمال التوكلِ فعلَ الأسباب، وهذا بين ظاهرٌ، لكن نبه عليه؛ لأن بعض الناس قد يظن خطأ أن التوكل يعني تعطيل الأسباب، وهذا غلط بيّن، ومن تأمل قصة موسى عليه السلام لما واجه البحر، وقصة مريم عليها السلام لما ولدت، وغيرهم من الأولياء والصالحين، يجد أنهم جميعاً أمروا بفعل أدنى سبب، فموسى أمر بضرب الحجر، ومريم أمرت بهز الجذع، وما أحسن ما قيل:
"الالتفاتُ إلى الأسباب بالكلية شركٌ منافٍ للتوحيد، وإنكار أن تكون أسباباً بالكلية قدح في الشرع والحكمة، والإعراضُ عنها ـ مع العلم بكونها أسباباً نقصان في العقل ـ وتنزيلها منازلها ومدافعة بعضها ببعض، وتسليط بعضها على بعض، هو محض العبودية والمعرفة وإثبات التوحيد والشرع والقدر والحكمة"(2).

معشر القراء الفضلاء:
إنّ التّوكّل على اللّه عزّ وجلّ مطلوب في كلّ شئون الحياة، بيد أنّ هناك مواطن كثيرة ورد فيها الحضّ على التّوكّل والأمر به للمصطفى صلى الله عليه وسلم والمؤمنين!

فيا أيها المؤمن!
"1- إن طلبت النّصر والفرج فتوكّل عليه: {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} (آل عمران/ 160).
2- إذا أعرضتَ عن أعدائك فليكن رفيقك التّوكّل: {فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفى بِاللَّهِ وَكِيلًا} (النساء/ 81).
3- إذا أعرضَ عنك الخلقُ، فتوكّل على ربك: {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ} (التوبة/ 129).
4- إذا تلي القرآن عليك، أو تلوته فاستند على التّوكّل: {وَإِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زادَتْهُمْ إِيماناً وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (الأنفال/ 2 مدنية).
5- إذا طلبت الصّلح والإصلاح بين قوم لا تتوسّل إلى ذلك إلّا بالتّوكّل: {وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ}(الأنفال/ 61).
6- إذا وصلت قوافل القضاء فاستقبلها بالتّوكّل: {قُلْ لَنْ يُصِيبَنا إِلَّا ما كَتَبَ اللَّهُ لَنا هُوَ مَوْلانا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}(التوبة/ 51).
7- وإذا نصبت الأعداء حبالات المكر فادخل أنت في أرض التّوكّل: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ إِنْ كانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقامِي وَتَذْكِيرِي بِآياتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ} (يونس/ 71).
8- وإذا عرفت أنّ مرجع الكلّ إلى اللّه وتقدير الكلّ فيها للّه فوطّن نفسك على فرش التّوكّل: {فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ} (هود/ 123).
9- وإذا علمت أنّ اللّه هو الواحد على الحقيقة، فلا يكن اتّكالك إلّا عليه: {قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتابِ} (الرعد/ 30).
10- وإذا كانت الهداية من اللّه، فاستقبلها بالشّكر والتّوكّل: {وَما لَنا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدانا سُبُلَنا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلى ما آذَيْتُمُونا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ}(إبراهيم/ 12).
11- وإذا خشيت بأس أعداء اللّه والشّيطان والغدّار فلا تلتجئ إلّا إلى باب اللّه: {إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} (النحل/ 99).
12- وإذا أردت أن يكون اللّه وكيلك في كلّ حال، فتمسّك بالتّوكّل في كلّ حال: {وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفى بِاللَّهِ وَكِيلًا}(النساء/ 81).
13- وإذا أردت أن يكون الفردوس الأعلى منزلك فانزل في مقام التّوكّل: {الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} (النحل/ 42).
14- وإن شئت أن تنال محبّة اللّه فانزل أوّلا في مقام التّوكّل: {فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} (آل عمران/ 159).
15- وإذا أردت أن يكون اللّه لك، وتكون للّه خالصا فعليك بالتّوكّل: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ (الطلاق/ 3)، {فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ}(النمل/ 79)"(3).

وقبل أن نختم حديثنا عن هذه القاعدة القرآنية: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} أود أن أنبه إلى ما ذكره العلامة ابن القيم رحمه الله من أن كثيراً من المتوكلين يكون مغبوناً في توكله!

وبيان ذلك ـ كما يقول رحمه الله ـ: أنك ترى بعض الناس يصرف توكله إلى حاجة جزئية استفرغ فيها قوة توكله، مع أنه يمكنه نيلها بأيسر شيء، وفي المقابل ينسى أو يغفل عن تفريغ قلبه للتوكل في: زيادة الإيمان، والعلم، ونصرة الدين، والتأثير في العالم خيراً، فهذا توكل العاجز القاصر الهمة، كما يصرف بعضهم همته وتوكله ودعاءه إلى وجع يمكن مداواته بأدنى شيء، أو جوع يمكن زواله بنصف رغيف، أو نصف درهم، ويدع صرفه إلى نصرة الدين، وقمع المبتدعين، وزيادة الإيمان ومصالح المسلمين"(4) انتهى.

وههنا ملحظ مهم يستفاد من كلامه رحمه الله، وهو: أن الواحد منا ـ في حال نشاطه وقوة إيمانه ـ قد يقع منه نسيان وغفلة عن التوكل على الله، اعتماداً على ما في القلب من قوة ونشاط، وهذا غلط ينبغي التنبه إليه، والحذر منه، ومن تأمل في أدعية النبي صلى الله عليه وسلم وجده دائم الافتقار إلى ربه، ضارعاً إلى ربه أن لا يكله إلى نفسه طرفة عين، حتى ربى أمته على هذا المعنى في شيءٍ قد يظنه البعض بسيطاً أو سهلاً، وهو أن يقولوا: "لا حول ولا قوة إلا بالله" عند سماع المؤذن في الحيعلتين!(5).
وقد أجمع العلماء على أن التوفيق، ألّا يكل اللّه العبد إلى نفسه، وأن الخذلان كل الخذلان أن يخلي بينه وبين نفسه!
اللهم إنا نبرأ من كل حول وقوة إلا من حولك وقوتك، اللهم إنا نعوذ بك أن نوكل إلى أنفسنا طرفة، وإلى هنا أضع القلم، وإلى أن ألقاكم في حلقة قادمة بإذن الله.

__________________
(1)    ينظر: تفسير السعدي: (869).
(2)    المصدر السابق 1/244 بتصرف.
(3)    جميع ما تقدم من 1 – 15 من كلام الإمام اللغوي المفسر الفيروز آباديّ:، في كتابه: بصائر ذوي التمييز 2/313-315.
(4)    ينظر: المصدر السابق 2/225 بتصرف.
(5)    أخرجه الشيخان: البخاري ح (588) ومسلم ح (385)، ولم أشأ أن أستشهد بالحديث الذي رواه أبو داود وابن حبان وغيرهما: من حديث عبدالرحمن بن أبي بكرة أنه قال لأَبِيهِ س: يَا أَبَةِ إِنِّى أَسْمَعُكَ تَدْعُو كُلَّ غَدَاةٍ اللَّهُمَّ عَافِنِى فِى بَدَنِى اللَّهُمَّ عَافِنِى فِى سَمْعِى اللَّهُمَّ عَافِنِى فِى بَصَرِى لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ تُعِيدُهَا ثَلاَثًا حِينَ تُصْبِحُ وَثَلاَثًا حِينَ تُمْسِى. فَقَالَ إِنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ج يَدْعُو بِهِنَّ فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَسْتَنَّ بِسُنَّتِهِ. قَالَ عَبَّاسٌ فِيهِ وَتَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّى أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكُفْرِ وَالْفَقْرِ اللَّهُمَّ إِنِّى أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ تُعِيدُهَا ثَلاَثًا حِينَ تُصْبِحُ وَثَلاَثًا حِينَ تُمْسِى فَتَدْعُو بِهِنَّ فَأُحِبُّ أَنْ أَسْتَنَّ بِسُنَّتِهِ قَالَ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ج «دَعَوَاتُ الْمَكْرُوبِ اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ أَرْجُو فَلاَ تَكِلْنِى إِلَى نَفْسِى طَرْفَةَ عَيْنٍ وَأَصْلِحْ لِى شَأْنِى كُلَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ»؛ لأن إسناده ضعيف، وينظر في تخريجه: مسند أبي داود الطيالسي 2/200 ح (909، 910)، والله أعلم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mubark59@hotmail.com
بشرى مبارك




عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام

درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 17 Empty
مُساهمةموضوع: رد: درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام   درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 17 I_icon_minitimeالجمعة 31 أكتوبر - 15:58

الاخوان الكرام المتابعين للدرس اليومى بعد صلاة الفجر تحياتى وسلامى لكم وجمعة مباركة وعام هجرى جديد مبارك نسأل الله أن نقضيه فى الطاعات وفى الصلوات وفى العبادات وفى الكتابات المفيدة والجديدة ، أعود لكم اليوم الجمعة 31 إكتوبر بعد إنقطاع شهر وإسبوع بسبب تواجدى بالسودان فى أجازة لمدة شهر ويوميين قضيت فيها أوقات طيبة مع الاسرة بالسقاى ولحظات سعيدة مع زملاء العمل بالشرطة ، أيضا تخلل الاجازة زيارات أسرية للباعوضة ( العامرية ) لمناسبات مختلفة ، كما كانت هناك زيارات لزملاء العمل بالشرطة ومكتب إتحاد معاشى ضباط الشرطة بالخرطوم جوار موقف الحافلات بإستاد الخرطوم ، أفتقدت الكتابة فى المواقع الاسفيرية لأننى قصدت أن تكون الاجازة للأهل والعشيرة والزملاء خاصه من الشرطة وللنسابة بأمدرمان وبحرى ، أيضاً وصلت بعض الزملاء العاملين فى مواقع خارج الشرطة ( شركة دال ) وأيضاً التقيت بسعادة الفريق شرطة عوض وداعة الله حسين فى مهمه تخصنى مع مدير عام شرطة الدفاع المدنى وقد أنجز لى المهمة بكل همه فله منى الشكر الجزيل وللزملاء بالدفاع المدنى السيد اللواء بشير على ضوالبيت والاخ اللواء بدوى والاخ اللواء الطيب عثمان حسن ( دفعة شهر العسل فى القاهرة مارس 1988م وكان وقتها ملازم أول بمطافى مطار الخرطوم ومعه الملازم أول شرطة إسماعيل وقد قابلته بالصدفة فى إستاد الخرطوم يوم مباراة السودان ونيجيريا ) واليوم أعود من مسجد ألوم روك بيرمنجهام والشيخ عبدالمجيد الباكستانى والدرس اليوم وكان موضوع الدرس حديث رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم أطلبو العلم وتأدبو أمام من تتعلمون منه ، اللهم علمنا ما جهلنا وأنفعنا بما علمتنا والآن الى الحديث .
من موسوعة الدكتور النابلسى

(( وقِّروا من تعلمون منه العلم ، ووقِّروا من تعلِّمونه العلم ))
[ ابن النجار في تاريخه عن ابن عمر ورواه عنه أيضاً الديلمي وغيره]
أما توقير من تتعلَّمون منه العلم فالمعنى بديهي ، ولكن توقير من تعلِّمه !! هنا إشارة دقيقة جداً إلى أن المتعلِّم إذا شعر أنه محبوب ، وأنه مطلوب ، وأنه مرغوبٌ فيه ، وأن المعلِّم رحيمٌ به ، متواضعٌ له ، واسع الصدر ، طويل النفس ، يأخذه بالحلم ، يصبر على أسئلته غير المتوازنة ، يفسح له مجالاً ليسأل ، إن هذا التواضع والتوقير لمن تُعَلِّمه هو أثمن من العلم نفسه ، بهذه الطريقة يستفيد طالب العلم . أما إذا كان هناك استعلاء ، أو كان هناك بعدٌ بين المعلِّم والمتعلِّم ، أو كان هناك تكبُّر ، أو كان هناك استخفاف بالمتعلِّم ، أو كان هناك سخريةٌ منه ، أو كان هناك إجابةٌ قاسية لاذعةٌ ؛ فإن المتعلَّم يستحي ، وينكمش ، ويبتعد ، ويكون هناك حجابٌ كثيفٌ بين المعلِّم والمتعلِّم ، عندئذٍ لا ينفع العلم .
فلذلك النبي الكريم عليه أتمُّ الصلاة والتسليم أشار إلى ضرورة أن توقِّر من تعلِّمه، أن يشعر المتعلِّم أن له مكانته عند المُعَلِّم ، وأن طلب العلم شيءٌ يُشَرِّفه ويرفعه ، فالذي يعلّم الناس ينبغي أن يتواضع لهم ، وينبغي أن يوقِّرهم ، وينبغي أن يُلَبِّي مطالبهم ، وينبغي أن يصبر على أسئلتهم ، وينبغي أن يكون طويل النفس معهم ، وينبغي أن يكون واسع الصدر ، وينبغي أن يكون حليماً ، وينبغي ألا يردَّ سائلاً ، هذه الصفات التي تؤهِّل المعلِّم أن يؤثِّر في المتعلِّم .
طلب العلم يحتاج إلى جهد :
والنبي عليه الصلاة والسلام في بعض الأحاديث المتعلِّقة بالعلم يقول :
(( قيدوا العلم بالكتابة))
[الدارمي عن عمر بن الخطَّاب ]
هنا نقطة دقيقة جداً ، الإنسان أحياناً يحضر مجالس علم ، ويستمتع بها ، ويستفيد بها ، لا يبقى منها بعد حين إلا الانطباع ، والله الدروس جميلة ، فلو سألته : حدِّثنا ، يجبك : والله حكى أحاديث جميلة جداً ، وحكى قصصاً كذلك ، لكنَّه لا يتذكَّر شيئاً ، فالإنسان إذا ما كتب لا يذكر فيغني عن الكتابة أن تعلم أن الأستاذ يدرِّس من كتاب الجامع الصغير ، فإذا أنت اقتنيت الجامع الصغير ، وعدت إلى البيت ورجعت إلى هذه الأحاديث ، تذكَّرت ماذا قيل حولها ، فإذا كنت ذا همَّةٍ أعلى من ذلك تكتب بعض التعليقات ، فمن الضروري أن تعرف ما الكتاب الذي يُدرَّس في المسجد .
شيءٌ آخر : لو أنَّك حضرت درس تفسير ، في أثناء الدرس مسرور ، لكن إذا ذهبت إلى البيت ، وراجعت المصحف ، ووقفت عند الآيات التي تمَّ شرحها ، وناقشت من حولك في هذه الآيات ، أو رجعت في بعض التفاسير ، ووازنت بين ما سمعت وبين ما في التفاسير ، أو كتبت بعض المُلاحظات حول بعض الآيات ، إنَّ هذا الجهد الذي تبذله بعد مجلس العلم يثبِّت الحقائق التي تمَّ شرحها في مجلس العلم .
لذلك الآن تحصل حالة اسمها امتلاك ، الآن أنت امتلكت هذه الآيات ، هذه الآيات فُسِّرَت هكذا ، وهذا الحديث شُرِحَ هكذا ، وهذه القاعدة شُرِحَتْ وفق الأصول التالية ، إنَّك إذا كتبت وتذاكرت ثَبَّتت هذه المعلومات ، من أسبوعٍ إلى أسبوع ، ومن شهرٍ إلى شهر ، ومن عامٍ إلى عام تصبح عالِماً ، أما أن يُكْتَفى بحضور مجالس العلم من دون جهدٍ إطلاقاً ، لا جهد يسبق المجلس ، ولا جهد يتبع المجلس ، ولا مُذاكرة ، ولا رجوع لكتاب ، ولا كتابة ، هذا الإنسان حضوره جيِّد نقول له : احضر هذه الدروس ، ولكن لا يستطيع أن يرقى مع الأيَّام إلى درجة أن يعلِّم الناس ، يبقى مستهلكاً ، يستمع ، يستمع ، يستمع إلى ما شاء الله ، متى تُعْطِي العلم ؟! أيعقل أن تمضي كل حياتك تستمع ؟! ألا ينبغي أن تضع حدَّاً للاستماع وأن تنتقل إلى التعليم ؟ ألا ينبغي أن تنصح من حولك ؟ ألا ينبغي أن تلقي على الناس حديثاً صحيحاً ؟ روى الطبرانيُّ في الكبير عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ، تلقي حديثاً بشكل صحيح ، ألا ينبغي أن تضبط ألفاظ الحديث ؟ لذلك طلب العلم يحتاج إلى جهد ، وليس من جهدٍ على وجه الأرض أرقى عند الله من الجهد الذي تبذله في طلب العلم . فالحد الأدنى الأدنى إذا أحضر الإنسان الدفتر وكتب بعض الأحاديث ، والله عمل طيِّباً ، معه دفتر ، من درس إلى درس صار معه دفتر ملئ بالأحاديث ، فإذا لم يتمكن من ذلك ، وتمكَّن أن يستعير شريط مثلاً للدرس ، الدرس ترك فيه أثراً كبيراً ، تمكن من شراء شريط أو استعار الشريط ، سمع الدرس مرَّة ثانية ، سجَّل ، فلا يوجد علم من دون جهد .
لماذا التعليم المدرسي مجدي ؟ لأنه يوجد كتاب ، ومعلِّم ، وامتحان آخر السنة، تضطر تقرأ الكتاب ، وتعلِّق عليه ، وتعمل هوامش ، وتضع خطوطاً ، وتعمل مذاكرة ، وتعمل مراجعة ، وتحفظ ، وتبصم ، وتؤدي امتحاناً فتنجح ، أنت بذلك بذلت جهوداً كبيرة جداً حتَّى أصبح هذا الكتاب من ممتلكاتك العقليَّة . لكن الإنسان من دون جهد لا يرقى ، يبقى في مكانه، مستقيم ، مستقيم على العين والرأس ، يغضُّ بصره ، ويحرِّر دخله ، ولا يخالف الشرع ، هذا مستهلك ، هذا ناج ؛ ولكنه لا يرقى إلى مستوى أن ينجي غيره ، ألا تطمح أن تكون عالِماً ؟ ألا تطمح أن تكون مُعَلِّماً ؟ فلماذا تزهد في تعليم الناس ؟ يقول عليه الصلاة والسلام لسيدنا على كرَّم الله وجهه :
(( فَوَاللَّهِ لأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ))
[البخاري عن سهل بن سعد ]
الدنيا فيها شيء جميل جداً . . خيرٌ من الدنيا وما فيها ـ خيرٌ لك ممن طلعت عليه الشمس ـ خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ ، فالتعليم يحتاج إلى جهد ، ولا يوجد جهد أرقى ولا أعظم عند الله من جهد التعلُّم ثم التعليم .
أعظم جهد عند الله جهد التعلُّم ثم التعليم :
إذاً :
(( قيدوا العلم بالكتابة))
[الدارامي عن عمر بن الخطَّاب ]
فأتمنَّى على جميع الإخوان في الدرس القادم أن يكون معهم دفاتر ليكتبوا ، وحينما أرى الدفاتر أمامي أنا اضطر أن أقرأ الحديث ببطء ، أن أمليه على الإخوة الأكارم إملاءً، لكن ما دام هناك استماع فقط فأنا أقرأه قراءةً ، هذا الحديث :
(( قيدوا العلم بالكتابة))
[الدارامي عن عمر بن الخطَّاب ]
تقول لك زوجتك : ماذا سمعت في الدرس احك لنا ؟ والله كان الدرس جميلاً جداً، احك لنا حديثاً ، والله لا أتذكَّر . الإنسان سمع خطبة ، سمع حديثاً ، المراجعة ضروريَّة ، المراجعة والمذاكرة ، وأنا أنصح الأخوة الأكارم لكي يستفيد فائدة صحيحة ، دائماً الإنسان يهرب من الجهد ، هكذا طبيعة الإنسان يميل إلى الراحة ، لو لو يكن هناك مدارس ، ولا فحوص ، ولا مراكز ، ولا شهادات لا أحد يتعلَّم ، فعندما يحضر الإنسان الدرس يسر ، ويقول لك : الذي عليَّ أديته ، الأستاذ رآني فانتهى الأمر ، ليس هذا هو القصد ؛ بل القصد أنك حينما تقاوم نفسك ، وتبذل جهداً خلاف ما تشتهيه النفس النفس تميل للراحة ، عندما تراجع أنت بعد الدرس الأحاديث ، أو في أثناء الدرس تكتبها ، وتكتب بعض التعليقات على الحديث ، وشرح بعض الكلمات ، وتحاول في البيت أن تحكيها لزوجتك ، أو لأولادك ، أو لإخوانك ، أو لجيرانك ، أو لزملائك ، عندما ينطلق اللسان في شرح الأحاديث وشرح الآيات هذه بدايات التعليم ، عندما يكون الإنسان في قلب عشرات الأشخاص ، في قلب المئات ، ساعتئذٍ يشبه أن تنطبق عليه هذه الآية :
﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً﴾
[ سورة النحل : 120 ]
لا تكن فرداً ، كن أمَّة ، كيف تكون أمةً ؟ إذا علَّمت الناس ، فأنا أشجِّعكم وأتمنَّى عليكم أنه إذا سمع الإنسان حقيقة وتأثَّرت نفسه بها ينقلها للآخرين ، لا يكتفي بالسماع والتأثر الآني . .
(( قيدوا العلم بالكتابة))
[الدارامي عن عمر بن الخطَّاب ]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mubark59@hotmail.com
بشرى مبارك




عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام

درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 17 Empty
مُساهمةموضوع: رد: درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام   درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 17 I_icon_minitimeالإثنين 3 نوفمبر - 17:13

الدرس ليوم الاثنين 10 صفر 1436 هجرية الموافق 3 نوفمبر 2014م من مسجد الووم رووك بيرمنجهام والشيخ عبدالمجيد الباكستانى كان عن الحديث ما نقص مال من صدقة بل يزيد فإلى الحديث وشرحه :


ما نقص مال من صدقة
لقد كان النبي عليه الصلاة والسلام يعلم الشح الذي يحمل بني آدم على منع الصدقة، برغم أنهم لو تصدقوا لكان خيراً لهم، ولذلك أقسم النبي عليه الصلاة والسلام -مع أنه قلما يقسم في الأحاديث- فقال كما رواه الترمذي وغيره: (ثلاثٌ أقسم عليهن: ما نقص مالٌ من صدقة ... ) ، فإذا كان معك مائة ريال، فتصدقت منها بعشرة ريال، فلا تظن أنه بقي معك تسعون ريالا؛ لأن مالك لم ينقص بل ازداد، ولكن العبد يريد أن يرى كل شيءٍ بعينه، وينسى أن صحته أغلى من ذلك، بدليل أنه لو أصابك مرض لأنفقت أموالك في العلاج.
فكونك صحيحاً هذا مال وكون ولدك صحيحاً مال وكونك في عافية هذا مال تصفو أملاكك كما هي هذا مال بيتك كما هو هذا مال وقس على ذلك، ولكن الناس لا يحسون إلا بالنعمة الظاهرة؛ ولذلك قلما يحمد الله تبارك وتعالى من ينظر هذه النظرة.
فالنبي عليه الصلاة والسلام يقسم على هذا ويقول: ما نقص مالٌ من صدقة) ، والله عز وجل أقسم كذلك، ومن المعلوم أن العباد في شك من الأشياء المقسم عليها؛ ولذلك فإن الخطاب الشاذ في الشيء يحتاج إلى نوع تأكيد، قال تعالى: {فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ} [الذاريات:23] ما هو؟ {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ} [الذاريات:22-23] .
لأن كثيراً من العباد لا يتصورون أن رزقهم في السماء، ولماذا جعل الرزق في السماء؟ حتى تطمئن أنه لن يستطيع مخلوقٌ أن يقطع رزقك: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ} [الذاريات:22] ، فإن كنت لا تصدق أن رزقك في السماء: (فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ) أي: إن هذا الكلام حق، (مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ) .
أأنت تتكلم؟! فإن كنت لا تشك في أنك تتكلم الآن فإياك أن تشك أن رزقك في السماء.
وقد كان بعض السلف إذا تلا هذه الآية بكى، وقال: من أغضب الجليل حتى حلف على هذا، ونحن نصدقه بلا حلف.
فالأشياء التي يلتبس على العباد معناها تؤّكد، كقول إبراهيم عليه السلام لما أراد أن يعدد مناقب إلهه وإلهنا العظيم تبارك وتعالى، في مقابل هؤلاء الكفرة الذين يعظمون الأحجار، قال: {فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ * الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ} [الشعراء:77-78] ، تأمل في النظرة! {وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ * وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ} [الشعراء:79-81] .
وقد جيء في الآيات الثلاث الأول بضمير الرفع المنفصل (هو) {الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} [الشعراء:78-80] (وَالَّذِي يُمِيتُنِي) ولم يقل: (فهو يحيين) إنما قال: {وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ} [الشعراء:81] ، فلماذا جيء بضمير الرفع المنفصل على سبيل التأسيس في الثلاث الأول دون الرابعة؟ لأن الثلاث الأول فيها لبس عند العباد: {الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ} ، فكثير من الناس الذين تداركتهم عناية الله تبارك وتعالى، يقول: لقد كنت ضالاً فهداني فلان.
فيخطئ بعض الناس فيجعل ما لله تبارك وتعالى للعبد، مع أن الذي هداه في الحقيقة هو الله عز وجل، وما هذا إلا سبب، فلما التبس على العباد معنى الهداية ومن الذي هدى العبد أم الرب تبارك وتعالى؟ فنحتاج أن نؤكد بضمير الرفع المنفصل أن الذي يهدي هو الله فقط؛ ولذلك أُكّد هذا المعنى بضمير الرفع الذي لا محل له من الإعراب: {الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ} [الشعراء:78] .
{وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ} [الشعراء:79] ، يقول بعض الناس: فلان أطعمني وسقاني.
وهذا منتشر كثيراً، فأراد إبراهيم عليه السلام أن يؤكد أن الذي يطعم ويسقي هو الله تبارك وتعالى لا غيره، وهذا موجود -كما قلت- في كلام العباد، فأكد بضمير الرفع المنفصل: {وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ} [الشعراء:79] .
{وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} [الشعراء:80] لأن كثيراً من الناس ينسبون الشفاء للطبيب، ولا ينسبونه إلى الله تبارك وتعالى صحيح أنهم يعتقدون أن الله هو الشافي؛ ولكن الكلام الذي يخرج من أفواههم: إن الطبيب هو الذي أزال العلة.
وتأمل الأدب في قوله عليه السلام: (وَإِذَا مَرِضْتُ) ، فقد في الأول: (الَّذِي خَلَقَنِي) ، (وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي) ، ولم يقل: والذي أمرضني، أو وإذا أمرضني فهو يشفين وإنما نسب المرض لنفسه، كقول الخضر عليه السلام لما خرق السفينة: {فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا} [الكهف:79] ، مع أنه قال في نهاية المطاف: {وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي} [الكهف:82] ، فأنا مأمورٌ بهذا من قبل رب العالمين، لكن عندما جاء ذكر العيب نسبه إلى نفسه تأدُباً، ولما جاء ذكر الرحمة في قصة الجدار قال: {فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ} [الكهف:82] ، فنسبها إلى الله تبارك وتعالى.
فكل هذه المعاني قد تلتبس على العبد، ولذلك أُكدت بهذا الضمير الذي يفيد أن الفاعل هو الله عز وجل، لكن عندما أتى إلى الصفة الأخيرة لم يحتج إلى هذا الضمير؛ لأنه لا يختلف اثنان في الأرض أن الذي يخلق ويميت هو الله عز وجل، ولذلك قال: {وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ} [الشعراء:81] ، فلا يشك أحد أن الذي يميت ويحيي هو الله تبارك وتعالى؛ ولذلك لم يحتج إلى ضمير الرفع.
إذاً: المسائل التي فيها بعض اللبس تؤكد، لكن لا يلتفت إلى هذه المؤكدات إلا قليل من الناس.
فالنبي عليه الصلاة والسلام يقول: (ما نقص مالٌ من صدقة) ؛ لأنك عندما تتصدق -مثلاً- بجنيه، فالحسنة بعشر أمثالها، ويزيد الله تبارك وتعالى تفضلاً منه إلى سبعمائة ضعف، فكم سيكون لك من جبال الحسنات عند الله عز وجل!! فهل نقص مالك؟ لم ينقص.
وقد ورد في بعض الأحاديث أن الصدقة تدفع الضر عن العبد، وكل هذا مكتوب ومقدر عند الله تبارك وتعالى.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mubark59@hotmail.com
بشرى مبارك




عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام

درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 17 Empty
مُساهمةموضوع: رد: درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام   درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 17 I_icon_minitimeالإثنين 10 نوفمبر - 17:42

الدرس اليوم الاثنين 17 صفر 1436 هجرية الموافق 10 نوفمبر 2014 والحديث من مسجد الوم رووك بيرمنجهام والشيخ عبدالمجيد الباكستانى كان عن ( إنما ترزقون بضعفاءكم ) فإلى الحديث :



من هم الضعفاء الداخلين في هذا الحديث « هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم »
جاء في صجيج البخاري شرح وتعليق د. مصطفى ديب البغا أستاذ الحديث وعلومه في كلية الشريعة - جامعة دمشق حديث ر قم((2896))..Sadبضعفائك م) ببركتهم ودعائهم لصفاء ضمائرهم وقلة تعلقهم بزخرف الدنيا فيغلب عليهم الإخلاص في العبادة ويستجاب دعاؤهم]..وقال القسطلاني أثناء شرحه للحديث:ووجه ذلك بأن عبادة الضعفاء أشدّ إخلاصًا لخلوّ قلوبهم من التعلق بالدنيا وصفاء ضمائرهم مما يقطعهم عن الله فجعلوا همهم واحدًا فزكت أعمالهم وأجيب دعاؤهم...وجاء في تحفة الأحوذي أثناء شرح الحديث:أَيْ بِسَبَبِهِمْ أَوْ بِبَرَكَةِ دُعَائِهِمْ..وقا ل الألباني في " تحقيق مشكاة المصابيح" (3/ 1442):أي بِدُعائهم وإخلاصهم..وقال الشيخ عبد الكريم الخضير في شرح جوامع الأخبار:نعم الضعيف قريب من الله -جل وعلا-؛ لأنه لا يعتد بقوة، ولا يأوي إلى مال ولا شيء، إنما علاقته وارتباطه بربه، ومثل هذا في الغالب يكون قلبه سليماً بخلاف من دخله غرور القوة والغنى، والغنى في الغالب أنه يطغي صاحبه، وكذلك القوة، ولذا يسأل الإنسان ربه صحة لكن لا تلهيه عن شكر الله -جل وعلا-، وعن عبادته، ويسأله غنى لكن لا يطغيه عن معرفة قدر نفسه، والله المستعان، والله أعلم...وقال الشيخ العباد أثناء شرحه للحديث في سنن أبي داود:يعني: بوجودهم معكم، وكونهم يسألون الله عز وجل والله تعالى يجيب دعاءهم.فوجود الفقير والضعيف الذي يعان ويساعد من أسباب كثرة الرزق، وكذلك أيضاً كون الضعيف يدعو فيستجيب الله له مثلما جاء في الحديث: (رب أشعث أغبر لو أقسم على الله لأبره).أما رذل الخيل فلم يأت في الحديث شيء يدل عليها، ولكن لعل ذلك لكون الضعفاء يكون عندهم شيء ضعيف على قدر حالهم وطاقتهم، وأنه لا يستهان بالضعفاء ولا بمركوباتهم، والمقصود من ذلك هو الضعفاء أنفسهم، والرذل هي تابعة لهم، وهذا على قدر طاقتهم وقدر ما يستطيعون.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mubark59@hotmail.com
بشرى مبارك




عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام

درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 17 Empty
مُساهمةموضوع: رد: درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام   درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 17 I_icon_minitimeالجمعة 14 نوفمبر - 18:15

الدرس اليومى بعد صلاة الفجر من مسجد الوم رووك بيرمنجهام الجمعة 21 صفر 1436 هجرية الموافق 14 نوفمبر 2014م والشيخ عبدالمجيد الباكستانى الحديث اليوم موضوعه الدنيا خضرة حلوة والله مستخلفكم فيها وناظر بما تعملون والآن الى الحديث:



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين, اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم, اللهم علمنا ما ينفعنا, وانفعنا بما علمتنا, وزدنا علماً, وأرنا الحق حقاً, وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً, وارزقنا اجتنابه, واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين, أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.
إليكم التوسع في شرح معاني هذا الحديث:
أيها الأخوة المؤمنون، مع درس جديد من دروس الحديث النبوي الشريف، ونحن في باب التقوى ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
((إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ, وَإِنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا, فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ؟ فَاتَّقُوا الدُّنْيَا, وَاتَّقُوا النِّسَاءَ, فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ, كَانَتْ فِي النِّسَاءِ))
[أخرجه مسلم في الصحيح]
نقول: عن أبي سعيدٍ الخدري، أو عن أبي سعيدِ الخدري، كلاهما صحيح، والأحاديث التي ترد في صحيح مسلم, هي أحاديث من الدرجة الأولى، فالنبي عليه الصلاة والسلام واقعي، أي إن الدنيا حلوة خضرة، لو أن الإنسان في شباب, وصحة, وعافية, وذو مال وفير, وله أهل يروقون له، ولـه بيت واسع، وبإمكانه أن يمضي أوقاته كلها في المتع, والمباهج, والحفلات, والسهرات, والنزهات, والرحلات, والسياحات، ويأكل ما لذّ وطاب، ويلتقي مع أصدقائه مختلطين رجالا وإناثا، فينظر إلى تلك، وعينه على تلك، ولسانه مع تلك، ومزاحه مع تلك، فهذه الدنيا خضرة نظرة، فيها طعام نفيس، وفيها بيوت جميلة, وفيها سيارات فارهة، فيها مقاصف جميلة جدا، فيها أماكن سياحية، فيها وجاهة، فيها شأن، فيها مكانة، هكذا الدنيا، النبي عليه الصلاة والسلام واقعي.
قد يقول لك مؤمن: الدنيا كريهة، من قال لك: إنها كريهة؟ هذا كلام غير واقعي، لن تستطيع أن تمشي مع إنسان إلا إذا كان واقعيا، فالنبي عليه الصلاة و السلام واقعي،
((إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ))
, لكن المشكلة أن هذه الحلاوة مؤقتة، فاحضروا حلاوة رضاعها، ومرارة فطامها، فيها انقطاع.
حدّثني رجل يعمل في معمل, وصاحب المعمل ذكر لي عن بيته شيء مثل الخيال تماما، الفرش غرفة شرقي، غرفة غربي، مكتبة فخمة، الأقواس، غرفة لها ترتيب معين، التكييف, والتدفئة، الشرفات، كيف يمضون الأوقات؟ حتى وصف لي نوع الفُرش, ونوع البيوت، قال لي: توفي في يوم من أيام الشتاء، وكان القبر مفتوح على الفلاة، وأقسم لي بالله, أن ماء أسود, يمشي في القبر، فلما سئل ابنه، وابنه مهندس, أنضعه هنا؟ قال: ضعوه، نخلص.
فهذا الذي كان يشتري الغطاء ملاءة السرير, تأتيه من باريس، تأتيه بآلاف الليرات، غطاء للسرير، بيته بوصف فوق حد الخيال، أين هو؟ في قبر, وبعض الأسيقة قد فُتحت عليه ، البطولة في النهاية لا في البداية.
فلذلك النبي الكريم قال:
((إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ))
، أما أن يكون الإنسان مستقيما نظيفا فلا مانع، يكون مرتبا لا مانع، يكون أنيقا لا مانع، النبي عليه الصلاة و السلام قال:
((أصلحوا رحالكم، وحسنوا لباسكم, حتى تكونوا شامة بين الناس))
الإسلام نظيف، إذا كان الإنسان نظيفًا, أنيقًا, مرتبًا، وله مظهر حسن، بيته نظيف جدا, ومرتب، فيه نظام صارم للنظافة، وكذلك في دكانه، هذا شيء رائع جدا، هذا من الإسلام أساسا، وما كان في المسلمين رجل أشد نظافة من رسول الله، كان يعرف بريح المسك، كان إذا مر, عرف أصحابه من رائحة المسك التي تفوح منه, أن النبي الكريم قد مر من هنا، هذا شيء أصلي، لكن لما يكون الإنسان؛ أنيقا, نظيفا, مرتبا, غارقا في المعاصي, والمخالفات, والموبقات, والفجور, فهذا له مصير أسود، فلذلك النبي عليه الصلاة و السلام قال:
((إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ))
أحيانا يكون الإنسان نائما في فراشه, في أيام الشتاء، والفرش وثير، فوقه غطاء نظيف، وملاءة صوفية نظيفة، والغرفة دافئة، مرتاح، يؤذن الفجر، يقول الله عز وجل:
﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً﴾
[سورة السجدة الآية: 16]
فالمؤمن يؤثر مرضاة الله عز وجل، أحيانا يكون الإنسان جالسا في سهرة مرتاح، لم يصلِّ المغرب مثلا، والموضوع طريف، وفيه مزاح، يجمع الصلوات، أما المؤمن فيحرص على صلاته، قال تعالى:
﴿وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ﴾
[سورة المؤمنون الآية: 9]
فأحيانا يمتحنك الله بسهرة، بنزهة، أنت ذاهب إلى نزهة، وهناك عزيمة، لم تصل الظهر، والكل لا يصلي، واستحييت أن تصلي وتتوضأ، الإسلام مكركب، لا بد أن يتوضأ، وانتقض وضوؤه، فيمكث جالسا،
((إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ))
تريد أن تقيم دعوة، الرجال وحدهم، والنساء وحدهن، لا بد لها من سفرتين، نحن نريد سفرة واحدة في رمضان، إن شاء الله لا يحدث شيء، اجمعهم سويا في سفرة واحدة،
((إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ))
سمعت قصة من يومين، قصة واقعية، ولأن الراوي صادق، واحد تزوج، وكتب الكتاب، وأدى الخطوبة بشكل رائع، وجاء يوم العرس، وهذه المدعوات كل واحدة بأبهى زينة ، وقعد على الأريكة، وبجانبه زوجته، تدخل واحدة، سأل: من هذه؟ قالت: هذه أختي، نزل، فأخبر عمه وأقرباءه، أريد هذه، وطلقت العروس يوم العرس، وأتوا بالذي يسمونه شيخا، وليس شيخا، كتب كتابا خارجيا، ودخل على الثانية، هذا ثمن الاختلاط، والأخت الكبيرة صار معها أمراض.
((إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ, وَإِنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا, فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ؟))
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mubark59@hotmail.com
بشرى مبارك




عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام

درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 17 Empty
مُساهمةموضوع: رد: درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام   درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 17 I_icon_minitimeالثلاثاء 18 نوفمبر - 4:44

درس اليوم  الاثنين   24 صفر 1436 هجرية الموافق 17من له الحق في طلب الزكاة
تفاصيل الإستشارة
الاسم: fady
السؤال: أعمل في إحدى لجان الزكاة وإن كثيراً من الناس يراجعون لجنة الزكاة طالبين الأخذ من مال الزكاة وبعد دراسة أحوالهم يتبين أن بعضهم غير مستحقين للزكاة لأن لهم رواتب تكفيهم بل تزيد فما حكم أخذ هؤلاء من أموال الزكاة ؟
المستشار: أ.د حسام الدين بن موسى عفانة - أستاذ الفقه وأصوله - جامعة القدس
تاريخ النشر: 2010-12-12
الاجابه
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد..

يقول الله سبحانه وتعالى Sad إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) سورة التوبة الآية 60 .

وقد أجمع أهل العلم على أن الزكاة لا تصرف إلا في المصارف الثمانية المذكورة في الآية الكريمة ولا حق لأحد من الناس فيها سواهم ولهذا قال عمر بن الخطاب :[ هذه لهؤلاء ] . وقد روي في الحديث عن زياد بن الحارث الصدائي قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعته - وذكر حديثاً طويلاً - فأتاه رجل فقال : أعطني من الصدقة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم Sad إن الله لم يرض بحكم نبي ولا غيره في الصدقة حتى حكم هو فيها فجزأها ثمانية أجزاء فإن كنت في تلك الأجزاء أعطيتك حقك ) رواه أبو داود والبيهقي والدار قطني وفي سنده ضعف .

وقد طعن بعض الناس في تقسيم النبي صلى الله عليه وسلم للزكاة وكانوا طامعين فيها مع أنهم ليسوا من أهلها فنعى الله سبحانه وتعالى عليهم بقوله Sad وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا ءَاتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) سورة التوبة الآيات 58-60 .

إذا تقرر هذا فإن العلماء قد بينوا أصناف الذين لا يستحقون الزكاة ولا يجوز صرفها لهم وهم على وجه الإجمال : الأغنياء والأقوياء المتكسبون والمتفرغون للعبادة وأصول المزكي وفروعه وزوجته وآل النبي صلى الله عليه وسلم والكفار والملاحدة هذا بشكل عام وهناك غيرهم اختلف الفقهاء في إعطائهم وسأقتصر هنا على الحديث على القسمين الأولين .

أما الأغنياء فلا تحل لهم الزكاة لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد قال لمعاذ رضي الله عنه في الحديث Sad أعلمهم أن الله تعالى افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم ) رواه البخاري ومسلم . وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم Sad لا تحل الصدقة لغني ولا لذي مرة سوي ) رواه أصحاب السنن وهو حديث صحيح صححه الألباني وغيره انظر صحيح سنن أبي داود 1/308 . وعن عبيد الله بن الخيار أن رجلين أخبراه أنهما أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألاه عن الصدقة فصعد فيهما وصوب فقال Sad إن شئتما أعطيتكما ولا حظ فيها لغني ولا لذي قوة مكتسب ) رواه أبو داوود والنسائي وهو حديث صحيح صححه الألباني وغيره . انظر صحيح سنن أبي داود 1/307 .

والغني الذي لا تحل له الزكاة هو من ملك نصاباً زائداً عن حاجته الأصلية وتحققت فيه شروط وجوب الزكاة وهذا أرجح أقوال العلماء في حد الغنى المانع لأخذ الزكاة حيث إن النبي صلى الله عليه وسلم قد بين أن الزكاة تؤخذ من الأغنياء وترد على الفقراء ومن ملك نصاباً وتحققت فيه الشروط الشرعية لوجوب الزكاة فعليه أداؤها فهو غني وغير فقير قال القرطبي عند ذكر اختلاف العلماء في حد الفقر :[ وقال أبو حنيفة : من معه عشرون ديناراً أو مئتا درهم فلا يأخذ من الزكـاة ، فـاعتبر النصاب لقولـه عليه الصلاة والسلام Sad أمرت أن آخذ الصدقة من أغنيائكم وأردّها في فقرائكم ) وهذا واضح ورواه المغيرة عن مالك ] تفسير القرطبي 8/171-172 .

وأما القوي المكتسب فلا تحل له الزكاة والقوي المكتسب هو من كان صحيحاً في بدنه ويجد عملاً يكتسب منه ما يسد حاجته فهذا لا يعطى من الزكاة لأن الواجب عليه أن يعمل ويكسب ليكفي نفسه وعياله ولا يجوز أن يكون عاطلاً عن العمل باختياره ويمد يده ليأخذ من أموال الزكاة وهذا مذهب جمهور أهل العلم . انظر المجموع 6/228 .

وعلى ذلك دلت الأدلة كما في قوله صلى الله عليه وسلم Sad لا تحل الصدقة لغني ولا لذي مرة سوي ) وهذا الحديث وإن كان قد ورد في ذو المرة السوي مطلقاً إلا أنه مقيد بالحديث الآخر وهو قوله صلى الله عليه وسلم Sad ولا حظ فيها لغني ولا لذي قوة مكتسب ) وهو حديث صحيح كما سبق . قال الإمام النووي :[ من يكسب كل يوم كفايته لا يجوز له أخذ الزكاة ] روضة الطالبين 2/310 . وقال الإمام البغوي بعد أن ذكر الحديث:[ فيه دليل على أن القوي المكتسب الذي يغنيه كسبه لا يحل له الزكاة ولم يعتبر النبي صلى الله عليه وسلم ظاهر القوة دون أن يضم إليه الكسب لأن الرجل قد يكون ظاهر القوة غير أنه أخرق لا كسب له فتحل له الزكاة وإذا رأى الإمام السائل جلداً قوياً شك في أمره وأنذره وأخبره بالأمر كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم فإن زعم أنه لا كسب له أو له عيال لا يقوم كسبه بكفايتهم قبل منـه وأعطـاه ] شرح السنة 6/81-82 . فإذا لم يجد الكسوب عملاً حلت له الزكاة قال الإمام النووي :[ قال أصحابنا وإذا لم يجد الكسوب من يستعمله حلت له الزكاة ] . المجموع 6/191 .

وقال الشيخ القرضاوي :[ والخلاصة أن القادر على الكسب الذي يحرم عليه الزكاة هو الذي تتوافر فيه الشروط التالية : 1. أن يجد العلم الذي يكتسب منه . 2. أن يكون هذا العلم حلالاً شرعاً فإن العمل المحظور في الشرع بمنزلة المعدوم . 3. أن يقدر عليه من غير مشقة شديدة فوق المحتمل عادةً . 4. أن يكون ملائمأً لمثله ولائقاً بحاله ومركزه ومروؤته ومنزلته الإجتماعية . 5. أن يكتسب منه قدر ما تتم به كفايته وكفاية من يعولهم . ومعنى هذا أن كل قادر على الكسب مطلوب منه شرعاً أن يكفي نفسه بنفسه وأن المجتمع بعامة - وولي الأمر بخاصة - مطلوب منه أن يعينه على هذا الأمر الذي هو حق له وواجب عليه . فمن كان عاجزاً عن الكسب - لضعف ذاتي كالصغر والعته والشيخوخة والعاهة والمرض أو كان قادراً ولم يجد باباً حلالاً للكسب يليق بمثله أو وجد ولكن كان دخله من كسبه لا يكفيه وعائلته أو يكفيه بعض الكفاية دون تمامها - فقد حل له الأخذ من الزكاة ولا حرج عليه في دين الله ] فقه الزكاة 2/559-560 .



والله أعلم.

 نوفمبر  2014م الشيخ تناول فيه الحديث عن الزكاة  ومصارفها فإلى الحديث :
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mubark59@hotmail.com
بشرى مبارك




عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام

درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 17 Empty
مُساهمةموضوع: رد: درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام   درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 17 I_icon_minitimeالجمعة 21 نوفمبر - 16:09

بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوان الكرام حديث اليوم الجمعة 28 صفر 1436 هجرية الموافق 21 نوفمبر 2014م والشيخ عبدالمجيد الباكستانى من مسجد الوم رووك بيرمنجهام كان عن الكبر ( وجدت شرح للحديث عند موسوعه النابلسى فأرجو المتابعة مع الشكر :


الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
ما هي الصفة المهلكة في الإنسان والتي تمنع صاحبها من دخول الجنة؟ :
أيها الأخوة الكرام, هناك صفات في النفس مهلكة, من هذه الصفات المهلكة: الكبر, أضرب لكم مثلاً:
إنسان يوجد عنده في البيت كيلو لبن, جاءه ضيوف, أراد أن يسقيهم شراب اللبن, يمكن أن يضيف لهذه الكمية أربعة أمثال ماء, ويبقى شراباً طيباً, عذب المذاق؟ أما لو وضعت قطرة كاز مع هذا اللبن, هل يشرب؟ قطرة واحدة تفسده, وأربعة أمثال الكمية ماء, تجعله مستساغاً, شراباً طيباً.
الكبر يتناقض مع العبادة, فذرة كبر تمنع دخول الجنة, أخطاء كثيرة يمكن أن ترتكب, وأن يغفرها الله عز وجل, لهذا قال عليه الصلاة والسلام:
((لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر))
الكبر صفة ذميمة, صفة مهلة, العبادة لا تحتمل ذرة كبر, وإلا تُرد على صاحبها.
ما السبب بمنع دخول الجنة من كان في قلبه ذرة من الكبر؟ :
عن عبد الله بن مسعود, عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من كبر.
-مثقال ذرة, لأن:
((الكبرياء إزاري, والعظمة ردائي, فمن نازعني شيئاً منهما, أذقته عذابي ولا أبالي))-
فقال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً –أنيق– ونعله حسنة, قال: إن الله جميل يحب الجمال -لا يوجد مانع, ولكن- الكبر بطر الحق, وغمط الناس))
[أخرجه مسلم في الصحيح, وأبو داود والترمذي في سننهما]
حديث دقيق جداً, رواه الإمام مسلم.
تعريف الكبر :
تعريف الكبر: أن ترد الحق, ألا تقبل الحق, أن تستكبر على الحق, أن ترى أنك أكبر من أن تطيع الحق, أن ترى أن الدين لا يصلح لهذا الزمان؛ هذا عصر علم, عصر تقدم, عصر انفتاح, الدين قيود, رد الحق, رفض الحق, الاعتقاد بعدم صلاحية الحق لهذا الزمان, وحينما يرد الحق, يقع الإنسان في الكفر, لأن النبي صلى الله عليه وسلم, أو لأن الله جل جلاله يقول:
﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا﴾
[سورة البقرة الآية: 286]
فإذا ظننت أن هذه التكاليف فوق وسع الإنسان, فقد كذبت آية من كلام الله, وتكذيب آية واحدة تقتضي الكفر.
قال رجل:
((إن الرجل يجب أن يكون ثوبه حسناً, ونعله حسنة, فقال: إن الله جميل يحب الجمال, الكبر بطر الحق))
[أخرجه مسلم في الصحيح, وأبو داود والترمذي في سننهما]
سيدنا آدم عصى ربه, ثم تاب عليه فهدى, أما إبليس, إبليس موضوعه مع الله ليس معصية, قال:
﴿أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ﴾
[سورة الأعراف الآية:12]
رد أمر الله, ردُّ الأمر شيء, ومخالفته شيء آخر, فلذلك: العبادة لا تحتمل مثقال ذرة من كبر.
((لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر))
من هم الثلاثة الذين لا يكلمهم الله ولا يزكيهم؟ :
وعن أبي هريرة رضي الله عنه, قال:
((قال عليه الصلاة والسلام: ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة, ولا يزكيهم -لا يكلمهم ولا يزكيهم-, قال أبو معاوية: ولا ينظر إليهم, ولهم عذاب أليم؛ شيخ زان, -في الخامس والستين يسهر للساعة الخامسة فجراً؛ لا عشاء, ولا فجر, ونام طول النهار, لأنه أتى بصحن, مئتا محطة التي فيها ثمانون, أنا عندي مئتان يقول له, أي نعم-, وأمير كذاب, وعائل مستكبر))
وعائل مستكبر: فقير ومستكبر.
هذا ما ورد في هذا الحديث القدسي :
وقد ورد في الحديث القدسي:
((أحب ثلاثاً, وحبي لثلاث أشد؛ أحب الطائعين وحبي للشاب الطائع أشد, -شاب في مقتبل الحياة, الشهوات تفتعل في نفسه؛ ومع ذلك يغض بصره, ومع ذلك يطلب العلم, ومع ذلك يرضى بالقليل الحلال, ويركل بقدمه الحرام الكثير.
قال-: وأحب الكرماء وحبي للفقير الكريم أشد, وأحب المتواضعين وحبي للغني المتواضع أشد, وأبغض ثلاثاً؛ أبغض العصاة وبغضي للشيخ العاصي أشد))
للساعة الواحدة طاولة, خيش بيش, طيب إلى متى؟ ماذا تركت لآخرتك؟.
((من دخل في الأربعين, دخل في أسواق الآخرة))
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mubark59@hotmail.com
بشرى مبارك




عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام

درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 17 Empty
مُساهمةموضوع: رد: درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام   درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 17 I_icon_minitimeالإثنين 24 نوفمبر - 23:51

درس اليوم الاثنين 2 صفر 1436 هجرية الموافق 24 نوفمبر 2014م من مسجد الوم رووك بيرمنجهام والشيخ عبدالمجيد الباكستانى وكان محورالدرس عن الاثم ما حاك فى الصدر وكرهت أن يطلع عليه الناس والآن الى شرح الحديث مفصلاً :


الأربعون النووية .. الحديث السابع والعشرون: تعريف البر والإثم
الأربعون النووية .. الحديث السابع والعشرون:
تعريف البر والإثم
عن النواس بن سـمعـان رضي الله عـنه، عـن النبي صل الله علي محمد صل الله عليه وسلم قـال:
{ الـبـر حـسـن الـخلق
والإثـم ما حـاك في نـفـسـك وكـرهـت أن يـطـلع عــلـيـه الـنـاس }
[رواه مسلم:2553].
وعن وابصه بن معبد رضي الله عنه، قال: أتيت رسول الله صل الله علي محمد صل الله عليه وسلم فقال:
{ جئت تسأل عن البر؟ }
قلت: نعم؛ فقال:
{ استفت قلبك؛ البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب،
والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر، وإن أفتاك الناس وأفتوك }।
[حديث حسن، رويناه في مسندي الإمامين أحمد بن حنبل:4/ 227، والدارمي:2/ 246 بإسناد حسن].
شرح الحديث السابع والعشرون:
عن النواس بن سمعان عن النبي صل الله علي محمد صل الله عليه وسلم قال: { البر حسن الخلق } البر كلمة تدل على الخير وكثرة الخير،
وحسن الخلق يعني أن يكون الإنسان واسع البال منشرح الصدر والسلام مطمئن القلب حسن المعاملة،
فيقول صل الله علي محمد صل الله عليه وسلم : { إن البر حسن الخلق } فإذا كان الإنسان حسن الخُلق مع الله ومع عباد الله حصل له الخير الكثير وانشرح صدره للإسلام واطمأن قلبه بالإيمان وخالق الناس بخلق حسن،
وأما الإثم فبيّنه النبي عليه الصلاة والسلام بأنه: { ما حاك في نفسك } وهو يخاطب النواس بن سمعان، والنواس ابن سمعان صحابي جليل فلا يحيك في نفسه ويتردد في نفسه ولا تأمنه النفس إلا ما كان إثماً ولهذا قال: { ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس }
وأما أهل الفسق والفجور فإن الآثام لا تحيك بنفوسهم ولا يكرهون أن يطلع عليها الناس بل بعضهم يتبجح ويخبر بما يصنع من الفجور والفسق، ولكن الكلام مع الرجل المستقيم فإنه إذا هم بسيئة حاك ذلك في نفسه وكره أن يطلع الناس على ذلك، وهذا الميزان الذي ذكره النبي عليه الصلاة والسلام إنما يكون مع أهل الخير والصلاح.

ومثل الحديث عن وابصة بن معد قال: أتيت النبي صل الله علي محمد صل الله عليه وسلم فقال: { جئت تسأل عن البر؟ } قلت: نعم،
قال: { استفت قلبك } يعني لا تسأل أحداً واسأل قلبك واطلب منه الفتوى { البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب }، فمتى وجدت نفسك مطمئنة وقلبك مطمئن إلى شيء فهذا هو البر فافعله
{ والإثم ما حاك نفسك } في النفس وتردد في الصدر، فإذا رأيت هذا الشيء حاك في نفسك وتردد في صدرك فهو إثم،
قال: { وإن أفتاك الناس وأفتوك } يعني إن أفتاك الناس بأنه ليس فيه إثم وأفتوك مرة بعد مرة، وهذا يقع كثيراً تجد الإنسان يتردد في الشيء ولا يطمئن إليه ويتردد فيه ويقول له الناس: هذا حلال وهذا لابأس به، لكن لم ينشرح صدره بهذا ولم تطمئن إليه نفسه فيقال: مثل هذا إنه إثم فاجتنبه.

ومن فوائد هذا الحديث والذي قبله: فضيلة حسن الخلق حيث فعل النبي صل الله علي محمد صل الله عليه وسلم حسن الخلق هو البر.

ومن فوائده أيضاً: أن ميزان الإثم أن يحيك بالنفس ولا يطمئن إليه القلب.

ومن فوائده: أن المؤمن يكره أن يطلع الناس على عيوبه بخلاف المستهتر الذي لا يبالي، فإنه لا يهتم إذا اطلع الناس على عيوبه.

ومن فوائدها: فراسة النبي صل الله علي محمد صل الله عليه وسلم حيث أتى إليه وابصة فقال: { جئت تسأل عن البر ؟ }.

ومن فوائدها: إحالة حكم الشيء إلى النفس المطمئنة التي تكره الشر وتحب الخير، لقوله: { البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب }.

ومن فوائد الحديثين أيضاً: أن الإنسان ينبغي له أن ينظر إلى مايكون في نفسه دون ما يفتيه الناس به فقد يفتيه الناس الذين لا علم لهم بشيء لكنه يتردد فيه ويكرهه فمثل هذا لا يرجع إلى فتوى الناس وإنما يرجع إلى ما عنده.

ومن فوائدهما: أنه متى أمكن الاجتهاد فإنه لايعدل إلى التقليد لقوله: { وإن أفتاك الناس وأفتوك }.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mubark59@hotmail.com
بشرى مبارك




عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام

درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 17 Empty
مُساهمةموضوع: رد: درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام   درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 17 I_icon_minitimeالجمعة 28 نوفمبر - 17:49

الاخوان الكرام الدرس ليوم الجمعة 6 صفر 1436 هجرية الموافق 28 نوفمبر 2014 م من مسجد الووم روك بيرمنجهام والشيخ عبدالمجيد الباكستانى وحديث اليوم موضوع ( ألآ ادلكم على شىء إذا فعلتوه تحاببتم ، افشو السلام فيما بينكم ) .
قبل الدخول فى شرح الحديث أسمحوا لى بالحديث والشرح لمسجد الوم رووك الحى الذى أسكن فيه ، الحى يغلب عليه الباكستانيين والمسجد مسجد باكستانى ( الادارة والامام ونائبة بل و95 من المصلين ) منهجهم منهج أهل السنة والجماعة ، المسجد جمييل وكبير ومرتب بصورة غايه فى الروعه خاصه عندما يتم فتح المسجد على مصراعية ( هناك فاصل يتم فتحه عند الجمع ولكن شايف من رمضان شايف تم إلغاء الفاصل) .
المسجد يذكرنى مسجد السقاى البتلاب العتيق خاصه فى صلاة الفجر وعدد الحاضرين وطريقة جلوس الناس على الكراسى باليمين والشمال فعدد الجالسين على اليميين فى حدود 7 وعلى الشمال واحد أو إثنين نفس وضع مسجدنا فى السقاى البتلاب ، طبعا الدرس الراتب لا يوجد عندنا ونسبة الحضور كلها عندنا كبار السن ( 60 سنة وما فوق 95% ) الشباب شباب مسجد السقاى البتلاب أكثر حضوراً من هنا ، هنا أثنين فقط أو اربعة احياناً ، أثنين أبناء الاخ عبدالقادر من توجو وأثنين أخرين باكستان ،الدرس فى مسجد الوم رووك أجمل مافيه بعد نهاية الدرس يسلم المصلين على الامام وعلى بعضهم البعض بطريقة فيه حميمية عاليه ما تقول مسلمين فقط وأهل حيى واحد وإنما تقول يجمعهم رحم واحد كحال أهلنا فى السقاى البتلاب ومن خلال ملاحظتى أن السلام بعد صلاة الفجر فى مسجد السقاى البتلاب العتيق إجتهاد شخصى ، ليت موضوع الحديث قام بعمله شيخ محمد فى مسجد السقاى البتلاب فهو شيخ متمكن ومقتدر ولله الحمد ، حتى يعم موضوع السلام بعد الدرس فى صلاة الفجر ويعم كل المساجد ويصبح سنة حسنة ( من سنّ سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها الى يوم القيامة ) ولا شك أن إفشاء السلام من أهم وصايا نبينا الكريم وقد أوصى بذلك وهو فى أول يوم عند وصوله المدينة المنورة بعد هجرته إليها من مكة المكرمة ، نسأل الله أن يكرمنا بحب الله وبتقوى الله وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أحىّ من هنا كل أهلى فى المسجد العتيق بالسقاى البتلاب وفى مسجد الايمان جوار الزلط والذى لا شك يحضره عدد مقدر من العاملين فى مصفاة الجيلى وغيرهم من المسافرين والعابرين للطريق نسأل الله أن يضاعف الاجر للذى قام بالنباء وللأخ أبوالقاسم حمد إبراهيم الذى نال ثقه من بنى المسجد وللأخوان فى مجلس الادارة القائمين على فتحه ولكل الاخوان دون ذكر الاسماء فقد كنت فى إجازتى الاخيرة شاهداً على نشاطهم والذى أثلج صدرى بل قبضتهم على هذه الهمه لبلوغ القمّة وقد شهدت ذلك بنفسى فى صلاتى المغرب والعشاء ، نسأل الله جل وعلا أن يعيننا على طاعته وأن يوفقنا للعمل بما أوصى به نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم.وأن يقبل منا الصلوات والدعوات وأسمحوا لى بالدخول فى شرح الحديث نسأل الله أن يشرح صدوركم ويقضى أمورك


يتقعن أبي يوسف عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة انجفل الناس قِـبَـله، وقيل: قد قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم -ثلاثا-، فجئت في الناس لأنظر، فلما تبينت وجهه عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب، فكان أول شيء سمعته تكلم به أن قال: (يا أيها الناس: أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصِلُوا الأرحام، وصلّوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام) رواه أحمد والترمذي والحاكم، وصححه الترمذي والحاكم ووافقه الذهبي.

شرح الحديث

يحكي لنا الصحابي الجليل عبد الله بن سلام رضي الله عنه -الذي كان حبرًا من أحبار اليهود في يثرب، وكان أهلها على اختلاف مللهم ونحلهم يُجلُّونه ويعظِّمونه- كيفية استقبال أهل المدينة للنبي صلى الله عليه وسلم وحفاوتهم به وخروجهم لاستقباله، وكيف أنه كان من المستقبلين للنبي صلى الله عليه وسلم عند وصوله إلى قباء، ولم يكن قد أسلم يومئذ، فلما رأى وجهه الشريف آمن به وصدّق، فنزل فيه قول الله تعالى: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ} (الأحقاف: 10)، وكان هذا الحديث أول ما سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم.

ويشتمل هذا الحديث العظيم على أربعٍ من الوصايا النبوية الجليلة، وهي: إفشاء السلام وإطعام الطعام وصلة الأرحام وقيام الليل، وسيكون لنا وقفة مع كل وصية منها:

الوصية الأولى: إفشاء السلام

السلام أول أسباب التآلف ومفتاح استجلاب المودة، والمقصود بإفشاء السلام نشره والإكثار منه، والسلام اسم من أسماء الله عز وجل، وإفشاء السلام طريق موصل للمحبة بين المسلمين، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم: أفشوا السلام بينكم) رواه مسلم، وهو حق من حقوق المسلمين فيما بينهم، فعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (حق المسلم على المسلم ست)، قيل: ما هي يا رسول الله؟ قال: (إذا لقيته فسلم عليه, وإذا دعاك فأجبه, وإذا استنصحك فانصح له, وإذا عطس فحمد الله فشمته, وإذا مرض فعده, وإذا مات فاتبعه) رواه مسلم.

كما أن إفشاء السلام من خير خصال الإسلام، فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الإسلام خير؟ قال: (تطعم الطعام, وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف) رواه البخاري، فبذل السلام على من تعرفه ومن لا تعرفه يُزيل الوحشة ويُبعد المرء عن الخصال المذمومة من الكبر والاحتقار ونحوهما.

والسلام من خصائص هذه الأمة، وهو التحيّة المباركة، فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما حسدكم اليهود على شيء ما حسدوكم على السلام والتأمين) رواه البخاري في الأدب المفرد، وهذا دليل على أنه شُرع لهذه الأمة دون غيرها.

وهو سبب في زيادة الأجر والثواب، فعن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: السلام عليكم، فرد عليه السلام ثم جلس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (عشر), ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله، فرد عليه فجلس، فقال: (عشرون), ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فرد عليه فجلس، فقال: (ثلاثون) رواه الطبراني.

الوصية الثانية: إطعام الطعام

يقول الله تعالى: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً} (الإنسان: 8-9)، والضمير في "حبه" يرجع إلى الله، أي: يطعمون الطعام على حب الله؛ ولذا فإن إطعام الطعام من موجبات دخول الجنة، فعن هانئ أنه لما وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا رسول الله، أي شيء يوجب الجنة؟ قال: (عليك بحسن الكلام وبذل الطعام) رواه الطبراني.

يقول الإمام الخطابي: "جعل صلى الله عليه وسلم أفضلها -أي أفضل الأعمال- إطعام الطعام الذي هو قوام الأبدان، ثم جعل خير الأقوال في البر والإكرام إفشاء السلام الذي يعم ولا يخص، من عرف ومن لم يعرف، حتى يكون خالصا لله تعالى، بريئا من حظ النفس والتصنع، لأنه شعار الإسلام، فحق كل مسلم فيه شائع".

وتزداد فضيلة إطعام الطعام وبذله في الوقت الذي تزداد الحاجة له، قال تعالى: {أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَة} (البلد: 14)، أي في وقت شدة الجوع.

كما أن إطعام الطعام للضيف من كمال الإيمان، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت) متفق عليه.

الوصية الثالثة: صلة الأرحام

الأرحام: هم كل من تربطك بهم رحم أو قرابة من جهة الأب أو الأم، وقد حث القرآن الكريم على صلتهم وحذر أشد التحذير من قطعهم، قال تعالى: {وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} (النساء: 1)، وقال تعالى: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ} (محمد: 22)، وأعظم الرحم وأوجبها: الوالدان، فيجب برهما والإحسان إليهما، قال تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً} (الإسراء: 23).

وقد جاء التحذير من قطع الرحم، فعن جبير بن مطعم رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لا يدخل الجنة قاطع رحم) رواه البخاري في الأدب المفرد، وعن أبي بكرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من ذنب أجدر أن يعجل الله تعالى لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة مثل البغي وقطيعة الرحم) رواه أبو داود.

وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على صلة الرحم دون انتظارها من الطرف الآخر، فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها) رواه البخاري، وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال: يا رسول الله، إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال: (لئن كنت كما قلت فكأنما تسفّهم الملّ، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك) رواه مسلم، أي أنك بالإحسان إليهم تحقرهم في أنفسهم لكثرة إحسانك وقبيح فعلهم كمن يسف المل، والمل هو الرماد الحار.

وأما عظيم الأجر المترتب عليها، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من سره أن يُبسط له في رزقه أو ينسأ له في أثره فليصل رحمه) متفق عليه، أي من أحب أن يبسط له في رزقه فيكثر ويوسع عليه ويبارك له فيه، أو أحب أن يؤخر له في عمره فيطول: فليصل رحمه.

الوصـية الرابعة: قيام الليل

يقول الله تعالى واصفا عباده المؤمنين: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً} (السجدة: 16)، وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا عبد الله لا تكن مثل فلان، كان يقوم الليل فترك قيام الليل) متفق عليه.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رحم الله رجلا قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته، فإن أبت نضح في وجهها الماء, رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها، فإن أبى نضحت في وجهه الماء) رواه أحمد وأصحاب السنن.

وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طرقه وفاطمة فقال: (ألا تصليان)، فقلت: يا رسول الله، أنفسنا بيد الله فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا، فانصرف حين قلنا ذلك ولم يرجع إلي شيئا، ثم سمعته وهو مُولٍّ يضرب فخذه وهو يقول: ({وكان الإنسان أكثر شيء جدلا} (الكهف: 54)) رواه البخاري.

فينبغي الحرص على قيام الليل والأخذ بالأسباب المعينة على ذلك، ومنها: البعد عن المعاصي والذنوب، والإقلال من الأكل قبل النوم،
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mubark59@hotmail.com
بشرى مبارك




عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام

درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 17 Empty
مُساهمةموضوع: رد: درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام   درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 17 I_icon_minitimeالإثنين 1 ديسمبر - 18:37


الدرس اليوم الاثنين 9 صفر 1436 هجرية الموافق الاول من ديسمبر 2014م من بيرمنجهام ومسجد الووم رووك والشيخ عبدالمجيد الباكستانى وموضوع الحديث اليوم ( المؤمن القوى أحب الى الله من المؤمن الضعيف وفى كل خير )
﴿مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ﴾
قوةٌ في الأبدان، وقوةٌ في الأموال، وقوةٌ في العلم، وقوةٌ في كل شيء، لكن القوة وحدها مدمِّرة، القوة تنفع إذا أضيفت إلى الإيمان، الإيمان قيد. فالمحرك قوة أما الأخلاق مقود، محرك من دون مقود دمار، اركب مركبة من دون مقود، وشغل على المئة وامشي، على الوادي مصيرك. فالقوة محرك لكن العلم والأخلاق مقود، تنجو من كل كارثة بالعلم والحكمة، فالنبي عليه الصلاة والسلام قال:
(( المؤمن القوي خيرٌ وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ))
هذا كلام عام لكل أخ حاضر، يعني إذا أنت كنت تاجر، لا تنتزع إعجاب الآخرين إذا كانت تجارتك متخلفة، بضاعتك لم تحسن انتقاءها، أسعارها غالية، توضيبها غير جيد، فيها استوكات، فيها أخطاء كثيرة، تجد هذا يرجع لك البضاعة، وهذا يعاتبك، وهذا يلومك، وهذا يسخر من بضاعتك، لا يصير ذاك فسوف تفقد مكانتك، فإذا كان بالتجارة يجب أن تكون في القِمة ـ القُمة غير القِمة ـ إذا كنت بالصناعة كذلك، إذا كنت موظف دوامك، إنجازك لأعمالك بالتدريس، بالمحاماة، بالطب مثلاً، طالب بالدراسة لا يمكن أحد يحترم اتجاهك الديني إذا كنت كسلان، مستحيل، موظف مقصر إذا كنت تصلي وعليك سيماء الصلاح ومقصر بعملك، تأتيك توبيخات لا حصر لها، يتشفوا الناس منك فيقولون لك: هكذا صاحب الدين ؟! أول كلمة: هكذا صاحب الدين ؟! في حقل الدراسة، في حقل التدريس، في حقل الطب، في حقل الهندسة، في حقل المحاماة، في حقل التجارة، في حقل الصناعة، في حقل الوظيفة، في أي مكان إذا كان ضعيف، في تقصير، في خطأ بالصناعة، في عدم إتقان بالتجارة، في بالزراعة أمراض وأوبئة، ومزرعة فوضوية ومهملة، وغير معتنى بها، فأنت مؤمن ما عندك مكانة، أي إذا أنت كنت طالب، وكنت متفوِّق، وحكيت بالدين يسمع كلامك، إذا آخذ بالرياضيات اثنين من ستين وتعالى قل لواحد: الأخلاق والدين، يقول لك: اذهب واجتهد، روح ادرس قبل أن تحكي معي روح دبر حالك.
فإذا كنت طالب يا أخي الكريم لا تستطيع أن توجه إخوانك الطلاب إلا إذا تفوقت في الدراسة، طبيب في عليه أخطاء كثيرة، غير مهتم بتطوير معلوماته، معلوماته قديمة من سنة الستين، لا يفتح ولا كتاب ويقرأه، تكون الأدوية تطورت، والأبحاث تطورت، الناس ينفضوا من عنده، أخي مؤمن، فهل يكون المؤمن كسلان ؟ المؤمن معه بورد يكون، معه أعلى شهادة، فالقصد أنه لا تقدر أن تؤثر بالآخرين إلا بالتفوق، تتفوق تؤثر، تقصر لا تؤثر، فالنبي هكذا قال:
(( المؤمن القوي خيرٌ وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ))
سمعت ببلد عربي لاعب كرة من الدرجة الأولى، وقد تاب إلى الله، والتفت إلى الله التفاتة عالية وتركها، فاضطروا إلى مباراة دولية فذهبوا وترجُّوه فقال لهم: أنا لا ألبس قصير، على العين والرأس البس طويل، صار موضة الطويل، لاعب كرة لابس برمودة، هذا لو ما كان متفوق ما كانوا قبلوا منه هذا الشيء، كان يرفضوه، لأنه متفوق جداً، قبلوا منه هذا اللبس، فإذا كنت رياضي، إن كنت طالب، إن كنت مدرس، إن كنت مهندس، إن كنت تاجر، إن كنت صانع، لا تقدر تؤثر بالآخرين إلا إذا تفوقت في عملك.
لو إنسان كسب مال، المال قوة، تعطف على أرامل، تعطي أيتام، تقدم للجمعيات مساعدات، والجمعيات تقدم للفقراء، صار عندك قوة، المال قوة، معك شهادة عليا، معك شهادة جامعية والله معه ليسانس، معه كذا، معه كذا، إذاً العلم قوة، إما معك مال، أو قوة، أو منصب، أو شيء تتميز فيه.
فالمؤمن من دون قوة ضعيف، مستضعف، معتدى عليه، فالإنسان لابد من أن يكون متفوق، بعمله إذا تفوق يؤثر بجيرانه، إذا كان المحل التجاري فوضوي، والغبار هكذا سمكه، والبضاعة فوضوية، ويمكث ساعة ليجد لك الأغراض، أين الورق ؟ ما في ورق، روح هات من عند الجيران ورقة يا ابني، الورق وسخ، الميزان عليه سماكة من الغبرة، ما هذا التاجر ؟ أذن الظهر على الجامع، هذه الصلاة لا تتناسب مع القذارة، إذا كان المحل منتظم، مرتب، منظم، كل شيء مصفوف. فهذا الحديث دقيق جداً وفيه توجيه كبير:
((المؤمن القوي خيرٌ وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ))
لا تستطيع تنتزع إعجاب الآخرين إلا بالتفوق، والتفوق قوةٌ في الدين، فمتى يسمع منك ؟ إذا كنت قوياً، قوي في المال، قوي في الجاه، قوي في العلم، قوي في المكانة الاجتماعية، في تفوق في تأثير، فإذا الإنسان هدفه الكبير أن يهدي الناس لله عزَّ وجل فعليه أن يتقن عمله، أن يتفوق في دراسته من أجل أن ينتزع إعجاب الناس قبل أن يحدثهم عن دينهم.
سبحان الله القوة هنا جاءت مقترنة بالإيمان !! أن المال من دون إيمان مدمر، ألم يقل النبي عليه الصلاة والسلام كان في الدرس الماضي موضوع الحديث:
ماذا ينتظر أحدكم من الدنيا ؟ هل تنتظرون إلا فقراً منسياً، أو غنىً مطغياً
فالغنى من دون إيمان مطغي. كأن يكون مظهره هكذا ظهر محني، ثياب رثَّة، ودروشة، وكلام فاضي، كله شغل سيدك، ليس هذا المؤمن، المؤمن أرقى من ذلك، المؤمن يعد لكل شيءٍ عُدَّته، كيف كان النبي في الهجرة ؛ استأجر خبير، اختفى في غار ثور، إنسان جاء بالمعلومات، إنسان محا الآثار، إنسان جاءه بالزاد، ما في ثغرة إلا غطَّاها، هذه القوة، قوة تدبير، قوةٌ في التدبير، قوةٌ في التصريف، قوةٌ في كل شيء.
(( المؤمن القوي خيرٌ وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كلٍ خير))
يعني أنت بالمال قد تصل إلى درجات عُليا في الجنة ؛ هذا عاونته، وهذا فرجت همه، وهذا دينته، وهذا المشروع ساهمت فيه، وهذا المستوصف ساهمت فيه، وجامع عمرت فيه، يعني شيء قوي، المال قوة، ما كان معك مال علم، تعلم وعلِّم، العلم قوة، وصلت لمنصب رفيع هذا المنصب قوة تعين الضعيف، لا تزهد فيه، قال:
﴿اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ (55)﴾
( سورة يوسف )
سيدنا يوسف، فالإنسان لا يكن متخلف، في الصف الأخير لا يؤثر، يجب أن تكون في الصف الأول في كل مجال.
(( احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز))
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mubark59@hotmail.com
بشرى مبارك




عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام

درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 17 Empty
مُساهمةموضوع: رد: درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام   درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 17 I_icon_minitimeالجمعة 5 ديسمبر - 16:09

[










15499
السيرة - هدي النبي صلى الله عليه وسلم - الدرس ( 37 - 48 ) : هديه في النهي عن ذي الوجهين.
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ: 1998-06-15


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، و الصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
الإنسان الصادق مع نفسه أقرب إلى الله من المنافق :
قال عليه الصلاة والسلام:
((تجدون الناس مَعادِنَ، خيارُهم في الجاهليَّة خِيارُهم في الإسلام إذا فَقُهُوا، وتجدون خيرَ النَّاسِ في هذا الشأن أشَدَّهُم له كراهية، حتى يقع فيه، وتجدون شرَّ الناس ذَا الوجهين، الذي يأتي هؤلاء بوجْه وهؤلاء بوجْه))
[أخرجه البخاري ومسلم عن أبي هريرة]
في هذا الحديث إشارة إلى أن الصادق مع نفسه أقرب إلى الله من ذي الوجهين, ذو الوجهين يدرك ما الذي يرضي الطرف الآخر فيأتي هذا بوجه, وهذا بوجه, هذا منافق, وهذا بعيد عن الدين, أما الصادق مع نفسه فقد يعادي الإسلام أشد عداوة, كسيدنا خالد مثلاً, حارب المسلمين في غزوتين, وانتصر في الثانية, لكنه حينما عرف الحقيقة كان أشد الناس ولاء للإسلام, أما الذي يُرضي هؤلاء, ويرضي هؤلاء, هذا الإرضاء للمسلمين, والإرضاء للمشركين معاً, هذا يُبعده عن الله عز وجل.
والآن النمط السائد أن الإنسان يرضي كل الأطراف, يعرف كل طرف ماذا يرضيه؟ فإن جلس مع الدينين دين, إن جلس مع العلمانيين علماني, إن جلس مع الإباحيين إباحي, إن جلس مع أصحاب المبادئ صاحب مبدأ, طبعاً هو ذكي, ذكاؤه يحمله على التلون, هذا التلون يسقطه من عين الله, مع أنه أرضى الناس جميعاً, ومن أرضى الناس جميعاً فهو منافق, قد يكون خصماً للمسلمين كبير, لكن قناعته أن الإسلام غير صحيح, فلما عرف الحقيقة صار أكبر موال للمسلمين, وهذا شأن أصحاب رسول الله.
قال له: "دخلت على محمد وما من رجل أبغض إليّ منه, وما من دين أبغض إليّ من دينه, وما من أرض أبغض إلي من أرضه, وخرجت من عنده وما من رجل أحبّ إليّ منه".
لا يوجد مانع أن يكون الإنسان صادقاً مع نفسه, فإذا عرف الحقيقة, أخذ الموقف الصحيح, الإنسان الصادق مع نفسه أقرب إلى الله من المنافق, ولو كان صدقه مع نفسه حمله على العداوة, هو صادق في عداوته, فلما عرف الحقيقة, صار من كبار المؤمنين.

من أرضى الناس جميعاً فهو منافق :
الإنسان عليه ألا يكون ملوناً, ألا يكون ذا وجهين, ألا يكون عنده قدرة على التلون عجيبة, مع هؤلاء ومع هؤلاء.
مرة حدثني شخص عن آخر قال لي: عجيب! عنده قدرة على التلون عجيبة, أينما جلس يكون موافقاً لمن يجلس معهم, طبعاً هذا نوع من الذكاء لكن ليس نوعاً أخلاقياً, ذكاء غير أخلاقي.
وكما قلت قبل قليل: من أرضى الناس جميعاً فهو منافق، بهذه الطريقة المجتمع ينهار؛ لأنه يوافق كل إنسان على خطئه, يوافقه على انحرافه, يوافقه على سوء عقيدته, يوافقه على معصيته, أما إذا كان هناك جرأة, و صراحة, و صدق مع الذات, فعندئذ الإنسان لا يوافق إلا على الصواب, فبهذه الطريقة يرقى المجتمع؛ ما دام هناك نفاق, ومراءاة, وكذب, و إرضاء للآخرين, بصرف النظر عن قناعة الإنسان, أكثر الناس يظنون هذا ذكاء، يرضي الناس كلهم؛ إن وجد في الجلسة أناس مشايخ, تجده يتحدث بالدين, المشايخ تحير, والله أخي ما شاء الله, كأنه فينا ومنا, إن كان في المجلس أناس علمانيون, يتحدث بالعلمانية, إن كان في الجلسة أناس شهوانيون, يذكر لك عن مغامراته, بأنه أكبر مغامر شهواني, التلون العجيب هذا يبعده عن الله عز وجل, هذا لا يهتدي, هذا إلهه مصلحته, إلهه المال, فيرضي الناس كلهم ليكسب مالهم, ويكسب بالغرب أصواتهم.
إذا كان هناك عدد كبير من الشاذين, يجب أن نكسب أصواتهم, إذاً: نعدهم أن نسمح لهم بدخول الجيش كما كان في أمريكا, فالعبارة أنني أنا أريد أصوات, فإذا انضم الشاذون إلي أنجح, إذاً: يدافع عن الشذوذ, هذا ما يفعله العالم اليوم, قضية أصوات, يرغبون بالأصوات؛ ولو كانت من منحرفين, ولو كانت من مجرمين.
يقول لك: صار هناك حجم كبير لهؤلاء, إذاً: لا بد من استرضائهم, هذا النموذج المعاصر نموذج مصلحي؛ مصلحته إلهه, المنصب إلهه, المال إلهه:
﴿أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ﴾
[سورة الجاثية الآية:23]
شر إله عُبد في الأرض الهوى, فإذا كان الإله هو الهوى, صار هناك مرونة فائقة, حتى أهل الدين, إذا كان توحيدهم ضعيفاً, ابحث عن شيء يرضي أهل الدنيا, يرضيهم بفتوى, بأسلوب, إذا تكلم يتكلم بما يرضي الأقوياء فقط, يبحث بالتاريخ الإسلامي عن شيء يدعمهم على حساب دينه, على حساب إخلاصه, على حساب معرفته بالله عز وجل, فهذا مرض خطير, مرض التلون؛ تسميه تلوناً, تسميه الشخصية ذات الوجهين, تسميه نفاقاً.
المنافق ذكي جداً ليس له خصم أبداً أما صاحب المبدأ الثابت فله خصوم كثر :
على كلٍّ؛ المنافق ذكي جداً, ليس له خصم أبداً, أينما جلس يُنغِّم, ويعزف على وتر يُرضي من حوله, يظن نفسه ذكياً, وهو عندئذ سقط من عين الله, لأنه كان منافقاً, ليس له لون, لون ثابت لا يوجد, مبدأ ثابت لا يوجد, أما صاحب المبدأ الثابت فله خصوم؛ هناك من يكرهه, هناك من يقدح فيه, هناك من يعاديه, هناك من يحاربه, لكن إذا شخص صاحب مبدأ لو حاربه خصومه هذا وسام شرف.
الآن يقول لك: رجل مبدأ, أما هناك رجل مصلحة, رجل مصلحة هو النمط السائد في العالم, والآن كل الحركات في أي مكان بالعالم, حتى السياسات العامة لأي دولة هدفها المصلحة, إذا أنا مصلحتي مع عدوي أصالحه, مصلحتي مع الشيطان أتبع الشيطان.
أجمل شيء بالإيمان وضوح الهوية :
الحديث الثاني:
(( قال ناس لابن عمر: إنا لَنَدْخُلُ إِلى سلطاننا وأمرائنا. فنقول لهم بخلاف ما نتكلم إِذا خرجنا من عندهم. فقال: كنا نعدّ هذا نفاقا على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-))
[ البخاري عن زيد بن عبد الله بن عمر]
الآن نحن دائماً تجد الجلسة يكون هناك شخص موجود, نثني عليه, يذهب، مباشرة يذمونه, والله هذا نفاق, والله هذا جبن أيضاً, نفاق وجبن, لا تستطيع أن تذمه فلا تمدحه, لا تستطيع أن تمدحه فلا تذمه, ابق باتجاه واحد.
إذا كان هناك شخص تتكلم في حضرته بكلام وتتكلم في غيبته بكلام فهذا نفاق.
أجمل شيء بالإيمان وضوح الهوية, بمدحه بوجهه, وبمدحه بغيابه, أو بذمه بغيابه, وبذمه بوجهه, أنا خصم شريف, الخصم الشريف محترم, أما لا تستطيع عليه في حضوره فتذمه في غيابه أمام الناس, ما الذي حصل؟ سقط.
كيف ينشأ الطفل على النفاق, يجد أباه مثلاً مدح شخصاً في وجهه, عندما ذهب ذمه, هو طفل, يجد مفترقاً, فصار عند الطفل هذا الإنسان جيد وسيئ في آن واحد, هذا غير معقول, فهذا النموذج يكرهه النبي عليه الصلاة والسلام.
قال:
(( ....كنا نعدّ هذا نفاقا على عهد رسول الله))
((وتجدون شر الناس ذا الوجهين؛ الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه))
[ البخاري ومسلم عن أبي هريرة]
أما خيار الناس فأشدهم لرسول الله كراهية حتى يقع فيه- أي يكرهه- أما إذا عرفه يحبه.
الصادق مع نفسه أقرب إلى الله عز وجل من المتلون :
الآن أنا أقول لكم: إنسان علماني, الأديان يرفضها كلياً, لكن يرفضها عن قناعة, أما هو فشهم, وأخلاقي, وواضح, هذا الإنسان العلماني الذي رفض الأديان كلها, وينطلق من موقف أخلاقي, هذا أقرب إلى التوبة, وإلى الصلح مع الله, من إنسان يتزيا بالدين, فإذا خلا إلى شياطينه, قال لهم:
﴿إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ﴾
[سورة البقرة الآية:14]
هذا أقرب, الذي له وجه واحد, ولو كان وجهه سلبي للدين, لكنه صادق مع نفسه, أقرب إلى الله, وﺇلى القيم من إنسان أرضى كل الأطراف.
المديح الكاذب نوع من أنواع النفاق :
محور هذا الدرس: هذا النموذج الذي ذمه النبي عليه الصلاة والسلام, الآن يسمونه نموذجاً مرناً, يسمونه مرناً, يسمونه لبقاً, عنده قدرة على استيعاب كل الاتجاهات, يسمونه عنده ذكاء اجتماعي, هذه كلها صفات مدح المنافقين, ذكاء اجتماعي مرن, مستوعب الأمور كلها, يرضي الأطراف جميعاً, قاسم مشترك للناس جميعاً, هذه صفة نفاق, أنت لك اتجاه واضح, لذلك لك خصم واضح بهذا الاتجاه, وهذا أساسه الكذب, تكلمت كلاماً لست قانعاً فيه هذا كذب, فإذا أنت عودت الناس تتكلم كلاماً غير صحيح الكلمة سقطت, لم يعد لها معنى.
مرة مدحني شخص في لقاء, والله أنا صدقته, وأكبرته, وشكرته, مرة جلست في جلسة ثانية, هناك شخص أعرفه سيئ جداً, مدحه أيضاً مدحاً شديداً, فاحتقرت مدحه لي, عندما مدح شخصاً سيئاً, وأثنى عليه, وأوهمه أنت إنسان عظيم, فأنا سقط عندي مدحه لي, هذا سياسته المديح, والنبي قال:
(( إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب ))
[ أخرجه الطبراني عن عطاء بن أبي رباح ]
والمديح إذا ازداد يُوهم الممدوح أنه صالح, لذلك نوع من أنواع النفاق هو المديح الكاذب.
ومن مدحك بما ليس فيك فإنه يذمك.
والحمد لله رب العالمين
[/color][/b][/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mubark59@hotmail.com
بشرى مبارك




عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام

درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 17 Empty
مُساهمةموضوع: رد: درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام   درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 17 I_icon_minitimeالإثنين 15 ديسمبر - 17:07


الدرس ليوم الاثنين 23 صفر 1435 هجرية الموافق 15 ديسمبر 2014 والدرس عن الحديث من مسجد الوم رووك بيرمنجهام والشيخ عبدالمجيد الباكستانى وموضوع الحديث اياكم ومحقرات الذنوب فإلى الحديث وشرحه .
ما معنى محقرات الذنوب؟ وتفسير الحديث الخاص بها؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد روى الإمام أحمد عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إياكم ومحقرات الذنوب، فإنما مثل محقرات الذنوب كمثل قوم نزلوا بطن وادٍ فجاء ذا بعودٍ وذا بعودٍ، حتى جمعوا ما أنضجوا به خبزهم، وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه. ، قال الحافظ في الفتح: سنده حسن ونحوه عند أحمد والطبراني من حديث ابن مسعود وعند النسائي وابن ماجه عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: يا عائشة إياك ومحقرات الذنوب فإن لها من الله طالباً. ، وصححه ابن حبان.
ومحقرات الذنوب هي ما لا يبالي المرء به من الذنوب كما قال السندي في شرحه على ابن ماجه، وقال المناوي: محقرات الذنوب أي صغارها، لأن صغارها أسباب تؤدي إلى ارتكاب كبارها.. قال الغزالي: صغائر المعاصي يجر بعضها إلى بعض حتى تفوت أهل السعادة بهدم أصل الإيمان عند الخاتمة... انتهى.
وقال المناوي في شرحه المثل المضروب في الحديث: يعني أن الصغائر إذا اجتمعت ولم تكفر أهلكت، ولم يذكر الكبائر لندرة وقوعها من الصدر الأول وشدة تحرزهم عنها، فأنذرهم مما قد لا يكترثون به، وقال الغزالي: تصير الصغيرة كبيرة بأسباب منها الاستصغار والإصرار، فإن الذنب كلما استعظمه العبد صغر عند الله، وكلما استصغره عظم عند الله.... انتهى.
والله أعلم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mubark59@hotmail.com
بشرى مبارك




عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام

درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 17 Empty
مُساهمةموضوع: رد: درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام   درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 17 I_icon_minitimeالخميس 25 ديسمبر - 17:19

درس اليوم الخميس 3 رجب 1436 هجرية الموافق 25 ديسمبر 2014م من مسجد الوم رووك بيرمنجهام والشيخ عبدالمجيد الباكستانى وقد أختار حديث يتناسب مع احداث هذه الايام من إحتفالات بالكريسمس وغيره والحديث أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه كان يحمل نسخة من التوراة فرآه النبى فتغيير وجهه وقال له يا عمر لو أن موسى حياً لما وسعه إلا إتباعى فإلى الحديث وشرحه .
الحديث للشيخ بن عثيميين رحمة الله .
الإسلام هو الدين الحق وما سواه من الأديان باطل
الحمد لله الذي ارتضى لأمة محمد صلى الله عليه وسلم دين الإسلام، وجعل شريعة محمد صلى الله عليه وسلم خاتمة الشرائع وأكملها، وأرسل بها أفضل خلقه محمداً صلى الله عليه وسلم وبعد:
فقد اطلعت على ما نشر في جريدة اليوم العدد (4080)، وتاريخ 12/8/1404هـ الصفحة الأخيرة تحت عنوان "معبد غريب للسيخ في الإمارات" نقلاً عن وكالة أنباء الخليج.
وقد جاء في ذلك الخبر ما يلي: (ووصف أحد علماء المسلمين في دبي هو الدكتور محمود إبراهيم الديك هذا المعبد بأنه يشكل خطراً كبيراً على المسلمين وينبغي إزالته، وقال: إن الديانات المسموح بها في الإمارات هي التي لها كتاب سماوي فقط، أما ما عدا ذلك فهي معتقدات كافرة ينبغي إزالة معابدها ومنعها من ممارسة طقوسها حتى لا تؤثر على المسلمين في هذه الأرض) انتهى كلامه.
ومن يقرأ كلام الدكتور محمود الديك هذا يدرك منه أمرين:
أحدهما: أن اليهودية والنصرانية مسموح بهما في الأمارات سواء الانتماء إليهما أو إقامة معابد لهما، أو مزاولة كافة طقوسهما. ومعنى ذلك أن التبشير النصراني علني ومسموح له رسمياً هناك وهذا أمر خطير.
والأمر الثاني: وهو أخطر من الأول: الحكم ضمناً من واقع كلام هذا المتحدث بأن الديانات السماوية كاليهودية والنصرانية ليست كافرة، وبالتالي فإنه إذا كان الأمر كذلك يجوز الدخول فيهما والانتماء إليهما، والدعوة إليهما، والتبشير بهما. ولن أتعرض لمعبد السيخ هذا؛ لأن الخبر جاء فيه بأن الشيخ عبد الجبار الماجد مدير أوقاف دبي قال: بأن البلدية سوف تزيل هذا المعبد فجزاه الله خيراً؛ لأن وجود هذا المعبد يتضمن الدعوة إلى عبادة الأوثان التي يجب إنكارها.
أما كلام الدكتور محمود الديك فمعلوم ما فيه من بطلان وغلط، فإن الدين الإسلامي هو الدين الصحيح المطلوب من أهل الأرض، قال الله تعالى: وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ[1]، وقال تعالى: إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ * فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ[2] هذا وقد وصف الله سبحانه وتعالى اليهود والنصارى بالكفر لما قالوه عن الله، وبما حرفوه وغيروه في كتبهم، وتجاوزهم الحد في القول والعمل تبعاً لما تصف ألسنتهم، وتستهوي نفوسهم قاتلهم الله أنى يؤفكون، قال الله تعالى: لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا[3]، وقال تعالى لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ * لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ[4]، وقال تعالى: وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ * اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لا إِلَهَ إِلا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ[5]، والآيات الكريمات في هذا المعنى كثيرة، مما يعلم معه بأن الديانة اليهودية والديانة النصرانية قد نسختا بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم، وأن ما فيهما من حق أثبته الإسلام، وما فيهما من باطل هو مما حرفه القوم وبدلوه حسب أهوائهم؛ ليشتروا به ثمناً قليلاً فبئس ما يشترون.
فدين الإسلام هو الدين الصحيح المطلوب من أهل الأرض، وهو الدين الذي بشر به جميع الأنبياء.
روى النسائي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى في يد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ورقة من التوراة فقال: ((أمتهوكون يا ابن الخطاب؟ لقد جئتكم بها بيضاء نقية، لو كان موسى حيا واتبعتموه وتركتموني ضللتم))، وفي رواية: ((لو كان موسى حياً ما وسعه إلا اتباعي، فقال عمر: رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد نبياً)).
وكما أن عيسى عليه السلام جاء مجدداً لديانة موسى وليحل لهم بعض ما حرم عليهم، كما في قوله تعالى: وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ[6]. فإنه كذلك سينزل في آخر الزمان ليجدد رسالة محمد صلى الله عليه وسلم: ((يوشك أن ينزل فيكم ابن مريم حكماً مقسطاً فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية)) رواه مسلم، قال النووي في شرحه: (قوله: يضع الجزية،، أي لا يقبل إلا الإسلام أو السيف) أ.هـ.
وعندما يرى هذه الآية أهل الأرض فعند ذلك يرجع لدين الإسلام من هدى الله قلبه، ويدخل فيه من أنار الله بصيرته من اليهود والنصارى، فيؤمن بعيسى بعدما ظهرت أمامه الآيات الساطعات التي تتجلى فيها أنوار الحق الواضحة، والإيمان بعيسى عليه السلام في ذلك الوقت تصديق برسالة محمد صلى الله عليه وسلم، وبالدين الذي جاء به من عند ربه وهو الإسلام، حيث ينكشف الكذب، ويظهر الزيف الذي أدخله الأحبار والرهبان على الديانة النصرانية واليهودية؛ ليضلوا الناس، ويلبسوا عليهم دينهم.
قال الله تعالى في قصة عيسى عليه السلام مع أهل الكتاب الذين قالوا بأنهم قتلوه موضحاً كذبهم، وأن منهم من سوف يؤمن بعيسى عليه السلام قبل موته؛ لأن الموت حق على جميع البشر في هذه الحياة الدنيا: بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا * وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا[7].
وهذا الموقف الذي أبانه القرآن الكريم جاء بعد أن وصفهم بالكفر في آية قبلها وهي قوله تعالى: وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا * وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ[8].
وفي عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد أن وضحت شريعة الإسلام لأهل الأرض دخل من أنار الله بصيرته من اليهود والنصارى في الإسلام بعدما عرف الحق، وتبرأ من الاعتقادات التي تناقض شرع الله الذي شرع لعباده، وهي الوحدانية لله جل وعلا، وعدم الإشراك معه في العبادة والاعتقاد.
ودين الإسلام هو الدين الذي ارتضاه الله لأنبيائه منذ الأزل، قال الله تعالى: إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ[9]، وقال تعالى: وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ * إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ * وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ[10].
ودين الإسلام هو الطريق المستقيم الموصل إلى الله، كما ورد في تفسير سورة الفاتحة، فإن العبد يدعو ربه بأن يهديه إلى الصراط المستقيم، وأن يبعده عن طريق المغضوب عليهم وهم اليهود الذين عصوا الله عن علم ومعرفة، وطريق الضالين وهم النصارى الذين يعبدون الله على جهل وضلال.
ومما ذكرناه يتضح أن الطريق إلى الله واحد وهو دين الإسلام، وهو الذي بعث الله به نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم كما بعث جميع الرسل، وإن جميع ما خالفه من يهودية أو نصرانية أو مجوسية أو وثنية أو غير ذلك من نحل الكفر كله باطل، وليس طريقاً إلى الله، ولا يوصل إلى جنته، وإنما يوصل إلى غضبه وعذابه، كما قال تعالى: وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ[11].
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار)) رواه الإمام مسلم في صحيحه.
والله المسئول أن يمنحنا وجميع المسلمين الفقه في الدين والثبات عليه، وأن يصلح قلوبنا وأعمالنا، وأن يهدينا جميعاً الصراط المستقيم، وأن يجنبنا طريق المغضوب عليهم والضالين، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mubark59@hotmail.com
بشرى مبارك




عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام

درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 17 Empty
مُساهمةموضوع: رد: درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام   درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 17 I_icon_minitimeالسبت 17 يناير - 1:34


ما معنى الحديث الشريف: من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه.؟

الفتوى

الدرس اليومى بعد صلاة الفجر من بيرمنجهام اليوم الجمعة 25 ربيع أول 1436 هجرية الموافق 16 يناير 2015م وكان الحديث عن ( من حسن إسلام المرء تركة ما لا يعنية ) ورغم أن الحديث قد ورد قبل عام وقمت بشرحه فى ذلك الوقت إلا أننى لا مانع أن أكرر طالما فى التكرار إفاده وطالما أن الامر جديد على صفحة أبناء السقاى البتلاب على الفيس بووك وجديد على صفحات أخر هنا وهناك .
والان أترككم ما توصلت له فى بحث قوقل عن الحديث .


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فننقل لك فيما سألت عنه ما ورد في تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي، للمباركفوري حيث يقول: قال ابن رجب الحنبلي في كتاب جامع العلوم والحكم في شرح هذا الحديث ما لفظه: معنى هذا الحديث أن من حسن إسلامه تركه ما لا يعنيه من قول وفعل، واقتصاره على ما يعنيه من الأقوال والأفعال. ومعنى يعنيه أنه يتعلق عنايته به ويكون من مقصده ومطلوبه، والعناية شدة الاهتمام بالشيء، يقال: عناه يعنيه إذا اهتم به وطلبه، وإذا حسن الإسلام اقتضى ترك ما لا يعني كله من المحرمات والمشتبهات والمكروهات وفضول المباحات التي لا يحتاج إليها، فإن هذا كله لا يعنيه المسلم إذا كمل إسلامه. انتهى مختصراً.

قال القارئ في معنى تركه ما لا يعنيه: أي ما لا يهمه ولا يليق به قولا وفعلا ونظراً وفكرا. وقال: وحقيقة ما لا يعنيه ما لا يحتاج إليه في ضرورة دينه ودنياه، ولا ينفعه في مرضاة مولاه بأن يكون عيشه بدونه ممكنا، وهو في استقامة حاله بغيره متمكنا، وذلك يشمل الأفعال الزائدة والأقوال الفاضلة.

قال الغزالي: وحد ما يعنيك أن تتكلم بكل ما لو سكت عنه لم تأثم ولم تتضرر في حال ولا مآل، ومثاله: أن تجلس مع قوم فتحكي معهم أسفارك وما رأيت فيها من جبال وأنهار، وما وقع لك من الوقائع، وما استحسنته من الأطعمة والثياب، وما تعجبت منه من مشايخ البلاد ووقائعهم، فهذه أمور لو سكت عنها لم تأثم ولم تتضرر، وإذا بالغت في الاجتهاد حتى لم يمتزج بحكايتك زيادة ولا نقصان ولا تزكية نفس من حيث التفاخر بمشاهدة الأحوال العظيمة ولا اغتياب لشخص ولا مذمة لشيء مما خلقه الله تعالى، فأنت مع ذلك كله مضيع زمانك، ومحاسب على عمل لسانك، إذ تستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير، لأنك لو صرفت زمان الكلام في الذكر والفكر ربما ينفتح لك من نفحات رحمة الله تعالى ما يعظم جدواه، ولو سبحت الله بنى لك بها قصراً في الجنة. وهذا على فرض السلامة من الوقوع في كلام المعصية، وأن لا تسلم من الآفات التي ذكرناها. انتهى.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mubark59@hotmail.com
بشرى مبارك




عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام

درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 17 Empty
مُساهمةموضوع: رد: درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام   درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 17 I_icon_minitimeالإثنين 19 يناير - 17:32


نواصل الاخوات والاخوان الكرام المتابعين للدرس اليومى اليوم الاثنين28 ربيع الاول 1436 هجرية الموافق 19 يناير 2015م من مسجد ( الوم رووك بيرمنجهام ) والشيخ عبدالمجيد الباكستانى وكان الدرس فى الحديث عن حديث جرير بن عبدالله رضى الله عنه قال : بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح للمسلمين . والان الى تفاصيل وشرح الحديث بالبحث فى قوقل .
٨٤ - عن جرير بن عبدالله - رضي الله عنه - قال: بايعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم؛ متفق عليه.
ﻫﺬﻩ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺷﻴﺎﺀ: ﺣﻖ ﻣﺤﺾ ﻟﻠﻪ، ﻭﺣﻖ ﻟﻶ‌ﺩﻣﻲ ﻣﺤﺾ، ﻭﺣﻖ ﻣﺸﺘﺮﻙ؛ ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺤﻖ ﺍﻟﻤﺤﺾ ﻟﻠﻪ، ﻓﻬﻮ ﻗﻮﻟﻪ: "ﺇﻗﺎﻡ ﺍﻟﺼﻼﺓ"، ﻭﻣﻌﻨﻰ ﺇﻗﺎﻡ ﺍﻟﺼﻼﺓ: ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﻬﺎ الإﻧﺴﺎﻥ ﻣﺴﺘﻘﻴﻤًﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ، ﻓﻴﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﻭﻗﺎﺗﻬﺎ، ﻭﻳﻘﻮﻡ ﺑﺄﺭﻛﺎﻧﻬﺎ ﻭﻭﺍﺟﺒﺎﺗﻬﺎ ﻭﺷﺮﻭﻃﻬﺎ، ﻭﻳﺘﻤﻢ ﺫﻟﻚ ﺑﻤﺴﺘﺤﺒﺎﺗﻬﺎ، ﻭﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺮﺟﺎﻝ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻣﻊ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ، ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺼﻼﺓ، ﻭﻣﻦ ﺗﺨﻠﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺑﻼ ﻋﺬﺭ ﻓﻬﻮ ﺁﺛﻢ، ﺑﻞ ﻫﻮ عند ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ؛ ﻛﺸﻴﺦ الإﺳﻼﻡ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ - ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ - ﺇﺫﺍ ﺻﻠﻰ ﺑﺪﻭﻥ ﻋﺬﺭ ﻣﻊ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ؛ ﻓﺼﻼﺗﻪ ﺑﺎﻃﻠﺔ ﻣﺮﺩﻭﺩﺓ ﻋﻠﻴﻪ، لا ﺗﻘﺒﻞ ﻣﻨﻪ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺼﺢ ﻣﻊ الإﺛﻢ، ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﺮﺍﺟﺢ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭ ﻣﻦ ﻣﺬﻫﺐ الإﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻠﻴﻪ ﺟﻤﻬﻮﺭ ﻣﻦ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺑﻮﺟﻮﺏ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ.
ﻭﻣﻦ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺍﻟﺨﺸﻮﻉ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﺍﻟﺨﺸﻮﻉ ﻫﻮ ﺣﻀﻮﺭ ﺍﻟﻘﻠﺐ، ﻭﺗﺄﻣﻠﻪ ﺑﻤﺎ ﻳﻘﻮﻟﻪ ﺍﻟﻤﺼﻠﻲ، ﻭﻣﺎ ﻳﻔﻌﻠﻪ، ﻭﻫﻮ ﺃﻣﺮ ﻣﻬﻢ؛ لأﻥ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺑﻼ ﺧﺸﻮﻉ ﻛﺎﻟﺠﺴﺪ ﺑﻼ ﺭﻭﺡ، ﻓﺄﻧﺖ ﺇﺫﺍ ﺻﻠﻴﺖ ﻭﻗﻠﺒﻚ ﻳﺪﻭﺭ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻭﺍﺩ؛ ﻓﺈﻧﻚ ﺗﺼﻠﻲ ﺣﺮﻛﺎﺕ ﺑﺪﻧﻴﺔ ﻓﻘﻂ، ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻗﻠﺒﻚ ﺣﺎضرًا ﺗﺸﻌﺮ ﻛﺄﻧﻚ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ ﺍﻟﻠﻪ - ﻋﺰ ﻭﺟﻞ - ﺗﻨﺎﺟﻴﻪ ﺑﻜﻼﻣﻪ، ﻭﺗﺘﻘﺮﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺬﻛﺮﻩ ﻭﺩﻋﺎﺋﻪ؛ ﻓﻬﺬﺍ ﻫﻮ ﻟﺐ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺭﻭﺣﻬﺎ.
ﻭﺃﻣﺎ ﻗﻮﻟﻪ: "ﺇﻳﺘﺎﺀ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ"؛ ﻳﻌﻨﻲ: إعطاءها ﻟﻤﺴﺘﺤﻘﻬﺎ، ﻭﻫﺬﻩ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﻴﻦ ﺣﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﻖ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ، ﺃﻣﺎ ﻛﻮﻧﻬﺎ حقًّا ﻟﻠﻪ؛ ﻓﻸ‌ﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ، ﻭﺟﻌﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﺭﻛﺎﻥ الإﺳﻼﻡ، ﻭﺃﻣﺎ ﻛﻮﻧﻬﺎ حقًّا ﻟﻶ‌ﺩﻣﻲ، ﻓﻠﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﻀﺎﺀ ﺣﻮﺍﺋﺞ ﺍﻟﻤﺤﺘﺎﺟﻴﻦ، ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ.
ﻭﺃﻣﺎ ﻗﻮﻟﻪ: "ﺍﻟﻨﺼﺢ ﻟﻜﻞ ﻣﺴﻠﻢ"؛ ﺃﻱ: ﺃﻥ ﻳﻨﺼﺢ ﻟﻜﻞ ﻣﺴﻠﻢ ﻗﺮﻳﺐ ﺃﻭ ﺑﻌﻴﺪ، ﺻﻐﻴﺮ ﺃﻭ ﻛﺒﻴﺮ، ﺫﻛﺮ ﺃﻭ ﺃﻧﺜﻰ، ﻭﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﻨﺼﺢ ﻟﻜﻞ ﻣﺴﻠﻢ ﻫﻲ ﻛﻤﺎ ﺫﻛﺮﻩ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﻧﺲ ﺑﻌﺪ: ((لا ﻳﺆﻣﻦ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺣﺘﻰ ﻳﺤﺐ لأﺧﻴﻪ ﻣﺎ ﻳﺤﺐ ﻟﻨﻔﺴﻪ))، ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺍﻟﻨﺼﻴﺤﺔ؛ ﺃﻥ ﺗﺤﺐ ﻹ‌ﺧﻮﺍﻧﻚ ﻣﺎ ﺗﺤﺐ ﻟﻨﻔﺴﻚ؛ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺴﺮﻙ ﻣﺎ ﻳﺴﺮﻫﻢ، ﻭﻳﺴﻮؤﻙ ﻣﺎ ﻳﺴﻮؤﻫﻢ، ﻭﺗﻌﺎﻣﻠﻬﻢ ﺑﻤﺎ ﺗﺤﺐ ﺃﻥ ﻳﻌﺎﻣﻠﻮﻙ ﺑﻪ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻭﺍﺳﻊ ﻛﺒﻴﺮ جدًّا.
ﻓﻨﻔﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ - الإﻳﻤﺎﻥ ﻋﻤﻦ لا ﻳﺤﺐ لأﺧﻴﻪ ﻣﺎ ﻳﺤﺐ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ، ﻭﻧﻔﻲ الإﻳﻤﺎﻥ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ: ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺑﻪ ﻧﻔﻲ الإﻳﻤﺎﻥ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ؛ ﻳﻌﻨﻲ: لا ﻳﻜﻤﻞ ﺇﻳﻤﺎﻧﻚ ﺣﺘﻰ ﺗﺤﺐ لأﺧﻴﻚ ﻣﺎ ﺗﺤﺐ ﻟﻨﻔﺴﻚ، ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺍﻧﺘﻔﺎﺀ الإﻳﻤﺎﻥ ﺑﺎﻟﻜﻠﻴﺔ.
ﻭﻳﺬﻛﺮ ﺃﻥ ﺟﺮﻳﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺒﺠﻠﻲ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﺣﻴﻦ ﺑﺎﻳﻊ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ - ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺼﺢ ﻟﻜﻞ ﻣﺴﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﺍﺷﺘﺮﻯ ﻓﺮﺳًﺎ ﻣﻦ ﺷﺨﺺ ﺑﺪﺭﺍﻫﻢ، ﻓﻠﻤﺎ ﺍﺷﺘﺮﺍﻩ ﻭﺫﻫﺐ ﺑﻪ ﻭﺟﺪ ﺃﻧﻪ ﻳﺴﺎﻭﻱ ﺃﻛﺜﺮ، ﻓﺮﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺎﺋﻊ، ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ: ﺇﻥ ﻓﺮﺳﻚ ﻳﺴﺎﻭﻱ ﺃﻛﺜﺮ ﻓﺄﻋﻄﺎﻩ ﻣﺎ ﻳﺮﻯ ﺃﻧﻬﺎ ﻗﻴﻤﺘﻪ، ﻓﺎﻧﺼﺮﻑ ﻭﺟﺮﺏ ﺍﻟﻔﺮﺱ ﻓﺈﺫﺍ ﺑﻪ ﻳﺠﺪﻩ ﻳﺴﺎﻭﻱ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﺃﻋﻄﺎﻩ ﺃﺧﻴﺮًﺍ، ﻓﺮﺟﻊ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ: ﺇﻥ ﻓﺮﺳﻚ ﻳﺴﺎﻭﻱ ﺃﻛﺜﺮ ﻓﺄﻋﻄﺎﻩ ﻣﺎ ﻳﺮﻯ ﺃﻧﻬﺎ ﻗﻴﻤﺘﻪ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻣﺮﺓ ﺛﺎﻟﺜﺔ، ﺣﺘﻰ ﺑﻠﻎ ﻣﻦ ﻣﺎﺋﺘﻲ ﺩﺭﻫﻢ ﺇﻟﻰ ﺛﻤﺎﻧﻣﺎﺋﺔ ﺩﺭﻫﻢ؛ لأﻧﻪ ﺑﺎﻳﻊ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ - صلى الله عليه وسلم - ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺼﺢ ﻟﻜﻞ ﻣﺴﻠﻢ، ﻭﺇﺫﺍ ﺑﺎﻳﻊ ﺍﻟﻨﺒﻲ - صلى الله عليه وسلم - ﺃحدًا ﻋﻠﻰ ﺷﻲﺀ لا ﻳﺨﺘﺺ ﺑﻪ؛ ﻓﻬﻮ ﻋﺎﻡ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻛﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﺒﺎﻳﻌﻮﻥ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ - ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺼﺢ ﻟﻜﻞ ﻣﺴﻠﻢ، ﺑﻞ ﻋﻠﻰ ﺇﻗﺎﻡ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺇﻳﺘﺎﺀ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ، ﻭﺇﺳﺪﺍﺀ ﺍﻟﻨﺼﺢ ﻟﻜﻞ ﻣﺴﻠﻢ.
ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﻳﻌﺔ ﻫﻨﺎ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻤﻌﺎﻫﺪﺓ؛ لأﻥ ﺍﻟﻤﺒﺎﻳﻌﺔ ﺗﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻴﻊ ﻭﺍﻟﺸﺮﺍﺀ، ﻭﺗﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﺎﻫﺪﺓ؛ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ - ﺗﻌﺎﻟﻰ -: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ ﴾ [الفتح: 10]، ﻭﺳﻤﻴﺖ ﻣﺒﺎﻳﻌﺔ؛ لأﻥ كلاًّ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﻳﻌﻴﻦ ﻳﻤﺪ ﺑﺎﻋﻪ ﺇﻟﻰ الآﺧﺮ - ﻳﻌﻨﻲ: ﻳﺪﻩ - ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺃﻥ ﻳﻤﺴﻚ ﺑﻴﺪ الآﺧﺮ، ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺑﺎﻳﻌﺘﻚ ﻋﻠﻰ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬا، والله أعلم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mubark59@hotmail.com
بشرى مبارك




عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام

درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 17 Empty
مُساهمةموضوع: رد: درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام   درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 17 I_icon_minitimeالجمعة 23 يناير - 16:38

Just now
الدرس اليوم الجمعة3 ربيع الثانى 1436 هجرية الموافق 23 يناير 2015م من مسجد الوم رووك بيرمنجهام والشيخ عبدالمجيد الباكستانى والحديث كان عن ( كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع ) وقد ضرب الشيخ عبدالمجيد مثلاً بالدعاية على الاعلام التى أنتشرت بعد أحداث فرنسا من الميديا الانجليزية أن بيرمنجهام مدينة إسلامية لا يمكن لغير المسلم العيش فيها !! وهذا كذب وإفتراء سوف أفرد له مقال طويل إن شاء الله بالاثنين القادم خاصه أن القناة الرابعة الانجليزية قد أجرت إستطلاع للرآى وسط شريحة من الطالبات فى كلية كادبرى بيرمنجهام وكان من ضمنهم بنتى إسلام بشرى مبارك والتى نفت هذا الادعاء وبقوه !!لم أتابع وكنت فى العمل ولكن الدكتورة بدرية الباقر تابعت الحوار وإسلام بعد عودتها أكدت المعلومه ولم تكن تعرف أن الموضوع تم نشره على وسائل الاعلام . الآن الى الحديث وشرحه :
شرح حديث: كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع [صححه الألباني]
..
يعني أن الإنسان إذا صار يحدث بكل ما سمع من غير تثبت وتأن، فإنه يكون عرضة للكذب، وهذا هو الواقع
ولهذا يجيء إليك بعض الناس يقولون: صار كذا وكذا،
ثم إذا بحثت وجدت أنه لم يكن،
أو يأتي إليك ويقول: قال فلان كذا وكذا،
فإذا بحثت وجدته لم يقل،
وأعظم شيء أن يكون هذا فيما يتعلق بحكم الله وشريعته بأن يكذب على الله
فيقول في القرآن برأيه ويفسر القرآن بغير ما أراد الله
أو يكذب على النبي صلى الله عليه وسلم يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم كذا . وهو كاذب، أو ينقل حديثا يرى أنه كذب وهو لم يكذبه ولكن يقول: قال فلان كذا وكذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يرى أنه كذب فإنه يكون أحد الكاذبين كما بين ذلك النبي صلى الله عليه وسلم
ويزداد إثم التقول إذا تشبع الإنسان بما لم يعط،
كما في حديث المرأة أنها يكون لها ضرة يعني زوجة أخرى مع زوجها فتقول إن زوجي أعطاني كذا وأعطاني كذا وهي كاذبة، لكن تريد أن تراغم ( تغيظ ) ضرتها وتفسدها على زوجها، فهذا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور أي كذب .
والله أعلم
الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
شرح رياض الصالحين - باب الحث على التثبت فيما يقوله ويحكيه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mubark59@hotmail.com
بشرى مبارك




عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام

درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 17 Empty
مُساهمةموضوع: رد: درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام   درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 17 I_icon_minitimeالإثنين 26 يناير - 18:06

الاخوات والاخوان الكرام المتابعين للدرس اليومى بعد صلاة الفجر والشيخ عبدالمجيد الباكستانى من بيرمنجهام أحييكم اليوم الاثنين 6 6 ربيع الثانى الموافق 26 يناير 2015 وقد تناول الحديث اليوم ( إن أبغض الحلال عند الله الطلاق ) فى بحثى عن شرح الحديث وجدت ولأول مره شرح للشيخ العلامة المعاصر والمعروف الداعية الشيخ يوسف القرضاوى ورأيت أن أقدمه لكم والآن الى شرح الشيخ يوسف القرضاوى لهذا الحديث ، لا أنسى أن أطلب منكم الترحم على زوجة وملينا ودفعتنا فى الشرطة الاخ الوائد شرطة معاش عبدالواحد جابر صابون التى توفيت اليوم بالشقلة بالحاج يوسف ، اللهم أغفر لها وأرحمها وأجعل البركة فى ذريتها .





مكتبة القرضاوي
حديث (أبغض الحلال إلى الله الطلاق)

س: يعتمد الكتاب الإسلاميون المعاصرون في حديثهم عن الطلاق، وموقف الإسلام منه، على الحديث المشهور (أبغض الحلال إلى الله الطلاق) ولكني قرأت لبعض العلماء المشتغلين بعلم الحديث، ما يفيد تضعيف الحديث المذكور. فهل لديكم أسانيد أخرى لتنفير الإسلام من الطلاق، وخصوصا أنكم استندتم في بعض كتبكم إلى هذا الحديث أيضا؟

ج: عما أثاره الأخ السائل يتضمن عدة نقاط:
1. تصحيح الحديث المذكور ثبوتا ودلالة.
2. بيان ما يعضده من أدلة أخرى من الكتاب والسنة تنفر من الطلاق.
3. بيان ما يؤيده من قواعد الشرع.
أولا: حديث (أبغض الحلال إلى الله الطلاق)
رواه أبو داود وابن ماجه والحاكم من حديث محارب بن دثار عن ابن عمر مرفوعا.
ورواه أبو داود والبيهقي مرسلا -ليس فيه ابن عمر- ورجح أبو حاتم والدارقطني في العلل والبيهقي المرسل.
وأورده ابن الجوزي في "العلل المتناهية" بإسناد ابن ماجه، وضعفه بعبيد الله بن الوليد الوصافي وهو ضعيف.
قال الحافظ ابن حجر في التلخيص: ولكنه لم ينفرد به، فقد تابعه معروف بن واصل، إلا أن المنفرد عنه بوصله محمد بن خالد الوهبي.أهـ
أقول: ومحمد بن خالد: قال الآجري عن أبي داود لا بأس به، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الدارقطني: ثقة. كذا في تهذيب التهذيب جـ9، ص143.
وأخرجه الحاكم من طريق محمد بن عثمان بن أبي شيبة موصولا بلفظ: (ما أحل الله شيئا أبغض إليه من الطلاق) ثم قال: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي، وزاد بأنه على شرط مسلم (المستدرك وتلخيصه جـ2، ص196).
قال ابن التركماني: فهذا يقتضي ترجيح الوصل، لأنه زيادة، وقد جاء من وجوه (ولهذا رمز السيوطي في الجامع الصغير إلى الحديث بالصحة، واعترضه المناوي في "الفيض" بما ذكره ابن حجر) (الجوهر النقي مع السنن الكبرى جـ7، ص222، 223).
ولكن إن نزل الحديث عن درجة الصحة، فلن ينزل عن درجة الحسن.
ومن الناس من ضعف هذا الحديث من جهة معناه، فقد قال: كيف يكون حلالا ومبغوضا عند الله؟ فهذا تناقض يدل على ضعف الحديث.
وأجاب بعضهم: بأن الحديث يدل على أن الحلال ينقسم إلى ما هو محبوب ومبغوض بحسب ما يعرض له، فليس كل حلال محبوبا.
وقال الخطابي في معالم السنن: معنى الكراهية فيه ينصرف إلى السبب الجالب للطلاق، وهو سوء العشرة، وقلة الموافقة الداعية إلى الطلاق، لا إلى نفس الطلاق.
وقد يقال: الطلاق حلال لذاته، والأبغضية لما يترتب عليه من انجرار إلى المعصية.
ثانيا: إن القرآن الكريم رغب في إمساك الزوجة المكروهة من زوجها، والصبر عليها، إبقاء على الأسرة، وحرصا على استمرارها. قال تعالى: (وعاشروهن بالمعروف، فإن كرهتموهن، فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا).النساء:19
فأما الزوجة المطيعة الموافقة، فلا وجه لإيذائها بالفرقة، وإيحاشها بالطلاق، مع عدم الحاجة إليه، إلا أن يكون ضربا من البغي عليها، ولا سيما إذا كانت ذات أولاد منه. وقد قال تعالى في شأن الناشزات من الزوجات: (فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا)النساء:34.
فإذا كان البغي منهيا عنه، ولو على المرأة الناشز مادامت قد عادت إلى حظيرة الطاعة والموافقة، فكيف بالنساء الصالحات القانتات الحافظات للغيب بما حفظ الله؟!
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية:
إن الأصل في الطلاق الحظر، وإنما أبيح منه قدر الحاجة كما ثبت في الصحيح عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم: (إن إبليس ينصب عرشه على البحر، ويبعث سراياه، فأقربهم إليه منزلة أعظمهم فتنة، فيأتيه الشيطان فيقول: مازلت به حتى فرقت بينه وبين امرأته، فيدنيه منه، ويقول: أنت أنت! ويلتزمه!).
وقد قال تعالى في ذم السحر: (فيتعلمون منها ما يفرقون به بين المرء وزوجه)البقرة:102.
وفي السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن المختلعات هن المنافقات).
وفي السنن أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (أيما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير ما بأس، فحرام عليها رائحة الجنة).
ولهذا لم يبح إلا ثلاث مرات، وحرمت عليه المرأة بعد الثالثة، حتى تنكح زوجا غيره.
"إذا كان إنما أبيح للحاجة، فالحاجة تندفع بواحدة، فما زاد فهو باق على الحظر"(مجموع فتوى شيخ الإسلام ابن تيمية ج33 ص81).
ثالثا: ومن ناحية الأصول والقواعد الشرعية:
1. نجد أن الطلاق، كما قال صاحب "الهداية" من الحنفية: قاطع للنكاح الذي تعلقت به المصالح الدينية والدنيوية(أنظر: رد المختار ج2 ص572 ط.استانبول.).
2. وأنه -كما نقل صاحب "المغنى" من الحنابلة- ضرر بالزوج وبالزوجة، وإعدام للمصلحة الحاصلة لهما، من غير حاجة إليه، فكان حراما كإتلاف المال، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا ضرر ولا ضرار)(المغني لابن قدامة ج7 ص77 والحديث رواه ابن ماجة والدارقطني، وهو صحيح بمجموع طرقه.).
3. إنه كما ذكر ابن عابدين من متأخري الحنفية -إذا كان بلا سبب أصلا، لم يكن فيه حاجة إلى الخلاص، بل يكون حمقا وسفاهة رأي، ومجرد كفران بالنعمة، وإخلاص الإيذاء بها (بالمرأة) وبأهلها وأولادها… فحيث تجرد عن الحاجة المبيحة له شرعا، يبقى على أصله من الحظر. ولهذا قال تعالى: (فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا) أي لا تطلبوا الفراق(رد المختار السابق).
وبهذا يتضح لنا: أن الحديث صالح للاستدلال به، تعضده الأدلة من القرآن والسنة، كما تؤيده أصول الشرع وقواعده. والله أعلم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mubark59@hotmail.com
بشرى مبارك




عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام

درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 17 Empty
مُساهمةموضوع: رد: درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام   درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 17 I_icon_minitimeالإثنين 2 فبراير - 17:47


الاخوات الفضليات الاخوان الكرام الابناء العظام المتابعين بإهتمام ، يسعدنى أن أرفع لكم التمام من بيرمنجهام ، وحديث اليوم لم يكن بعد صلاة الفجر يا كرام ، فقد كان الحديث من إجتهادى والبحث عنه طيله الايام ، والسبب بنتى إسلام ، فقد سألتنى لماذا أنتشر الاسلام بحد السيف ؟؟ وطبعاً هذا السؤال يكون سألوا ليها معلميها وزميلاتها ( من النصارى ) فأردت أن ابحث عن إجابه قاطعة أهدى بها هؤلاء الحيارى .
وأحمد الله أننى وجدتها صباح اليوم وسوف أرفلكم بها الان وأنتظر قدوم بنتى إسلام بعد نهاية يومها الدراسى وأٌقدّم لها من كراسى هذا الحديث الرائع والذى قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم القول القاطع والان الى الحديث بارك الله فييكم جميعاً ونفعنا بديننا وإتباع رسولنا ( صلو على الحبييب المصطفى بارك الله فيييكم )
أهم أحاديث (الجهاد) التي أُشكلت على الناس :
—————————————————
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم } : أُمرتُ أن (أقاتلَ) الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك ، عصموا مني دماءهم وأموالهم ، إلا بحق الإسلام ، وحسابهم على الله تعالى { رواه البخاري ومسلم أي أنه صحيح بل في أعلى درجات الصحة ..
إذاً ما الموضوع هل أمرت السماء رسولها بقتل الناس الذين لم يُسلموا… وكيف يتوافق هذا الحديث الشريف مع الآية الكريمة (لا إكراه في الدين) ؟؟؟!!!
أولاً لا بد من إلقاء الضوء لغوياً على معنى هذا الحديث الهام لأن ذلك يزيل إشكالات عديدة وقع بها كثيرون ، ومعلوم أنه من فهم المفردات ووضعها في سياقها هان عليه فهم معنى الحديث ..
(أقاتل) فعل يختلف تماماً عن (أقتل) ، أقاتل بمعنى أحارب وهو على وزن (أفاعل) وفيه معنى المشاركة بين طرفين متعاديين ، أما أقتل فهي أن أرفع سيفي وأجز رقاب الناس حاربوني أم لم يحاربوني …!!! والفرق عظيم فالإنسان يحق له في كلّ الشرائع أن يقاتل ذوداَ عن روحه و عرضه وماله وممتلكاته إذا أراد أحد ما أن يمنعه منها أو من الوصول إليها … والعقيدة هي أثمن من كلّ شيء لا سيما إذا كانت عقيدة تحمي أعراض الناس كلّ الناس وممتلكاتهم وحتى اختياراتهم ( لأنها تقاتل الذين يريدون منع الناس من أن يختاروا ) وقد أُمر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أنْ يحارب أولئك الطغاة الجبابرة الذين يريدون منعه من إيصال حقيقة السماء ( العقيدة ) إلى الناس أجمعين بأمر صارم من رب العالمين: (فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ) الحجر 94 ومعناها حسب ما قَالَ الْفَرَّاءُ: فَاصْدَعْ بِالْأَمْرِ، أَيْ أَظْهِرْ دِينَكَ، وما أمر نبي بالقتال سواه لأنه الرسول الوحيد الذي أذن له بالقضاء بين الناس والدفاع عن حقوقهم ولو اضطر إلى استعمال القوة ..لأن عقيدة الإسلام بالأصل تحمي منهج حياة يقوم على المساواة بين الجميع وحماية مصالح البشر بدون استثناء وعدم ظلمهم من قبل الطغاة الذين يصل بهم الأمر إلى حد تقديس ذواتهم …!!!! لذلك فإن الذين رفضوا الإسلام رفضوه سياسياً قبل أن يرفضوه كعقيدة ، لأنه منهج حياة قائم على العدل وهم لا يريدون و لا يؤيدون هذا العدل الذي سيكشف ظلمهم ويفضح عدوانهم ، ولهذا السبب خافت قريش من محمد وجماعته لأنها خافت على حكمها وسلطانها السياسي بالدرجة الأولى الذي تستمده من عقيدة الشرك وحماية الأصنام …!!!
ومع ذلك لم يكن النبي يبدأ أحداً بالحرب حتى يرسل إليهم الرسل والمكاتيب التي يدعوهم بها إلى إرادة السماء المتمثلة بالدين الخاتم ( الإسلام ) ، فإن أبوا أن يسمحوا بتبليغيها للناس ونشرها بينهم ، كان مأموراً بحربهم وكان لا بد من ذلك في بدايات الدولة الإسلامية كي تتوطد أركانها تمهيداً لحمل العدل والمساواة والأخلاق الحميدة لكل البشر ..وإلا فلن تنتشر رسالة السماء للعالم كله إلا بهذه الطريقة ، فالإسلام يكمن اختلافه الجوهري عن بقية الأديان أنه يحمل مفهوم العالمية وليس المحلية لأن الله تعالى أراده الدين الخاتم المرتقي حتى معرفياً وهذا ما يتأكد منه العالم برمته يوماً بعد يوم ، أما بقية الشرائع السماوية فلم يؤمر أنبياؤها بجعلها عالمية والدليل من كتبهم نفسها وهذا قول المسيح عليه السلام في الإنجيل يوضح ذلك : ( ما أرسلت إلا إلى الخراف الضالة إلى بيت إسرائيل ) متى 15/24 لأن عيسى هو نبي لليهود ، وليست رسالته إلا امتداداً لرسالة موسى عليهما السلام ‘وكانت رسالة إكمال لرسالة موسى وتخفيف وتصحيح مسار لفهمٍ خاطئ ، وما أمر اللهُ عيسى بإخراج الرسالة للأمم الوثنية في ذلك الوقت ، بل الذي فعل ذلك شاؤول اليهودي ( بولس ) وهو أصلاً عدو المسيح ولم يقابله في حياته بل زعم أنه رآه عندما أغشي عليه على أبواب الشام وقال له أنا ابن الله وأنت أصبحت رسول المسيحية …!!!!!!!!
الصحابة يتابعون مسيرة الإسلام :
————————————
نعود لنقول : إنَّ الصحابةَ لما فتحوا البلاد لم يضعوا السيوف على رقاب الناس قائلين أَسْلِمْ وإلا قتلتك، بل أقاموا عدل الله وحكمه في الأرض، ووضعوا الجزية على من خالفهم من اليهود النصارى والمجوس، فالناس بعد هذا لما رأوا الفاتحين أهل عدل وإنصاف وصدق وإيمان، وأنهم زهاد في الدنيا، حريصون على هداية البشر، دخل الناس في الإسلام طائعين مختارين راغبين محبين، لأن هذا هو العدل، ولهذا يقول علماؤنا : “لما فتح المسلمون الشام، وحكموه، وساسوا أهله بالعدل والإنصاف والتقوى فقال النصارى: لو كان هؤلاء الصحابة زمن عيسى كانوا حواريه وأنصاره، أي شهدوا لهم بالعدل!!!!.
وهناك مدن كثيرة دخلها الإسلام طواعية وباختيار أهلها ..بل وبترحيب منهم.. كدمشق وبعلبك وقنسرين وحمص والقدس زمن عمر بن الخطاب ،وشرق آسيا كله .. وبالمناسبة فإن كل البلدان التي فتحها المسلمون نعمت بالرخاء والعدل والمساواة الاجتماعية بل وبأفضل ما يمكن أن يصل عليه مجتمع ما !! وكل عادل موضوعي من بني البشر أتقن التاريخ والبحث فيه ، يعرف ذلك جيداً ..!!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mubark59@hotmail.com
بشرى مبارك




عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام

درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 17 Empty
مُساهمةموضوع: رد: درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام   درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 17 I_icon_minitimeالجمعة 6 فبراير - 18:20


درس اليوم الجمعة 17 ربيع الثانى الموافق 6 فبراير 2015م من مسجد الوم رووك بيرمنجهام والشيخ عبدالمجيد الباكستانى وموضوع الدرس الحديث ( من قال لا إله إلا الله موقناً به قلبه دخل الجنة ) والان الى شرح الحديث الذى تضمن آيان من القرآن كثيرة والشرح طويل فلا تملوا لأنه بأجره إن شاء الله .
المطلب الخامس: شروط لا إله إلا الله
الشرط الأول: العلم
والمراد به العلم بمعناها المراد منها نفيا وإثباتا المنافي للجهل بذلك, قال الله تعالى:
فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا الله [محمد:19] وقال الله تعالى: إِلا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ [الزخرف:86] أي بلا إله إلا الله وَهُمْ يَعْلَمُون بقلوبهم معنى ما نطقوا به بألسنتهم قال الله تعالى:
شَهِدَ الله أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالمَلائِكَةُ وَأُولُوا العِلْمِ قَائِماً بِالقِسْطِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ العَزِيزُ الحَكِيم [آل عمران:18] وقال الله تعالى: قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الذِّينَ يَعْلَمُونَ وَالذِّينَ لا يَعْلَمُون إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُوا الأَلْبَاب [الزمر:9] وقال الله تعالى: إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاءُ [فاطر:28] وقال الله تعالى: وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا للنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلا العَالِمُون [العنكبوت:43]
وفي الصحيح عن عثمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة) رواه مسلم (26).
الشرط الثاني: اليقين
اليقين المنافي للشك بأن يكون قائلها مستيقنا بمدلول هذه الكلمة يقينا حازما, فإن الإيمان لا يغني فيه إلا علم اليقين لا علم الظن, فكيف إذا دخله شك, قال الله تعالى:
إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ الذِّينَ آمَنُوا بِالله وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ الله – إلى قوله – أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُون [الحجرات:3].
فاشترط في صدق إيمانهم بالله ورسوله كونهم لم يرتابوا, أي لم يشكوا, فأما المرتاب فهو من المنافقين والعياذ بالله الذين قال الله تعالى فيهم:
إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ [التوبة:45].
وفي الصحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله, ولا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة)) رواه مسلم (27). وفي رواية: ((لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما فيحجب عن الجنة)) رواه مسلم (27). من حديث أبي هريرة أو أبي سعيد الخدري رضي الله عنهما. وفيه عنه رضي الله عنه من حديث طويل أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه بنعليه فقال: ((من لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه فبشره بالجنة)) <br/> رواه مسلم (31). الحديث, فاشترط في دخول قائلها الجنة أن يكون مستيقنا بها قلبه غير شاك فيها, فإذا انتفى الشرط انتفى المشروط
الشرط الثالث: القبول
القبول لما اقتضته هذه الكلمة بقلبه ولسانه, وقد قص الله عز وجل علينا من أنباء ما قد سبق من إنجاء من قبلها وانتقامه ممن ردها وأباها كما قال تعالى:
وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُم بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدتُّمْ عَلَيْهِ آبَاءكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ [الزخرف:23-25] وقال الله تعالى: ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُواْ كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنجِ الْمُؤْمِنِينَ [يونس:103].
وقال الله تعالى: وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاؤُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ [الروم:47] وكذلك أخبرنا بما وعد به القابلين لها من الثواب, وما أعده لمن ردها من العذاب, كما قال تعالى: احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ إلى قوله: إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ [الصافات:22-36].
فجعل الله تعالى علة تعذيبهم وسببه هو استكبارهم عن قول لا إله إلا الله, وتكذيبهم من جاء بها, فلم ينفوا ما نفته ولم يثبتوا ما أثبتته, بل قالوا إنكارا واستكبارا .
أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ وَانطَلَقَ الْمَلأ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلاَّ اخْتِلاقٌ [ص:5-7].
وقالوا ههنا: أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ فكذبهم الله عز وجل ورد ذلك عليهم عن رسوله صلى الله عليه وسلم فقال: بَلْ جَاءَ بِالحَقِّ وَصَدَّقَ المُرْسَلِين [الصافات:37] إلى آخر الآيات, ثم قال في شأن من قبلها: إِلا عِبَادَ الله المُخْلَصِين أُولَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُوم فَوَاكِهَ وَهُمْ مُكْرَمُون فِي جَنَّاتِ النَّعِيم [الصافات:41] إلى آخر الآيات, وقال الله تعالى: مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَهُم مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ [النحل:89] وفي الصحيح عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا فكان منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير, وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا, وأصاب منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ, فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم, ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به)) <br/> رواه البخاري (79)، ومسلم (2282).
الشرط الرابع: الانقياد
الانقياد لما دلت عليه المنافي لترك ذلك قال تعالى: وَأَنِيبُوا إلى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَه [الزمر:54] وقال تعالى: وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ [النساء:125] وقال تعالى: وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالعُرْوَةِ الوُثْقَى [لقمان:22] أي بلا إله إلا الله وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ [لقمان: 22] ومعنى يسلم وجهه أي ينقاد, وهو محسن موحد ومن لم يسلم وجهه إلى الله ولم يك محسنا فإنه لم يستمسك بالعروة الوثقى وهو المعني بقوله تعالى: وَمَن كَفَرَ فَلا يَحْزُنكَ كُفْرُهُ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلاً ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلَى عَذَابٍ غَلِيظٍ [لقمان:23-24] وهذا تمام الانقياد وغايته
الشرط الخامس: الصدق
الصدق فيها المنافي للكذب, وهو أن يقولها صدقا من قلبه يواطئ قلبه لسانه, قال الله تعالى: الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ [العنكبوت:1-3] إلى آخر الآيات وقال تعالى في شأن المنافقين الذين قالوها كذبا: وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ [البقرة:8-11] وكم ذكر الله تعالى من شأنهم وأبدى وأعاد وكشف أستارهم وهتكها وأبدى فضائحهم في غير ما موضع من كتابه كالبقرة وآل عمران والنساء والأنفال والتوبة وسورة كاملة في شأنهم وغير ذلك وفي الصحيحين عن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله صدقا من قلبه إلا حرمه الله على النار)) <br/> رواه البخاري (128)، ومسلم (32). فاشترط في إنجاء من قال هذه الكلمة من النار أن يقولها صدقا من قلبه, فلا ينفعه مجرد التلفظ بدون مواطأة القلب وفيهما أيضا من حديث أنس بن مالك وطلحة بن عبيد الله رضي الله عنهما من قصة الأعرابي وهو ضمام بن ثعلبة وافد بني سعد بن بكر لما سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شرائع الإسلام فأخبره, ((قال: هل علي غيرها؟ قال: "لا, إلا أن تطوع", قال: والله لا أزيد عليها ولا أنقص منها, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أفلح إن صدق")) <br/> رواه البخاري (46)، ومسلم (11). وفي بعض الروايات ((إن صدق ليدخلن الجنة)) <br/> رواه مسلم (12). فاشترط في فلاحه ودخول الجنة أن يكون صادقا
الشرط السادس: الإخلاص
الإخلاص وهو تصفية العمل بصالح النية عن جميع شوائب الشرك, قال الله تعالى: أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ [الزمر:3] وقال الله تعالى: وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ [البينة:5] الآية وقال الله تعالى: فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ [الزمر:2] وقال الله تعالى: قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ [الزمر:11], قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَّهُ دِينِي [الزمر:14] وقال الله تعالى: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَاعْتَصَمُواْ بِاللّهِ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ لِلّهِ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ [النساء:146] وغير ذلك من الآيات وفي الصحيح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((أسعد الناس بشفاعتي من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه أو نفسه)) <br/> رواه البخاري (99). وفي الصحيح عن عتبان بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله عز وجل)) <br/> رواه البخاري (425)، ومسلم (33). وفي جامع الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما قال عبد قط لا إله إلا الله مخلصا إلا فتحت له أبواب السماء حتى تفضي إلى العرش ما اجتنبت الكبائر)) <br/> رواه الترمذي (3590) وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. وقال الألباني في ((صحيح سنن الترمذي)): صحيح.
الشرط السابع: المحبة
المحبة لهذه الكلمة ولما اقتضته ودلت عليه ولأهلها العاملين بها الملتزمين لشروطها وبغض ما ناقض ذلك قال الله عز وجل: وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ [البقرة:165]، وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ [المائدة:54] فأخبرنا الله عز وجل أن عباده المؤمنين أشد حبا له, وذلك لأنهم لم يشركوا معه في محبته أحدا كما فعل مدعو محبته من المشركين الذين اتخذوا من دونه أندادا يحبونه كحبه, وعلامة حب العبد ربه تقديم محابه وإن خالفت هواه, وبغض ما يبغض ربه وإن مال إليه هواه, وموالاة من والى الله ورسوله ومعاداة من عاداه, واتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم واقتفاء أثره وقبول هداه وكل هذه العلامات شروط في المحبة لا يتصور وجود المحبة مع عدم شرط منها قال الله تبارك وتعالى: أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلا [الفرقان:43] الآيات، وقال تعالى: أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ [الجاثية:23] فكل من عبد مع الله غيره فهو في الحقيقة عبد هواه, بل كل ما عصى الله به من الذنوب فسببه تقديم العبد هواه على أوامر الله عز وجل ونواهيه وقال تعالى في شأن الموالاة والمعاداة فيه: قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ [الممتحنة:4] الآيات وقال الله تعالى: لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ [المجادلة:22] الآية, وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ [المائدة:51] الآيات, قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ آبَاءكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاء إَنِ اسْتَحَبُّواْ الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ [التوبة:23-24] الآيتين, وقال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء [الممتحنة:1] إلى آخر السورة وغير ذلك من الآيات وقال تعالى في اشتراط اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم: قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ [آل عمران:31] وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما, وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله, وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار)) أخرجاه من حديث أنس رضي الله عنه رواه البخاري (16)، ومسلم (43). وفيهما عنه وعن أبي هريرة رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعي) رواه البخاري (15)، ومسلم (44). ...وذلك الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الخبر عن الله والأمر بما يحبه الله ويرضاه والنهي عما يكرهه ويأباه, فإذا امتثل العبد ما أمره الله به واجتنب ما نهاه عنه وإن كان مخالفا لهواه كان مؤمنا حقا, فكيف إذا كان لا يهوى سوى ذلك وفي الحديث: ((أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض فيه)) <br/> رواه أحمد (4/286) (18547) والطيالسي في ((المسند)) (1/101) (747)، وابن أبي شيبة في ((المصنف)) (7/80). من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه. قال المنذري في ((الترغيب والترهيب)) (4/85): رواه أحمد والبيهقي كلاهما من رواية ليث بن أبي سليم. وقال العراقي في ((المغني)) (2/124): رواه أحمد من حديث البراء بن عازب وفيه ليث بن أبي سليم مختلف فيه. وقال الهيثمي في ((مجمع الزوائد))(1/94): رواه أحمد وفيه ليث بن أبي سليم وضعفه الأكثرون. قال الألباني في(صحيح الترغيب والترهيب)(3030): حسن لغيره. وقال ابن عباس رضي الله عنهما: (من أحب في الله وأبغض في الله ووالى في الله وعادى في الله, فإنما تنال ولاية الله بذلك وقد أصبح غالب مؤاخاة الناس اليوم على أمر الدنيا, وذلك لا يجدي على أهله شيئا) < رواه ابن أبي شيبة بنحوه (7/134). وقال الحسن البصري وغيره من السلف: ادعى قوم محبة الله عز وجل فابتلاهم الله بهذه الآية: قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ [آل عمران:31] وقال البخاري رحمه الله تعالى: حدثنا محمد بن سنان قال حدثنا فليح قال حدثنا هلال بن علي عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى قالوا يا رسول الله ومن يأبى؟ قال: من أطاعني دخل الجنة, ومن عصاني فقد أبى)) <br/> رواه البخاري (7280). قال حدثنا محمد بن عبادة أخبرنا يزيد حدثنا سليم – وأثنى عليه – حدثنا سعيد بن ميناء حدثنا – أو سمعت – جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يقول: ((جاءت ملائكة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو نائم فقال بعضهم إنه نائم . وقال بعضهم إن العين نائمة والقلب يقظان . فقالوا إن لصاحبكم هذا مثلا فاضربوا له مثلا . فقال بعضهم إنه نائم . وقال بعضهم إن العين نائمة والقلب يقظان . فقالوا مثله كمثل رجل بنى دارا ، وجعل فيها مأدبة وبعث داعيا ، فمن أجاب الداعي دخل الدار وأكل من المأدبة ، ومن لم يجب الداعي لم يدخل الدار ولم يأكل من المأدبة . فقالوا أولوها له يفقهها فقال بعضهم إنه نائم . وقال بعضهم إن العين نائمة والقلب يقظان . فقالوا فالدار الجنة ، والداعي محمد - صلى الله عليه وسلم - فمن أطاع محمدا - صلى الله عليه وسلم - فقد أطاع الله ، ومن عصى محمدا - صلى الله عليه وسلم - فقد عصى الله ، ومحمد - صلى الله عليه وسلم - فرق بين الناس)) <br/> رواه البخاري (7281). ومن هنا يعلم أنه لا تتم شهادة أن لا إله إلا الله إلا بشهادة أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم, فإذا علم أنه لا تتم محبة الله عز وجل إلا بمحبة ما يحبه وكراهة ما يكرهه, فلا طريق إلى معرفة ما يحبه تعالى ويرضاه, وما يكرهه ويأباه إلا باتباع ما أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم واجتناب ما نهى عنه, فصارت محبته مستلزمة لمحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتصديقه ومتابعته, ولهذا قرن محبته بمحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم في مواضع كثيرة من القرآن كقوله عز وجل: قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ [التوبة:24] وغير ذلك من الآيات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mubark59@hotmail.com
بشرى مبارك




عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام

درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 17 Empty
مُساهمةموضوع: رد: درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام   درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 17 I_icon_minitimeالإثنين 9 فبراير - 19:56


الاخوات الاخوان الابناء الكرام من بيرمنجهام سلام ، أطل علييكم وكلى سعادة لكى أدون لكم الدرس اليومى ليوم الاثنين 20 ربيع الثانى 1436 هجريةالموافق 9 فبراير 2015 من مسجد الوم رووك بيرمنجهام والشيخ عبدالمجيد الباكساتنى وتعلمون أننى عندما أجد الشيخ قد كرر الحديث فى فترة متقاربة أجتهد لكى أبحث فى أحاديث أخرى فتذكرت أننا فى درس الجمعة شرح القرآن للدكتور بسطامى محمد خير فى قاعات امانة معاذ الخيرية بيرمنجهام وبعد صلاة العشاء فى مسجدها نجتمع مع الشيخ كل جمعة للتلاوة وشرح القرآ، ثم حديث يقدمه الدكتور عمر محمد خير جلاس وكان الشرح فى سورة التكاثر وتعودت أن أخذ معى شرح الدكتور محمد على الصابونى ( صفوة التفاسير ) فقد ورد تنبيه فى حديث الترمزى عن عبدالله بن الشخير قال : ( أنتهيت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ هذه الاية ( الهاكم التكاثر ) فقال : يقول إبن آدم مالى ،مالى ، وهل لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت ، ولبست فأبليت ، أو تصدقت فأمضيت ؟؟؟ .
وعندما بحثت لشرح الحديث وجدت شرح رياض الصالحين للشيخ محمد بن صالح العثيمين وقد أبتدر الشرح فى باب الزهد فى الدنيا بهذه الايات رأيت أن تكون موضوعنا اليوم على أن نترك الحديث وأحاديث كثيرة وردت فى هذا المعنى للمرات القادمه بارك الله فييكم ونفعنا بارائكم وردكم ومن بيرمنجهام سلام .
55- باب فضل الزهد في الدنيا
والحث على التقلل منها، وفضل الفقر
قال الله تعالى: (إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (يونس:24) وقال تعالى : (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً) (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً) (الكهف: 45،46) وقال تعالي: (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) (الحديد:20) وقال تعالى: (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ) (آل عمران:14) وقال تعالي: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ) (فاطر:5) وقال تعالى: (أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ) (1) (حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ) (2) (كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ) (3) (ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ) (4) (كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ) (5) التكاثر :1-5).
وقال تعالى: (وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) (العنكبوت:64)
الشرح
قال المؤلف رحمه الله تعالى: باب فضل الزهد في الدنيا والحث على التقلل منها وفضل الفقراء.
الدنيا: هي حياتنا هذه التي نعيش فيها، وسميت دنيا لسببين:
السبب الأول: أنها أدنى من الآخرة؛ لأنها قبلها كما قال تعالى: (وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى) (الضحى:4).
والثاني: أنها دنيئة ليست بشيء بالنسبة للآخرة، كما روى الإمام أحمد رحمه الله من حديث المستورد بن شداد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" لموضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها" موضع السوط: موضع العصى القصيرة الصغيرة في الجنة خيرٌ من الدنيا وما فيها من أولها على آخرها، فهذه هي الدنيا.
وذكر المؤلف رحمه الله آيات عديدة كلها تفيد أنه لا ينبغي للعاقل أن يركن إلى الدنيا، أو يغتر بها، أو يلهو بها عن الآخرة، أو تكون مانعاً له من ذكر الله عزَّ وجل، منها قوله تعالى Sadإِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ) يعني: المطر ( فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ) يعني أنبتت الأرض منه نباتاً متنوعاً مختلطاً متقارباً، ليس بينه فجوات ليس فيها نبات، كل الأرض نباتات بأنواع الأعشاب من كل زوج بهيج ( حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ ) أي: كملت ( وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ )كأن لم تكن.
وهذه هي الحياة الدنيا، واعتبر ذلك أنت في واقعك، كم من أناس عشت معهم عاشوا في هذه الدنيا عيشة راضية، وفي رفاهية وأنس وأولاد وزوجات وقصور وسيارات، ثم انتقلوا عنها، كأن لم يكونوا بالأمس، انتقلوا هم عنها،أو يأتي دنياهم شيء يتلفها، فكم من إنسان غني عنده أموال عظيمة أصبح فقيراً يسأل الناس.
فهذه هي الدنيا، وإنما ضرب الله هذا المثل لئلا نغتر بها، فقال ( كَذَلِكَ ) يعني : مثل هذا التفصيل والتبيين (نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) لمن عندهم تفكير في الأمور ونظر في العواقب.
ثم قال: (وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلامِ) (يونس:25) ، أي فرق بين هذه وهذه، دار السلام هي الجنة: أسأل الله أن يجعلني وإياكم من أهلها دار السلام وسميت كذلك؟ لأنها سالمة من كل كدر، ومن كل تنغيص، ون كل أذى. لما ذكر الدنيا قال : (وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلامِ) فإلى أيهما تركن أيها العاقل؟ لا شك أن العاقل يركن إلى دار السلام، ولا تهمه دار الفناء والنكد والتنغيص، فهو سبحانه وتعالى يدعو كل الخلق إلى دار السلام ( وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) (يونس:25).
والهداية مقيدة، لم يقل: ويهدي كل أحد، ولكن قال: ( وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) فمن هو الحقيق والجدير بهداية الله؟ هو من أناب إلى الله عز وجل، كما قال تعالى : (ُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ)(الرعد: 27)
وقال تعالى: ( فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ )(الصف: الآية5)، فمن كان عنده نية طيبة وخالصة لابتغاء وجه الله والدار الآخرة، فهذا هو الذي يهديه الله عزَِّ وجلَّ، وهو داخل في قوله: ( وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ).
ثم ذكر المؤلف آيات أخرى مثل قوله (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ )(الكهف: الآية45)، معناه: أن الحياة الدنيا كماء نزل على أرض فأنبتت، فأصبح هشيماً تذوره الرياح، يبس وصارت الرياح تطير به، هكذا أيضاً الدنيا.
وقال تعالىSadاعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلادِ )(الحديد: الآية20).
هذه خمسة أشياء كلها ليس بشيء : لعب، ولهو، وزينة، وتفاخر بينكم، وتكاثر في الأموال والأولاد، مثالها: ( كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ)(الحديد: 20)، أعجب الكفار ؛ لأن الكفار هم الذين يتعلقون بالدنيا وتسبي عقولهم الدنيا، فهذا نبات نبت من الغيث فصار الكفار يتعجبون منه من حسنه ونضارتهSad أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً)(الحديد: 20)، ويزول وينتهي الآخرة (وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ )(الحديد:20).
فأيهما تريد؟ تريد الآخرة؛ فيها عذابٌ شديد لمن آثر الدنيا على الآخرة، وفيها مغفرة ورضوان لمن آثر الآخرة على الدنيا.
والعاقل إذا قرأ القرآن وتبصر؛ عرف قيمة الدنيا، وأنها ليست بشيء، وأنها مزرعة للآخرة، فانظر ماذا زرعت فيها لآخرتك؟ إن كنت زرعت خيراً؛ فأبشر بالحصاد الذي يرضيك، وإن كان الأمر بالعكس؛ فقد خسرت الدنيا والآخرة، نسأل الله لنا ولكم السلامة والعافية.
Like ·
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mubark59@hotmail.com
بشرى مبارك




عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام

درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 17 Empty
مُساهمةموضوع: رد: درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام   درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 17 I_icon_minitimeالإثنين 16 فبراير - 16:15


نطل الييكم بعد غياب يومين وكنت أحسبه دهراً !! نسأل الله أن لا نغيييب عنكم فى شينه والحمد لله أن الغياب لم يكن ايام الجمعة او الاثنين حيث الدرس اليومى بعد صلاة الفجر من بيرمنجهام والحمد لله اليوم الاثنين 27 ربيع الثانى الموافق 16 فبراير قد تعافى الكمبيوتر وأشتغل دون الحاجه الى إرساله للخبير الاخ المهندس بابكر العميرى ، ونقدم لكم الدرس اليوم من مسجد الوم رووك من بيرمنجهام ولكن لشيخ ضيف هو الشيخ عبدالباسط قدم الدرس عن الحديث الصلاة عماد الدين وقدمه بالاوردو ولم يقدمه باللغة الانجليزية .
خطبة الجمعة - الخطبة 0766 : خ1 - الصلاة عماد الدين ، خ2 - النجم إذا هوى و النجم الثاقب .
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ: 2000-10-27

بسم الله الرحمن الرحيم
الخطبة الأولى:
الحمد لله نحمده، ونستعين به ونسترشده، ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إقراراً بربوبيته وإرغاماً لمن جحد به وكفر، وأشهد أن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم رسوله سيد الخلق والبشر، ما اتصلت عين بنظر، أو سمعت أذن بخبر، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه، وعلى ذريته، ومن والاه، ومن تبعه إلى يوم الدين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا مما يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
الصلاة معراج المؤمن إلى رب الأرض و السماء :
أيها الأخوة الكرام، متابعةً لموضوع الخطبة السابقة، ماذا يعلمنا الإسراء والمعراج ؟ إن من أجلِّ دروس الإسراء والمعراج أن الله تعالى كرم النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالعروج إليه لينال به أعلى درجات القربات، وكرّم أمته بأن فرض عليها الصلوات، لتكون معراجهم إلى رب الأرض والسموات، لقد فرضت الصلاة التي هي من أجلّ القربات، في أعلى مستويات القرب، لقد فرضت الصلاة وحياً مباشراً، والنبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سدرة المنتهى، عندها جنة المأوى، بعد أن دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى، فأوحى إلى عبده ما أوحى.
أيها الأخوة الكرام، كتعليق بين سياق الموضوع كيف أن التجارة وفيها آلاف الأنشطة لا معنى لها إطلاقاً دونَ تحقيق ربح في آخر العام، كذلك كل أنشطة الدين لا معنى لها من دون اتصال بالله، الاتصال بالله هو جوهر الدين، لذلك الصلاة هي الفرض المتكرر الذي لا يسقط بحال، يسقط الحج عن المريض والفقير، وتسقط الزكاة عن الفقير، ويسقط الصيام عن المريض والمسافر، والشهادة تؤدى مرة واحدة، أما الفرض المتكرر الذي لا يسقط بحال فهو الصلاة، والصلاة معراج المؤمن.
الصلاة عماد الدين :
أيها الأخوة الكرام، إن من أجلّ دروس الإسراء والمعراج أن الصلاة عماد الدين، فمن أقامها فقد أقام الدين، ومن هدمها فقد هدم الدين، ومن تركها فقد هدم الدين.
أيها الأخوة الكرام، لو أردنا أن نضغط الدين كله في كلمتين اتصال بالخالق، وإحسان إلى المخلوق.
﴿وَأَوْصْانِي بِالصّلاةِ والزَّكَاةِ مَا دُمْت حَيّاً﴾
[ سورة مريم: 31]
حركة نحو السماء، وحركة نحو الأرض، اتصال بالخالق، وإحسان إلى المخلوق، هذا هو جوهر الدين.
أيها الأخوة الكرام، الناس رجلان: شقي وسعيد، الشقي الذي غفل عن الله، وتفلت من منهجه، وأعرض عنه، فأساء إلى خلقه، فشقي في الدنيا والآخرة، والسعيد من عرف الله، وانضبط بمنهجه، وأحسن إلى خلقه فسعد في الدنيا والآخرة.
يا أيها الأخوة الكرام، الصلاة يرقى بها المؤمن من حال إلى حال، ومن منزلة إلى منزلة، ومن مقام إلى مقام، ومن رؤية إلى رؤية، إنها ترقى بالمصلي من عالم المادة إلى عالم القيم، من عالم الأوهام إلى عالم الحقائق، من سفاسف الأمور إلى معاليها، من مرتبة مدافعة التدني إلى مرتبة متابعة الترقي، من التمرغ في وحول الشهوات إلى التقلب في جنات القربات.
أيها الأخوة الكرام، هذه الصلاة التي نصليها كل يوم خمس مرات إنها جوهر الدين إنها قبل كل شيء ذكر لله عز وجل، بدليل الآية الكريمة:
﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي﴾
[ سورة طه: 14]
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ﴾
[ سورة آل عمران: 102 ]
قال السادة المفسرون في شرح حق تقاته: أن تذكره فلا تنساه، وأن تطيعه فلا تعصيه، وأن تشكره فلا تكفره:
﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي﴾
[ سورة طه: 14]
تعريفات الصلاة القرآنية :
من تعريفات الصلاة القرآنية: إن الصلاة قرب من الله عز وجل.
﴿كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ﴾
[ سورة العلق: 19]
أما هؤلاء الشاردون:
﴿أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ﴾
[ سورة فصلت: 44]
أما المؤمنون فينادون من مكان قريب، المؤمن قريب باتصاله بالله، والكافر بعيد بشروده عن الله.
يا أيها الأخوة الكرام، ومن تعريفات الصلاة القرآنية إن الصلاة خشوع قال تعالى:
﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ﴾
[ سورة المؤمنين: 1 ـ 2]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mubark59@hotmail.com
بشرى مبارك




عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام

درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 17 Empty
مُساهمةموضوع: رد: درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام   درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 17 I_icon_minitimeالأحد 22 فبراير - 2:25


الاخوات والاخوان والابناء الكرام تحايا واحترام أتقدم الييكم بإعتذارى عن تقديم الحديث بالامس الجمعة 20 فبراير غرة جمادى الاول ، والسبب أننى انشغلت بتلفونات للسودان والسعودية تقريباً من الساعة السابعة والنصف صباحاً بعد عودتى من صلاة الفجر الى العاشرة والنصف صباحاً لمدة ثلاثة ساعات متواصله ، بعدها ساعة إنشغال مع الواتساب ومواضيع أخرى الى أن حان وقت التجهيز لصلاة الجمعة ، تذكرت الحديث وأنا فى طريقى للصلاة وقلت إن شاء الله بعد العودة من صلاة الجمعة .
وانا عائد من الصلاة قابلنى جارى الاخ محمود عبده وذكر لى أن الاخوان طارق جعفر ومرتضى وفيصل متغدين معاهو ولازم اشارك معهم حضور الغداء ووافقت .
صلينا العصر وبعدو على الغداء وأستمر الى صلاة المغرب بعد المغرب شربنا الشاى وأعتذرت لأننى سوف أغادر لصلاة العشاء فى مسجد أمانة معاذ وبعده التلاوة والتفسير والحديث وعدت البيت العاشرة مساء وفى رأسى القومة الرابعة صباحاً للشغل !!! عاد يا جماعة ده برنامج فيهو فرقة ؟؟؟ عشان كده عدت لكم عصر اليوم السبت 2 جمادى الاول 1436 هجرية المةووافق 21 فبراير والحديث من مسجد الووم رووك بيرمنجهام والشيخ عبدالمجيد وموضوع الحديث وصيه الرسول صلى الله عليه وسلم لأبى ذر الغفارى :

من وصايا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم
وصايا سبع جامعة من النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر رضي الله عنه:
عن أبي ذر رضي الله عنه قال: أمرني خليلي صلى الله عليه وسلم بسبع: "أمرني بحب المساكين والدنو منهم، وأمرني أن أنظر إلى من هو دوني ولا أنظر إلى من هو فوقي، وأمرني أن أصل الرحم وإن أدبرت، وأمرني أن لا أسأل أحداً شيئا، وأمرني أن أقول بالحق وإن كان مُرّاً، وأمرني أن لا أخاف في الله لومة لائم، وأمرني أن أُكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله فإنهن من كنز تحت العرش". رواه الإمام أحمد رحمه الله.
الوصية بذكر الله بعد الصلاة:
عن معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيده وقال: "يا معاذ والله إني لأحبك، والله إني لأحبك"، فقال: "أوصيك يا معاذ لا تدعنّ في دبر كل صلاة تقول: اللهم أعنّي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك". رواه الإمام أبو داود رحمه الله.
من حقوق المسلم على المسلم:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لاتحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخواناً، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره، التقوى هاهنا -ويشير إلى صدره ثلاث مرات- بحسب امرئ مسلم من الشرّ أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام، دمه، وماله، وعرضه". رواه الإمام مسلم رحمه الله.
وصية النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عنهما:
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كنت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً فقال: "يا غلام إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفّت الصحف".
أمور إذا أخذت بها دخلت الجنة:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، إني إذا رأيتك طابت نفسي وقرّت عيني فأنبئني عن كل شيء؟ فقال: "كل شيء خُلق من ماء". قال: قلت: يا رسول الله، أنبئني عن أمر إذا أخذت به دخلت الجنّة؟ قال: "أفش السلام، وأطعم الطعام، وصِل الأرحام، وقُم بالليل والناس نيام، ثم ادخل الجنة بسلام". رواه الإمام أحمد رحمه الله.
ثلاث وصايا من النبي صلى الله علي وسلم لأبي ذر رضي الله عنه:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أوصاني خليلي بثلاث لا أدعهن حتى أموت: "صوم ثلاثة أيام من كل شهر، وصلاة الضحى، ونوم على وتر". رواه الإمام أحمد رحمه الله.
الوصية بالإحسان في ذبح الحيوان:
عن شدّاد بن أوس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القِتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليُحدّ أحدكم شفرته، وليُرِح ذبيحته". رواه الإمام مسلم وأبو داود وغيرهما رحمهم الله.
النهي عن الإسراف والخيلاء:
عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنهم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كلوا وتصدقوا والبسوا في غير إسراف ولا مخيلة". رواه الإمام النسائي رحمه الله.
ستة أمور يضمن بها الجنة:
عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اضمنوا لي ستاً من أنفسكم أضمن لكم الجنة: اصدقوا إذا حدّثتم، وأوفوا إذا وعدتم، وأدّوا إذا اؤتمنتم، واحفظوا فروجكم، وغضوا أبصاركم، وكُفّوا أيديكم". رواه الإمام أحمد رحمه الله.
كن في الدنيا كأنك غريب:
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال: "كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل". وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول: "إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك". رواه الإمام البخاري رحمه الله.
من وصاياه صلى الله عليه وسلم في السفر:
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "السّفر قطعة من العذاب، يمنع أحدكم طعامه، وشرابه، ونومه فإذا قضى نهمته فليعجّل إلى أهله". رواه الإمامان البخاري ومسلم وغيرهما رحمهم الله.
من صفات المؤمن:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "المؤمن القوي خير وأحبّ إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍ خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل قدّر الله وما شاء فعل، فإنّ لو تفتح عمل الشيطان". رواه الإمام مسلم رحمه الله.
في ذم الظلم والشُّح:
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اتّقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشُّحّ، فإنّ الشُّحّ أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلّوا محارمهم". رواه الإمام مسلم رحمه الله.
حديث التوبة:
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: قال الله عز وجل: "من تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا، ومن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا، وإذا أقبل إلي يمشي أقبلت إليه أهرول". رواه الإمام مسلم رحمه الله.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mubark59@hotmail.com
بشرى مبارك




عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام

درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 17 Empty
مُساهمةموضوع: رد: درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام   درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 17 I_icon_minitimeالإثنين 23 فبراير - 4:25


شبهات حول القرآن

هنالك بعض الشُّبَه والإشكالات، التي قد تقفز إلى أذهان البعض للتدليل على عدم جواز التدبر في القرآن الكريم، بل ولاعتبار (التدبر) في القرآن معصية كبيرة تهوي بصاحبها في نار جهنم، وساءت مصيراً؟!
فما هي هذه الشبه؟ وما هي الإجابة عنها؟
الشبهة الأولى: الروايات نهت عن ذلك!

يقولون: لقد نهت الروايات الشريفة عن (التفسير بالرأي)، وهددت من يفعل ذلك بنار جهنم، وقالت:
(من فسر القرآن برأيه، إن أصاب لم يؤجر، وإن أخطأ هوى أبعد من السماء)[1].
(من فسر برأيه آية من كتاب الله فقد كفر)[2].
ولكن، ما هي النتيجة؟ عن ذلك يجيبنا حديث آخر فيقول:
(من فسر القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار)[3].
وبعد هذه الروايات المشددة. هل يجرؤ مؤمن على التدبر في آيات القرآن الكريم؟!
هكذا زعموا، وبئس ما يزعمون!
ذلك لأن (التفسير بالرأي) لا يعني (التدبر في القرآن) إذ أن هذه الروايات لا يمكن أن تنهى عن نفس ما أمر به القرآن الكريم والروايات الأخرى[4]، بل أنها تعني أحد الأمور التالية:
1 - أن يحمل الفرد آراءه الشخصية، على تعريف المعاني القرآنية بأحد الأشكال التالية:
(أ) حمل اللفظ القرآني على خلاف ظاهره.
(ب) حمل اللفظ القرآني على أحد احتماليه، دون أي دليل.
مثلاً: يحمل (القرء) في قوله تعالى: (وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاَثَةَ قُرُوءٍ)[5] على الطهر دون الحيض، باعتبار أن (القرء) لفظة مشتركة بين الطهر والحيض، من دون أي دليل.
(ج) التعسف في تأويل الآيات القرآنية، وحملها على معاني ما أنزل الله بها من سلطان. وسوف نضرب على ذلك بعض الأمثلة فيما بعد.
أما الأسباب الكامنة وراء هذا (التحريف المعنوي) الذي يأتي تلبية لآراء الفرد فهي:
الأول: الأهواء الشخصية للفرد

إن بعض من لم يدخل نور الإيمان قلوبهم يحاولون أن يُخضعوا آيات القرآن لأهوائهم وشهواتهم، ولذلك فهم يحاولون فهم الآيات القرآنية (بآرائهم) أي حسب أهوائهم وشهواتهم.
فهذا (يحيي بن أكثم) - القاضي الشهير - كان يعاني من (الشذوذ الجنسي) حتى قال عنه ابن خلكان: (ألوط قاض بالعراق نعرفه)!
وكان محبوب المأمون، فقال له يوماً: لمن هذا الشعر:
قاض يرى الحد فـــي الزنا ولا***يــرى على من يلوط من بأس
فأجابه: الذي قال:
ما أحسب الجور ينقضي وعلى***الأمـــــــة وال مـــن آل عباس!
يحيى بن أكثم هذا، كان (يدين) عمله الشائن، ويتمسك بآية من القرآن في مشروعية ذلك! والآية هي قوله تعالى: (أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً)[6].
فكان يستفيد من ذلك إباحة (الزواج) وإباحة (اللواط) كذلك! ولا أعلم هل كان يفهم من ذلك (استحباب) هذا العمل الشائن أيضاً؟!
إن الآية الكريمة تقول: (يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيماً)[7].
وهي تعني أن الناس تجاه (إنجاب الذرية) على أربعة أقسام، فقسم لا يولد له إلا الإناث وقسم لا يولد له إلا الذكور، وثالث: يولد له الاثنان معاً. ورابع: لا يولد له أي واحد منهما. بل يظل عقيماً!
ولكن يحيى بن أكثم اقتطع هذه الجملة من القرآن، وفصلها من سياقها العام، لكي يرضي أهواءه وشهواته[8].
والآن، لنستمع إلى حوار بين يحيى بن أكثم، وبين الإمام الهادي (عليه السلام)، في هذا الصدد.
فقد سأل الإمام عن قوله تعالى: (أو يزوجهم ذكراناً وإناثاً).
فأجاب الإمام (عليه السلام): (أي: يولد له ذكور، ويولد له إناث. يقال لكل اثنين مقرنين: زوجان، كل واحد منهما زوج).
وأضاف الإمام وهو يضرب على الوتر الحساس: (ومعاذ الله أن يكون غنى الجليل [أي الله تعالى] ما لبست به على نفسك، تطلب الرخص لارتكاب المآثم (وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً). واستدرك الإمام قائلاً: (إن لم يتب)[9].
إن هذا الشكل من (التحريف المعنوي) هو الذي يصدق عليه (من فسر القرآن برأيه) أي حسب أهوائه وشهواته.
وهذا الشكل من التحريف لا تزال الأمة تعاني من آثاره السلبية حتى الآن.
مثلاً: يفسرون قوله تعالى: (وَلاَ تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ)[10] بأن على الفرد أن لا يعمل، ولا يجاهد، ولا يواجه الطواغيت لأن ذلك يعني (التهلكة) التي قد نهانا الله عنها.
وقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ)[11].
بأن مسؤولية الفرد محصورة في إطار ذاته، ولا شأن له بالآخرين؟ فليذهب العالم كله إلى الجحيم! ليس ذلك مهماً! المهم أن يحافظ الفرد على صومه وصلاته، وبعض آخر من الواجبات الفردية وليس أكثر من ذلك.
ويقول شاعرهم في ذلك:
وما أبالـــي إذا نفسي تطاوعني***على النجاة بمن قد ضل أو هدى!
ويفسرون (الصبر) الذي ورد الأمر به كثيراً في القرآن الكريم والسنة الشريفة، بأنه يعني: الخضوع للطواغيت، والاستسلام لهم.
و (التقية) بأنها تعني: الجمود والتوقف.
و (التوكل) بأنه يعني: إيكال المسؤوليات إلى الله، والجلوس في زوايا البيوت، بانتظار (الفرج)!
و (الزهد) بأنه يعني: اعتزال الدنيا، وترك (الفاسقين) و (الكفار) يمرحون فيها ويلعبون، وانتظار ثواب الله في الآخرة، بدلاً من ذلك.
وهكذا، وهلمّ جرّاً.
وهذا هو أحد مصاديق (التفسير بالرأي) المنهي عنه في الروايات، والذي يعني حمل آيات القرآن الكريم على طبق (الآراء) التي تكونت للإنسان من خلال أهوائه وشهواته. إن القضية تبدأ بـ (هوى) يسعى خلفه الإنسان.
وعلى مر الزمن يتحول هذا (الهوى) إلى رأي ونظرية، ثم يحاول الإنسان تطويع (الدين) ليأتي مؤيداً، بل ومشجعاً على هذا (الرأي).
وهنا، يأتي الحديث الشريف: (من فسر القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار)!
الثاني: المسبقات الفكرية المركزة في عقلية الفرد

فهنالك كثيرون يقرأون القرآن، وأدمغتهم مشحونة بالأفكار والرؤى والمفاهيم المسبقة، ولذلك فهم لا يرون القرآن إلا من خلال أفكارهم، ولا يجدون في القرآن إلا ما يؤيد هذه الأفكار.
تماماً، كالذي يضع على عينه نظارة سوداء، إنه يرى جميع الأشياء بلون نظارته!
وكذلك هؤلاء، فهم يرون آيات القرآن، بلون المفاهيم القابعة في عقولهم.
إنهم يحاولون فهم القرآن كما تقتضي قيمهم وأفكارهم، بدل أن يكونوا (تلامذة) متواضعين أمامه.
إنهم يحاولون توجيه القرآن على حسب ما تقتضيه أفكارهم الواهية، بدل أن يحاولوا تهذيب أفكارهم على حسب ما تقتضيه مفاهيم القرآن الرفيعة.
وهذا هو عين الخطأ.
وهذا هو - أيضاً - أحد مصاديق (التفسير بالرأي) المنهي عنه[12].
ونجد في التاريخ الغابر، كما في التاريخ المعاصر أمثلة كثيرة على ذلك.
* وأول ما نجده في هذا المجال هو تفسير القرآن الكريم على حسب (الأفكار العقائدية) المسبقة، كما نلمس ذلك في أصحاب مذاهب من أمثال (المعتزلة) أو (الأشاعرة) أو (الباطنية) أو (الكرانية) أو غيرهم.
هذه الطوائف كانت تحمل آراءً خاصة في (الله) و (صفاته الثبوتية) و (صفاته السلبية)، وغير ذلك، وعندما اصطدمت عقائدها بالقرآن أخذت تفسّر الآيات القرآنية على حسب آرائها السابقة[13].
* ونجد كذلك تفسير آيات القرآن حسب (الفكر الصوفي) و (الذوق العرفاني)، والذي جاء من أجل تدعيم أفكار هذين الاتجاهين، وإعطائهما صبغة (شرعية).
ونجد ذلك جلياً في كتاب (الفصوص) الذي ألّفه (محيي الدين ابن العربي) تأييداً لأفكاره الصوفية الخاطئة. والذي يسعى فيه (ابن العربي) إلى تخريج المعاني التي يريدها من الآيات والأحاديث بطريقة خاصة في التأويل، فإن كان في ظاهر الآية ما يؤيد مذهبه أخذ بها، وإلا صرفها إلى غير معناها الظاهر.
فمثلاً: باعتبار أن مذهب ابن العربي هو (وحدة الوجود)، لذلك فهو يفسر قول هارون لأخيه موسى: (يَا ابْنَ أُمَّ لاَ تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلاَ بِرَأْسِي) بأن موسى بعد أن عاد من (الطور) ورأى قومه قد عبدوا العجل، عاتب أخاه هارون قائلاً له: لماذا لم تدع الناس يعبدون العجل؟ ألا تعلم أن الله سبحانه يجب أن يُعبد في أية صورة كان المعبود!
أو مثلاً، يفسر بعض العرفاء قوله تعالى: (يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ) بأن اليد هي المعصومون الأربعة عشر، باعتبار أن (يد) تحمل الرقم (14) بحساب الحروف (الأبجدية)!
وكذلك أيضاً يفسر بعض العرفاء قوله تعالى: (اذهب إلى فرعون إنه طغى) بأن المقصود من (فرعون) ليس شخصاً معيناً، بل المقصود به (القلب القاسي)، وهذه الآية تشير إلى مجاهدة هذا اللقب[14].
ومما يمكن إلحاقه بما نحن فيه تصريف بعض الصوفية معنى قوله تعالى: (رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ) إلى معنى الحب والعشق![15].
* وهنالك أيضاً تفسير القرآن الكريم حسب (الفكر المادي)، والذي حدث متأثراً بالفترة التي أخذت الحضارة الغربية تخطو فيها خطوات واسعة في المجالات العلمية والتكنولوجية، مما أبهر بريقها عيون بعض المسلمين.
هؤلاء أخذوا يفسرون القرآن بطريقة خاصة، ترك الاتجاه المادي بصماته واضحة عليها.
فالملائكة، والجن، والشياطين فسروها بـ (القوى الطبيعية) التي تسير الإنسان والكون.
ومعاجز الأنبياء، أخذت تعطي مدلولات جديدة، وتفسر بشكل جديد.
وهكذا، وهلمّ جراً.
* * * * *
إن كل هذه الأنواع من التلاعب بمعاني القرآن الكريم، وتوجيه الآيات القرآنية على حسب الأفكار (العقائدية المسبقة) أو (الأفكار الصوفية والعرفانية) أو (الاتجاهات المادية). كل هذه تعتبر من أنواع التفسير بالرأي، المرفوض أساساً من قبل الدين.
2 - التسرع في تفسير الآيات القرآنية على حسب ما يظهر للفرد في بادئ الرأي، ووفق ما توحي إليه ظنونه الأولية، من دون الاستيقان، ومن دون الرجوع إلى سائر الآيات والروايات الواردة في ذلك الموضوع.
ذلك لأن الرأي في اللغة يعني: (الظن) و (التخمين) - كما تشير إليه بعض المصادر[16] - فالتفسير بالرأي، وفقاً لهذا الاحتمال، يعني أن يفسر القرآن بسبب بعض الظنون النيئة، التي لم تنضج بعد. رغم: (إِنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً)، كما يؤكده القرآن الكريم[17].
ومما يجدر ذكره في هذا المجال: أن امرأة على عهد عمر بن الخطاب كانت تمارس الجنس مع مملوكها وهذا بالطبع أمر محرم في نظر الإسلام.
فذُكر ذلك لعمر. فأمر أن يؤتى بها، ولما جاءت سألها:
ما حملك على ذلك؟!
فقالت: تأولت آية من كتاب الله، وهي: (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلاَ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ)[18].
وفي بعض الروايات: (كنت أراه يحل لي بملك يميني كما يحل للرجل المرأة بملك اليمين!) إلى آخر القصة[19].
ومن هذا القبيل: أن يرى الإنسان قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ)[20].
فيبادر بالقول: إن فكرة الشفاعة هي فكرة خرافية، وإن القرآن الكريم قد نفاها من الأساس.
أو يرى قوله تعالى: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى)[21].
فيتصور الله جسماً، ويتصور أن الله سار بتؤدّة وأناة، حتى تربع على عرشه العظيم!
وهكذا.
إن هذا الشكل من الفهم المتسرع للآيات القرآنية، على حسب ما يقتضيه الظن والتخمين، وبعض الاستحسانات العقلية الفارغة، هو ما نهت عنه الروايات السابقة، حسب الاحتمال الثاني.
3 - فهم آيات القرآن الكريم المرتبطة بالأحكام، والآيات المتشابهة، والآيات المجملة وما شابه، بعيداً عن روايات أهل البيت (عليهم الصلاة والسلام).
ذلك لأنه في عهد الرسالة كان النبي (صلى الله عليه وآله) هو الذي يشرح للمسلمين الآيات الغامضة، المبهمة، وفي ذلك يقول الله سبحانه: (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ)[22].
ولكن: ماذا بعد رحيل الرسول؟!
لقد خلف النبي من بعده كتاب الله، والعترة، وقد قرن النبي (صلى الله عليه وآله) القرآن بالعترة في أحاديث كثيرة[23] ومن هنا، فإن آية محاولة للفصل بينهما، هي محاولة خاطئة.
ويؤيد ذلك، أن كثيراً من الروايات التي ورد فيها النهي عن (التفسير بالرأي) جاءت رداً على أولئك الذين كانوا يحاولون فهم القرآن بعيداً عن أهل البيت، بل ونقيضاً لهم في بعض الأحيان، كأبي حنيفة، وقتادة، وغيرهما.
كما جاءت مجموعة من الروايات في هذا الصدد.
منها: ما روي عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام): (إنما هلك الناس في المتشابه لأنهم لم يقفوا على معناه، ولم يعرفوا حقيقته، فوضعوا له تأويلاً من عند أنفسهم بآرائهم، واستغنوا عن مسألة الأوصياء فيعرفونهم).
ومنها: ما روي عنه أيضاً: (إنهم [أي المخالفين] ضربوا القرآن بعضه ببعض، واحتجوا بالمنسوخ، وهم يظنون أنه الناسخ، واحتجوا بالخاص وهم يظنون أنه العام، واحتجوا بأول الآية وتركوا السنة في تأويلها ولم ينظروا إلى ما يفتح به الكلام وإلى ما يختمه، ولم يعرفوا موارده ومصادره. إذ لم يأخذوه عن أهله، فضلوا وأضلوا)[24].
وهكذا.
نجد أن فهم القرآن - في طوائف من الآيات - بشكل مستقل، وبعيداً عن أهل البيت يعتبر (تفسيراً بالرأي)، حسب الاحتمال الثالث.
والسؤال الآن هو:
لقد برزت أمامنا حتى الآن ثلاثة احتمالات في معنى (من فسر القرآن برأيه) وهي:
1 - فسّر القرآن بآرائه الشخصية، وذلك بقسمين: فسر القرآن بهواه، وفسر القرآن بمسبقاته الفكرية.
2 - فسر القرآن بظنه.
3 - فسر القرآن بفهمه المستقل عن أهل البيت (عليهم السلام)؟!
فأي واحد من هذه المعاني هو المقصود؟!
والجواب: يمكننا أن نستفيد من إضافة كلمة (رأي) إلى (الهاء) في قول الإمام (برأيه) معنى عاماً يشمل هذه المعاني جميعاً، وذلك المعنى هو:
(تفسير القرآن بالرأي الشخصي، النابع من الذات، لا مع الواقع).
وهذا المعنى العام يشمل:
القسم الأول من المعنى الأول، لأنه تفسير للقرآن بالهوى، وليس بالواقع.
والقسم الثاني من المعنى الأول، لأنه تفسير للقرآن بالتعصب والأفكار السابقة، وليس بالواقع.
والمعنى الثاني، لأنه تفسير للقرآن بظنه الشخصي. وليس بالواقع.
والمعنى الثالث، لأنه تفسير للقرآن بالأفكار الشخصية، وليس بالواقع (الذي مقياسه هو: أهل البيت عليهم الصلاة والسلام).
وهكذا.
نجد أن الروايات التي تنهى عن (التفسير بالرأي) لا تقصد بذلك النهي عن التدبر في القرآن الكريم، وإنما تنهى عن (تفسير القرآن بالرأي الشخصي النابع من الذات، لا من الواقع، بمختلف صوره وأشكاله).
الشبهة الثانية: كيف نعرف العام والخاص، والمطلق والمقيد، والناسخ والمنسوخ؟
يقولون:
إن في القرآن عاماً وخاصاً، ومطلقاً ومقيداً، وناسخاً ومنسوخاً، وهل يعرف ذلك إلا الراسخون في العلم؟!
والجواب:
1 - إن الآيات التي طرأ عليها التخصيص، أو التقييد أو النسخ. هي آيات محدودة ولا يمكن أن تسحب الحكم المنطبق على بعض الآيات، على القرآن الكريم ككل[25].
2 - إن أغلب - أو كل - الآيات التي طرأ عليها التخصيص، أو التقييد، أو النسخ هي الآيات التي تتناول (الأحكام الشرعية). كأحكام القتال والطلاق والزنا والعدة وما أشبه. ومن الطبيعي أن الاستنباط من (آيات الأحكام) تختص بالفقهاء والمجتهدين، ولا يحق للرجل العادي أن يستنبط منها، وحديثنا هنا في التدبر في الآيات الأخرى، تلك الآيات التي تتناول القضايا الخلقية، والاجتماعية، والثقافية، وما أشبه. وليس في (آيات الأحكام).
3 - هذا، بالإضافة إلى ما سبق من دعوة الدين إلى التدبر في آيات القرآن الكريم[26].
الشبهة الثالثة: الذين أخطأوا في فهم القرآن!

يقولون:
لقد أخطأ الكثيرون في فهم الآيات القرآنية، وانحرفوا بذلك عن سواء السبيل، فمن يضمن لنا عدم الوقوع في الخطأ، كما وقعوا هم؟!
أليس من الأفضل أن ندفن رؤوسنا في الرمال، ولا ندور حول مواضع الزلل؟
والجواب:
لقد أوضحنا - بشكل ضمني - فيما سبق أن خطأ البعض في فهم القرآن يعود إلى أحد العوامل التالية:
1 - تحكيم (الأهواء الشخصية) في تفسير القرآن.
2 - التعصّب لـ (المسبقات الفكرية) المغروسة في أعماق الفرد، وبالتالي تطويع القرآن لهذه الآراء، بدلاً من تطويع هذه الآراء للقرآن.
ومما يدخل ضمن هذا الإطار (التعصب للإفكار المذهبية)، ومحاولة تفسير الآيات القرآنية بشكل يؤيد هذه الأفكار.
3 - التسرع في اعتناق الأفكار التي تظهر للإنسان في بادئ الرأي، وعدم التدقيق في صحة هذه الأفكار أو سقمها.
4 - عدم الرجوع إلى روايات أهل البيت (عليهم السلام) في الآيات المجملة، أو الآيات المتشابهة، وما شابه.
أما عندما يكون الفرد تلميذ القرآن المتواضع، الذي يكيف أهواءه وأفكاره وفق قيم القرآن ومبادئه، وليس العكس. ويتأنى في تقبل ما يخطر على باله من أفكار، ويعود إلى أهل البيت (عليهم السلام) فيما تشابه عليه، عندئذ، تقل نسبة الخطأ في فهم القرآن، إلى حدود كبيرة. ويمكن أن تنعدم بالتالي.
الشبهة الرابعة: القرآن كتاب غامض، فكيف نفهمه؟

يقولون:
القرآن كتاب يكتنفه الإبهام والغموض، ففيه غموض في الكلمة، وغموض في المعنى، وغموض في المغزى، فكيف نستطيع بعد ذلك أن نفهمه؟!
لقد نزل القرآن قبل ألف وأربعمائة عام، وخاطب جيلاً قد مات منذ أمد سحيق، فهل تستطيع أجيالنا أن تفهم القرآن الآن؟!
والجواب:
1 - إن أغلب الآيات القرآنية هي آيات واضحة، في الكلمات، والمعاني، والأهداف، كما قال سبحانه: (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ)؟ فبإمكان أي فرد أن يتصفح القرآن الكريم ليجد هذه الحقيقة ماثلة أمام عينيه.
2 - ولكن، تظل هنالك مجموعة من الآيات غامضة، ومبهمة، وذلك يعود إلى ابتعاد أمتنا عن اللغة العربية الأصيلة، وليس إلى القرآن ذاته[27].
والسؤال الآن هو: كيف نفهم هذه الآيات الغامضة؟
والجواب: هنالك ثلاثة طرق:
أ - الرجوع إلى معاجم اللغة، واستخراج معاني الألفاظ منها، طبقاً لما سنشرحه في الفصل القادم بإذن الله.
ب - التدبر في السياق العام للآية، واستنباط معنى الكلمة أو الآية من خلال ذلك.
ورغم أن السياق ليس عاملاً نهائياً وحاسماً في فهم الآيات القرآنية. إلا أنه يعنينا كثيراً في هذا المجال.
مثلاً: إذا أردنا التعرف على معنى (نفش) في هذه الآية: (وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ)[28] لم يكن علينا إلا قياس كلمة (نفشت) بالحرث والغنم والحكم، مما نعرف أنه إتلاف الحرث.
أو إذا أردنا اكتشاف معنى (حول) في قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً * خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً)[29] فما علينا إلا أن ننظر إلى سياق الآية الكريمة لكي نكتشف أن معنى (الحول) هو (التحول) و (الانتقال).
أو إذا أردنا فهم معنى (الإملاق) في قوله تعالى: (وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلاَدَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاَقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ)[30] فما علينا إلا أن ننظر إلى الجو العام المحيط بالآية لنعرف أن معناه هو (الفقر) و (الحاجة)، وهكذا.
ج - التفسير.
إن لمعرفة الإطار التاريخي الذي هبط فيه الوحي، والمورد الذي نزلت فيه الآية الكريمة، الأثر الكبير في فهم معاني (الآيات القرآنية)، والأهداف التي نزلت من أجل تكريسها هذه الآيات.
ذلك لأن القرآن نزل بشكل تدريجي، واكب فيه الأحداث التي واجهها المسلمون في عهد الرسالة، ولم ينزل على الناس مرة واحدة، ولذلك كان من الطبيعي أن تحمل كل آية طابع الظروف التي هبطت فيها.
وكتب التفسير هي التي تسلّط الأضواء على هذه الظروف، وتغطي بالتالي الأبعاد الحقيقية للآية الكريمة، (وذلك بالإضافة إلى الفوائد الهامة الأخرى التي تمنحنا إياها كتب التفسير).
هذه كانت أهم الشبهات التي قد يتمسك بها للتدليل على عدم جواز، وحتى عدم إمكان (التدبر) في الآيات القرآنية.
وقد عرفنا من خلال هذا المبحث (إمكان) و (مشروعية) التدبر في القرآن الكريم.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mubark59@hotmail.com
بشرى مبارك




عدد المساهمات : 7557
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
العمر : 64
الموقع : أقيم فى بيريطانيا مدينة بيرمنجهام

درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 17 Empty
مُساهمةموضوع: رد: درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام   درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام - صفحة 17 I_icon_minitimeالجمعة 27 فبراير - 16:30


الاخوات الاخوان الزملاء الاهل الابناء كل من يطالع ويتاوق احييكم بتحية الاسلام الخالدة السلام علييكم وجمعة مباركة .
أطل علييكم الجمعة 8 ربيع الثانى 1436 هجرية الموافق 27 فبراير 2015م من بيرمنجهام ومسجد الوم رووك والشيخ عبدالمجيد الباكستانى والدرس اليومى فى الحديث بعد صلاة الفجر .
كان الدرس اليوم من الاحاديث التى تكررت قريباً فرأيت المواصله فيما أنقطع من الاحاديث الاربعيين النووية والييكم الحديث الثامن عشر فإلى الحديث بارك الله فييكم وشرحه بواسطة الشيخ محمد بن صالح العثيميين رحمة الله .
الحديث الثامن عشر
عَنْ أَبِيْ ذَرٍّ جُنْدُبِ بنِ جُنَادَةَ وَأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُعَاذِ بِنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (اتَّقِ اللهَ حَيْثُمَا كُنْتَ، وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ)[140] رواه الترمذي وقال: حديث حسن. وفي بعض النسخ: حسنٌ صحيح.
الشرح
قوله: "اتَّقِ اللهَ" أي اتخذ وقاية من عذاب الله عز وجل، وذلك بفعل أوامره واجتناب نواهيه.
" حَيْثُمَا كُنْتَ" حيث: ظرف مكان، أي في أي مكان كنت سواء في العلانية أو في السر، وسواء في البيت أو في السوق، وسواء عندك أناس أو ليس عندك أناس.
" وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الحَسَنَةَ تَمْحُهَا" (أتبع) فعل أمر، و (السيئة) مفعول أول، و(الحسنة) مفعول ثان.
" تَمْحُهَا" جواب الأمر، ولهذا جزمت، لأن جواب الأمر يكون مجزوماً، ولو لم تكن مجزومة لقيل: تمحوها.
والمعنى: إذا فعلت سيئة فأتبعها بحسنة،فهذه الحسنة تمحو السيئة.
واختلف العلماء - رحمهم الله - هل المراد بالحسنة التي تتبع السيئة هي التوبة، فكأنه قال: إذا أسأت فتب، أو المراد العموم؟
الصواب: الثاني، أن الحسنة تمحو السيئة وإن لم تكن توبة، دليل هذا قوله تعالى: (وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَات)(هود: الآية114) ولما سأل النبي صلى الله عليه وسلم رجل وقال: إنه أصاب من امرأة ما يصيب الرجل من امرأته إلا الزنا، وكان قد صلى معهم الفجر، فقال: أصليت معنا صلاة الفجر؟ قال: نعم، فتلا عليه الآيةSad إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَات ) [هود:114][141] وهذا يدل على أن الحسنة تمحو السيئة وإن لم تكن هي التوبة.
" وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الحَسَنَةَ تَمْحُهَا" فبين النتيجة هي أنها تمحوها.
" وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ" أي عامل الناس بخلق حسن.
والخُلُق: هو الصفة الباطنة في الإنسان، والخَلْقُ: هو الصفة الظاهرة،والمعنى: عامل الناس بالأخلاق الحسنة بالقول وبالفعل.
فما هو الخلق الحسن؟
قال بعضهم: الخلق الحسن: كف الأذى، وبذل الندى، والصبر على الأذى - أي على أذى الغير - والوجه الطلق.
كف الأذى منك للناس.
بذل الندى أي العطاء.
الصبر على الأذى لأن الإنسان لايخلو من أذية من الناس.
الوجه الطلق: طلاقة الوجه.
وضابط ذلك ما ذكره الله عزّ وجل في قوله: (خُذِ الْعَفْوَ ) [الأعراف:199] أي خذ ما عفا وسهل من الناس، ولاترد من الناس أن يأتوك علىما تحب لأن هذا أمر مستحيل، لكن خذ ما تيسر(وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ) [الأعراف:199] وهل الخلق الحسن جِبْلِيٌّ أو يحصل بالكسب؟
الجواب: بعضه جبلي، وبعضه يحصل بالكسب، قال النبي صلى الله عليه وسلم لأشجّ عبد قيس: "إِنَّ فِيْكَ لَخُلُقَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللهُ: الحِلْمُ وَالأَنَاةُ" قال: يارسول الله أخلقين تخلّقت بهما أم جبلني الله عليهما؟ قال: "بَلْ جَبَلَكَ اللهُ عَلَيْهِمَا" قال: الحمد لله الذي جبلني على ما يحب[142].
فالخلق الحسن يكون طبيعياً بمعنى أن الإنسان يمنّ الله عليه من الأصل بخلق حسن. ويكون بالكسب بمعنى أن الإنسان يمرّن نفسه على الخلق الحسن حتى يكون ذا خلق حسن.
والعجيب أن الخلق الحسن يُكسِب الإنسان الراحة والطمأنينة وعدم القلق لأنه مطمئن من نفسه في معاملة غيره.
من فوائد هذا الحديث:
.1وجوب تقوى الله عزّ وجل حيثما كان الإنسان، لقوله: "اتَّقِ الله حَيْثُمَا كُنْتَ" وذلك بفعل أوامره واجتناب نواهيه سواء كنت في العلانية أو في السر.
وأيهما أفضل: أن يكون في السر أو في العلانية؟
وفي هذا تفصيل: إذا كان إظهارك للتقوى يحصل به التأسّي والاتباع لما أنت عليه فهنا إعلانها أحسن وأفضل، ولهذا مدح الله الذين ينفقون سرّاً وعلانية، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : "مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا إِلَى يَومِ القِيَامَةِ"[143]
أما إذا كان لايحصل بالإظهار فائدة فالإسرار أفضل،لقول النبي صلى الله عليه وسلم فيمن يظلّهم الله في ظله: "رَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لاَ تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِيْنُهُ"[144].
وهل الأفضل في ترك المعاصي إعلانه أو إسراره؟
يقال فيه ما قيل في الأوامر، فمثلاً إذا كان الإنسان يريد أن يدخل في عمل فقيل له:إنه يشتمل على محرم كالأمور الربوية فتركه جهاراً، فذلك أفضل لأنه يُتأسّى به، وأما إذا كان الأمر لايتعدى إلى الغير ولا ينتفع به فالإسرار أفضل.
فإن قال قائل: قوله صلى الله عليه وسلم : "اتَّقِ اللهَ حَيْثُمَا كُنْتَ" هل يشمل فعل الأوامر في أماكن غير لائقة كالمراحيض مثلاً؟
الجواب: لا تفعل الأوامر في هذه الأماكن، ولكن انوِ بقلبك أنك مطيع لله عزّ وجل ممتثل لأمره مجتنب لنهيه.
.2أن الحسنات يذهبن السيئات لقوله: أَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الحَسَنَةَ تَمْحُهَا.
.3 فضل الله عزّ وجل على العباد وذلك لأننا لو رجعنا إلى العدل لكانت الحسنة لاتمحو السيئة إلا بالموازنة، وظاهر الحديث العموم.
وهل يُشترط أن ينوي بهذه الحسنة أنه يمحو السيئة التي فعل؟
فالجواب: ظاهر الحديث: لا، وأن مجرد فعل الحسنات يذهب السيئات، وهذا من نعمة الله عزّ وجل على العباد ومن مقتضى كون رحمته سبقت غضبه.
.4-الحث على مخالقة الناس بالخلق الحسن، لقوله: "وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ".
فإن قيل: معاملة الناس بالحزم والقوة والجفاء أحياناً هل ينافي هذا الحديث أو لا؟
فالجواب: لا ينافيه، لأنه لكل مقام مقال، فإذا كانت المصلحة في الغلظة والشدة فعليك بها، وإذا كان الأمر بالعكس فعليك باللين والرفق، وإذا دار الأمر بين اللين والرفق أو الشدة والعنف فعليك باللين والرفق، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّ اللهَ رَفِيْقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الأَمْرِ كُلِّهِ"[145] ولقد جرت أشياء كثيرة تدل على فائدة الرفق ومن ذلك: مرّ يهودي بالنبي صلى الله عليه وسلم فقال: السام عليك يامحمد - والسام يعني الموت - فقالت عائشة رضي الله عنها : عليك السام واللعنة - جزاءً وفاقاً وزيادة أيضاً - فنهاها النبي صلى الله عليه وسلم وقال: "إِنَّ اللهَ رَفِيْقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الأَمْرِ كُلِّهِ وَإِذَا سَلَّمَ عَلَيْكُمْ أَهْلُ الكَتَابِ فَقُولُوا وَعَلَيْكُمْ" . والله الموفّق.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mubark59@hotmail.com
 
درس اليوم بعد صلاة الفجر للشيخ عبدالجليل ( الباكستانى )بيرمنجهام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 17 من اصل 21انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1 ... 10 ... 16, 17, 18, 19, 20, 21  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» درس اليوم فى المسجد الباكستانى بيرمنجهام بعد صلاة الفجر (حديث لاتشمت )
» درس اليوم بعد صلاة الصبح بيرمنجهام والشيخ عبدالجليل الباكستانى
» درس اليوم بعد صلاة الصبح بيرمنجهام والشيخ عبدالجليل الباكستانى
» درس اليوم بعد صلاة الصبح بيرمنجهام والشيخ عبدالجليل الباكستانى
» الدرس اليومى بعد صلاة الفجر من بيرمنجهام يحصل على وسام بمنتدى أنا سودانى

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات ابناء السقاى :: المنتدى الاسلامى-
انتقل الى: