الاستاذ شاموق يكتب عن الانتخابات

بتدشين الحملات الانتخابية لبعض مرشحي الرئاسة الكبار في الحملة الانتخابية علا ضجيج الانتخابات أكثر من أي ضجيج آخر في الساحة السياسية السودانية. في ظني أن الأقلية رحبت بهذا الضجيج بينما توجست منه الأكثرية.
في عمود سابق قلت إن الحكم العسكري، أو على الأقل ما بدأ حكما عسكريا ثم تحول إلى منعطفات أخرى .. قلت إن هذا الحكم سيطر على (42) عاماً من سنوات ما بعد الاستقلال، أي بنسبة (78%)، بينما سيطر الحكم الديمقراطي التعددي على حوالي (12) عاماً، أي (22%). وقست الأغلبية والأقلية على هاتين النسبتين.
إذن لا غرابة أن ترى التوجس والمخاوف طاغية على القبول والاقتناع بالضجة الانتخابية. التوجس سببه أن البقاء تحت حكم القبضة الواحدة مريح لحد كبير. فلا يسمع الانسان أكثر مما يقال في الأجهزة الرسمية. لا رأي آخر، ولا خلافات، ولا معارضة، والكل منضبط تحت تلك الرؤية الواحدة.
ثم انقلب الحال. ودخلت البلاد في مرحلة التحول الديمقراطي. وتعقيدات التحول الديمقراطي أكثر من أن تحصى. فتعدد الآراء السياسية، وضعف قبول الآخر، والتردد في قبول فكرة الانتقال السلمي للسلطة من فريق الى فريق، واستعدال القوانين (قانون الجيش والشرطة والأمن كأمثلة) لتتوافق مع هذا التحول الديمقراطي، أو استحداث قوانين جديدة مناسبة. كلها من نواقص الديمقراطية.
كل هذه التعديلات تعديلات ايجابية وقد تكون مفهومة للمواطن العادي. ولكن غير المفهوم، أو ما يحدث ربكة حقيقية في الفهم اتخاذ موقفين متناقضين في وقت واحد.
في الديمقراطية الناضجة هناك حكومة وهناك معارضة باعتبار أن أداء المعارضة في الديمقراطية يشكل جزءا من أداء الحكم. لكن عندنا فهم هذا المعنى بصورة خاطئة. فنجد مثلا الشريك الثاني في الحكم يتزعم كتلة أحزاب المعارضة. فهو في وقت واحد حزب حاكم وحزب معارض. ومثل آخر نجد حزباً له وزراء مشاركون في الحكم ولكنه يصنف نفسه في المعارضة .. وهكذا.
وبعــد ..
تلك واحدة. هناك كثرة الآراء التي تتصارع في الساحة والتي تتولد من كثرة المواقف. فهناك (75) حزباً مسجلاً منها (66) حزباً تخوض الانتخابات. وكل حزب يقذف بأطروحاته ومواقفه وانتقاداته وسط فيض من المواقف المتناقضة. أين الصحيح وأين الخطأ؟ ضجيج ليس أكثر من اللازم ولكنه يستعصي على المواطن العادي حتى الآن، وفهمه يحتاح لفترة من التدريب الشاق للتمييز بين هذه المواقف. ولكن لأننا لم نتدرب بما فيه الكفاية على مداخل الديمقراطية، فذلك ما يحدث الربكة وأحيانا الفوضى .. وهذه خلاصة ما بدأت به العمود.

(قراءة: 250 تعليق: 1 طباعة: 5 إرسال: 0)
التعليقات

--------------------------------------------------------------------------------

1/ بشرى مبارك إدريس - (بيريطانيا( بيرمنجهام)) - 18/2/2010
الاخ الاستاذ شاموق تحيه طيبه ، أتمنى من كل قلبى وأدعو لذلك فى كل صلواتى أن يحفظ هذه البلاد من الفوضى وحفظها من الفوضى هو أن يفوز الرئيس المشير عمر حسن أحمد البشير بنسبه الحكم العسكرى التى ذكرتها 78% عديييييل ويفوز المؤتمر الوطنى ب65% من الدوائر ولايحتاج لتشكيل الحكومه لاى حزب وكلهم البمشى الانفصال يمشى والبعتزل يعتزل والبقبل بالمعارضة المحترمه (مش زى معارضه وحكومه الحركة الشعبية وحركة منى أركو مناوى الما عرفنا هى شايته وين ؟؟؟) وأظنها شغاله بنظرية عبدالله محمد يوسف الكباشى كان فى المتوسط يشوت الكوره فى الاتجاه المعاكس لفربقه وعندما نحتج عليه يقول ليك (بى دروشه ) يا أخى أنا بشوت فى المكان البعجبنى فأصبحنا فى التقسيمه لانحدد له فريق معين نخليهو جوكر وقونو غير محسوب ولايعتد به ولا يعوّل عليه !! لذلك الديمقراطيه التى تأتى من هذه الانتخابات ديمقراطية (دراويش ) إذا لم تأتى بالذى أوضحته لان المؤتمر الوطنى له من الخبره 21 سنه هو تانى فضل فيها كم من يوم القيامه ؟؟نسأل الله أن يرحمنا ويكفينا المحن ما ظهر منها ومابطن .