فتح ملف أسرى توشكى والاستاذ الدكتور فتح العليم عبدالله

جرت معركة توشكي في 3 /8 /1889 يبن جيوش الانصار المكونة من 4000 جندي و بين الجيش المصري المساوي لهذا العدد و به بعض الجنرالات الانجليز و بعض السودانيين الذين كانوا يعملون هناك و دارت الدائرة علي جيش النجومي المنهك فانهزم و قُتل منه زهاء الالفي مجاهد بما فيهم النجومي القائد اما البقية فقد تم اسرهم واستخدامهم كعمال في المزارع و الحوانيت ...اشتهر الاسري السودانيون بالامانة و الشجاعة و قد اعجب المصريون بنزاهة السودانين الذين طاب لهم المقام بل ظل احفادهم هنالك حتي اليوم..

سوف نسرد سيرة البعض الذين اشتهروا وقتئذ و ظل التاريخ المصري يتداول بطولاتهم في مناهجه المدرسية منذ تلك الفترة . بعث قواد الاورطة المصرية بثلاثة من الاسري إلى مركز العياط ـ احدهم جعلي من كبوشية اسمه الشيخ ادريس ود سعد، وصار خفيراً لمزارع آل عكاشة بالبدرشين، وكان الشيخ ادريس ورعاً يصوم النهار ويقيم الليل، وعندما مات شيعه نحو ستون الفا من الرجال والنساء، أما الرجلان الآخران فهما الصادق ود رحمة وابن عمه محمد ود سالم، وهم من سكان قرية المكيلاب «ولاية نهر النيل الآن».

تم تعيين محمد ود سالم خفيراً في دوار منشية دهشور بسفح الجبل، وكان الدوار بما فيه من مواشٍ وما حوله من اطيان ملكا لخصي اسود يسمى الباشا أغا من اغوات الخديوي اسماعيل باشا. وعندما يحضر الأغا من مصر الى الدوار يقبّل يد محمد ود سالم ويقول هذا سيدي الحقيقي. وذات ليلة هجم على الدوار ثلاثون لصاً، وكان ذلك في 12 شعبان 1314هجرية بقصد سرقة المواشي، فلما أحس بحركة اللصوص كمن لهم خلف الباب من الداخل.

تسور اللصوص الحائط وتجمعوا عنده، فباغتهم محمد ود سالم طعناً من الخلف، وفي ثوان قتل منهم أربعة وخرج الباقون تسيل أمعاؤهم على الطريق، وعلى أثر الصياح حضر عمدة المنشية الشيخ ابراهيم ابو هيبة ومعه الخفراء ومأمور المركز وتعقبوا اللصوص، فقبضوا عليهم وعلى رئيسهم «هليل» وهو مطعون، وعلى التو صار الناس يأتون افواجاً من مصر وبلاد الفلاحين ليشاهدوا ذلك الفارس السوداني ودم اللصوص المتجمد على حربته. ونشرت جريدة «المؤيد» عنواناً كبيراً يقول «مجزرة سودانية» وعنوان آخريقول «سوداني يهزم ثلاثين لصاً». وكان الحدث كبيراً شغل مصر لأيام. وبعد ذلك أخذه الباشا والحقه بوظيفة في الدائرة السنية خوفاً من أن يقتاله أقارب اللصوص.

اما الصادق ود رحمة فقد كان انصارياً قوياً يحفظ راتب المهدي، ويعمل خفيراً بدوار محمد بك منصور غرب محطة العياط. ومن شدة ورعه وأمانته، فقد كان الباشا وأسرته يهابونه جداً. وذات يوم دخل حصان جامح الى دار البك، فتصايح الاولاد فزعاً، فغضب البك وصاح فين الغفير بن الكلب دا؟ سمع الصادق الكلام فقال للبك: اسمع انا من اليوم مرفوت وأنت أصبر. حضرت السيدة زوجة البك بعد أن سمعت جزءاً من الكلام، وقالت لزوجها أين عم الصادق؟ فقال لها رفت نفسه وتوعدني بالقتل. قالت: هذا حضر من السودان مع النجومي ليقتلوا أفندينا توفيق ولورد كرومر ـ انت كبير عليهو يعني؟ـ ثم ذهبت الى منزل الصادق فوجدته متقلداً سكينه الغرباوية الطويلة، فاعتذرت له ونقدته خمسة جنيهات ذهب، فرضى وقال لها: على الطلاق لو ما إنتي جيتي راجلك ما يصبح مع الأحياء.
السؤال الذي ما انفك يؤرث علماء التاريخ و السياسة هو : لماذا ارسل الخليفة هذا الجبش الي مصر؟؟؟

أضف تعليقك طباعة الموضوع أرسل الموضوع
(قراءة: 430 تعليق: 5 طباعة: 6 إرسال: 0)
التعليقات

--------------------------------------------------------------------------------

1/ abdu - (ssssssudan) - 15/2/2010
definetly to get rid of them, but why?

--------------------------------------------------------------------------------

2/ بشرى مبارك إدريس - (بيريطانيا( بيرمنجهام)) - 15/2/2010
الاخ الدكتور فتح العليم عبدالله لك الشكر على سرد هذا التأريخ المعاصر القريب الذى لايعرف تفاصيله أكثرنا نترحم على أرواح الشهداء ومنهم جدى الامير والذى كان أحد أمراء ودالنجومى وهو الامير عبدالرحمن صغير نافع والذى أستشهد مع الامير عبدالرحمن النجومى فى توشكى .وأنت تسأل لماذا بعث الخليفة عبدالله هذا الجيش الى مصر ؟؟ الاجابة موجوده والذى سوف يجيب لك حى يرزق أذهب أسأله والسؤال هو ماذا ياشيخ الترابى أرسلت المجاهدين للجنوب وبعد (أن رفدك الرئيس البشير قلت ديل فطايس ) بعد أن ذهبت بى كرعيك ديل للاسر حدك الكباشى تطلب منهم أن لا يبكوا لان أولادهم مع الحور العين فى الجنه وعندما يعطيك الاجابة أتمنى أن لا تبخل بنشرها للاجيال المعاصرة والقادمه حتى لايأتى إبنك بعد 40 سنه ويسأل نفس سؤالك هذا .

--------------------------------------------------------------------------------

3/ أحمد عبد الباري - (السعودية) - 15/2/2010
لا أعرف الإجابة على سؤالك الأخير، لكن هذا المقال القصير أفادني في أننا يجب أن لا (نزعل) من المصريين عندما يصفوننا ب (البوابين)، لأن هذه المعلومات لو كانت دقيقة واحسب أنها كذلك فهذا يعني أن تاريخنا في الحراسة والخفارة و (التوبيب) في مصر قديم قدم معركة توشكي. طبعا ليس أمام هؤلاء الجنود الغلابة الأميين في أغلب الأحوال عملا متاحا يمكنهم تأديته غير الحراسة. المصريون على حق.

--------------------------------------------------------------------------------

4/ عماد الدين عباس - (السودان) - 15/2/2010
كان من ضمن الاسرى بابكر بدري والامام ود جبوبه ولهم طرف وملح مع الباشوات و

--------------------------------------------------------------------------------

5/ Haider Ali - (KSA) - 15/2/2010
لابد من إعادة قراءة تاريخ المهديه وبالذات فترة الخليفه عبدالله هنالك أخطاء لايمكن ان نجد لها تفسيرا حتي بمنطق ذلك الزمان أي قائد هذا يدفع بكل جيشه للأبادة خلال ساعه في محرقة كرري.لابد من فتح هذا الملف التاريخي اليوم قبل الغد وما أحوجنا لذلك.شكرا لك بروف.فتح العليم وفتح الله عليك وعلمنا وإياك ما لم نكن نعلم.

» عزاء الاخ الدكتور حاتم عبدالله الكردى ومقابلتى للاخ الدكتور أسعد تاج الدين العباس
» الاستاذ حسن عبدالوهاب والاستاذ عبدالله كجوك يشرفون بون
» الدكتور عبدالله الاشعل السفير يكتب عن أوكامبو والجنائية من الرآى العام
» الدكتور محمد عبدالله الريح وسورة يس
» هيام .... قصيدة جديدة للسفير الدكتور عبدالله الازرق