منتديات ابناء السقاى
يا ضيفنا لو زرتنا لوجدتنا نحن الضيوف وانت صاحب المنزل اهالي السقاي يرحبون بكل زائر ويسعدنا تسجيلك معنا (إدارة المنتدى)
منتديات ابناء السقاى
يا ضيفنا لو زرتنا لوجدتنا نحن الضيوف وانت صاحب المنزل اهالي السقاي يرحبون بكل زائر ويسعدنا تسجيلك معنا (إدارة المنتدى)
منتديات ابناء السقاى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


المنتدى الجامع لأبناء السقاى الكبرى
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أثر الكيميائيين المسلمين في الحضارة الغربية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سامي الماحي

سامي الماحي


عدد المساهمات : 403
تاريخ التسجيل : 27/09/2009
العمر : 39
الموقع : حيدر أباد هوماين نقر _ إندرابراديش _ الهند

أثر الكيميائيين المسلمين في الحضارة الغربية Empty
مُساهمةموضوع: أثر الكيميائيين المسلمين في الحضارة الغربية   أثر الكيميائيين المسلمين في الحضارة الغربية I_icon_minitimeالأربعاء 3 فبراير - 6:41


جابر بن حيان
يعتبر دور المسلمين في التدشين لعلم الكيمياء دوراً بالغ الأهمية، بل لم يكن للعالم غنى عنه خاصة في أوروبا، فقد استفاد الأوربيون من نظريات المسلمين وخبراتهم وتجاربهم في الكيمياء، وقاموا بترجمة كل كتب الكيمياء العربية إلى اللاتينية؛ ذلك أن المسلمين هم أول من وضع الأسس العلمية للكيمياء المبنية على التجارب، وكان لجابر بن حيان اليد الطولى في نشأة علم الكيمياء، وهو الذي نظم كثيرا من طرق البحث والتحليل، وركب عددا من المواد الكيماوية، وكانت أبحاثه هي المراجع الأولى في أوربا حتى القرن الثامن عشر (11).

وقد كان من مظاهر تأثر الحضارة الغربية بالمسلمين أو بالحضارة الإسلامية في مجال الكيمياء ما ظهر من اقتباس الأوربيين لكثير من المصطلحات الكيماوية العربية، والتي كان من أهمها:

الكافور: Camphor.

القلوي: Alkali.

الأنبيق: Alempic.

الكحول: Alchol.

التوتيا: Tutry.

الإثمد: Aktimany (12).

ويشهد على هذا التأثير الأستاذ (مييرهوف) فيقول: إن تأثير جابر بن حيان قد طبع تاريخ الكيمياء الأوروبية في العصور الوسطى وحتى العصر الحديث بطابع يمكن تتبعه، فقد كان اسم جابر بن حيان واحداً من أوائل الأسماء التي مجدها الغرب منذ أول عهده بالاتصال بعلوم العرب، فكانت كتبه تترجم إلى اللاتينية فور الحصول عليها، وكان كتابه "التراكيب" من أول الكتب العربية التي ترجمت إلى اللاتينية؛ إذ ترجمه روبرت الشستري في سنة (1144م) وترجم جيرار الكريموني كتاب "السبعين".

ولقد استمر تأثير جابر في أوروبا والغرب بعد ذلك حتى ترجم له ريتشارد رسل الإنجليزي بعض أعماله من اللاتينية إلى الإنجليزية في سنة (1678م) تحت عنوان: "أعمال جابر أشهر الأمراء والفلاسفة العرب" مترجمة بأمانة بواسطة ريتشارد رسل من محبي الكيمياء.

كما أن ألبرت الكبير نقل أعمال جابر الكيماوية وغيره من الكيميائيين العرب في كتابه، ولم يبتكر ألبرت شيئاً ولم يُضِفْ بإجماع الباحثين، وصار الكتاب مرجعاً للعالم فيما بعد.

وتأثير العرب المسلمين في مجال الكيمياء واضح في موسوعة "فانسيت دي بوقيه"، يقول الأستاذ مييرهوف: "إن المقالات المنسوبة إلى دي بوفيه مليئة بشواهد عن جابر"، ولا أحد ينكر مدى أهمية هذه الموسوعة لدى الغرب.

وهذا هنري كافندش عالم كيميائي كبير تأثر تأثراً شديداً بإحدى نظريات جابر في القرن الثامن عشر، يقول هوليمار: تكمن إحدى الإضافات الأساسية للنظرية الكيماوية المتعلقة بتكوين المعادن في آرائه (أي جابر)، قبل جابر على أية حال نظرية أرسطو في تكوين المعادن، ولكنه يلوح بأنه نظر فيها على أنها مبهمة بطريقة كبيرة تجعلها عاجزة عن أن تفسر الحقائق الملاحظة، ولا يمكن أن تنير السبيل إلى الوسائل العلمية للتحويل (أي التحويل من معادن رخيصة إلى ذهب) ولذلك عدلها بطريقة ما ليجعلها أقل إبهاماً وعاشت النظرية التي اقترحها بعد إضافة بعض التعديلات والإضافات حتى بداية عصر الكيمياء الحديثة في القرن الثامن عشر، فنظرية الفلوجستون نفسها بالرغم من قصورها قد وصفت بأنها الدليل والمصباح المنير للكيماويين في القرن الثامن عشر، هذه النظرية التي وصفها البعض بأنها درة العصر ما هي إلا مولود مباشر لنظرية ابن حيان في تكوين المعادن..

هذه هي شهادة أحد الأساتذة الغربيين، توضح إلى أي مدى أسهمت الحضارة الإسلامية وأثرت في الحضارة الغربية في مجال الكيمياء.

أما مبحث مسلمة المدريدي في الأندلس الذي وصف أكسيد الزئبق وقدم بياناً بطريقة تحضيره، يشهد هوليمار على أن هذه المادة لم يستفد منها أحد مثلما استفاد منها بريستلي ولافوازييه.

أما منصور الكاملي رئيس قسم الكيمياء في معمل القاهرة فقد ظلت نظرياته في عملية تصفيته المعادن من الشوائب، وفصل الذهب من الفضة بواسطة حامض النيتريك، واستخلاص الفضة من الذهب بواسطة خلط السبائك المختلط منها بالزئبق، خلت نظرياته في هذا هي أفضل المعلومات الكيماوية التي يعتمدون عليها في أوروبا ولم تشتمل على أية تحسينات من علمائهم حتى القرن السادس عشر.

وهناك تصريح ورد بالموسوعة البريطانية الطبعة الحادية عشرة يقول: عرفت أول صناعة لملح النشادر في مصر، ومنها تزودت أوروبا سنين طويلة بهذا الملح، وكان أهل البندقية ثم الهولنديون من بعدهم أول من حمل هذه التجارة من مصر إلى أوروبا، وأما الطريقة التي كان يصنع بها المصريون ملح النشادر فلم تكن معروفة في أوروبا حتى سنة (1719م)، حين أرسل د.ليمير القنصل الفرنسي في القاهرة إلى الأكاديمية الفرنسية الطريقة التي يصنع بها هذا الملح في مصر.

يقول المستشرق دوستاولوبان: "إنه لولا ما وصل إليه العرب من نتائج واكتشافات ما استطاع لافوازييه أبو الكيمياء الحديثة أن ينتهي إلى اكتشافاته" (13).


محاولات الطمس والتشويه
على الرغم من هذه الحقائق المدهشة السابقة، والتي تشير بما لا يدع مجالاً للشك بأن المسلمين هم الذين وضعوا أسس علم الكيمياء فقد تصدى لهذه الحقيقة المنكرون لحضارة العرب والإسلام من الأوروبيين، وأخذوا يضربون بمعاول الهدم في أصولها، وكان للأستاذ بيرتليو أكبر ضلع في تزعم حركة هدم مجد المسلمين في الكيمياء.

يقول بيرتليو في نظريته في الموسوعة الفرنسية التي كتب فيها مادة جابر بن حيان: أقنعتنى الدراسة العميقة في كتب جابر ومقارنتها بالمؤلفات اللاتينية الموثوق بأنها أُلِّفت في القرن الثالث عشر بأن هذه المؤلفات اللاتينية المنسوبة إلى جابر منحولة، وإذن أريد أن أقول: إن مُؤَلِّفين لاتين في نهاية القرن الثالث عشر وبداية القرن الرابع عشر هم الذين ألفوا هذه الكتب، وربما يرجع بعضها إلى مؤلفين من القرنين الخامس عشر والسادس عشر، ففكروا في أنه من الأفضل لهم أن ينسبوا هذه المؤلفات إلى اسم طنان كان يعتبر حجة في زمانهم، هو جابر!!

ويُكمل فيقول: وتأييدًا لقولي السابق نجد الموسوعة الإسلامية - وهى من عمل جملة من المستشرقين ألفت بعد بيرتليو بأكثر من نصف قرن تقريبا - قد نهجت نهجه وضربت ببحوث ثقات العلماء عرض الحائط وقالت - إمعانا في إنكار فضل العرب -: "نسبت الأقوال المأثورة الأورويبة اكتشافات مهمة في الكيمياء لجابر بن حيان وخاصة الماء الملكي وحامض الكبريتيك وحامض الأزوتيك ونترات الفضة، غير أن أيًّا من هذه الاكتشافات لم تذكر في الكتب التي تحمل اسم جابر، ولم تظهر إلا في الكتب اللاتينية المكتوبة في أواخر القرن الثالث عشر، أي كتاب s.perfectionis والكتب الملحقة به والتي تحمل اسم جابر، وإذن فالتقدير الكبير الذي نظرت به العصور المسيحية للكيمياء العربية ليس مبنيا على أسس محددة يمكن الركون والرجوع إليها..!!

وهذا إذن بيت القصيد.

فالمسيو بيرتلو ومناصروه لم يحاولوا أن يحددوا لنا تاريخاً معيناً أو كاتباً بذاته ألف هذه الأعمال، فهو لا يعرف، وعلى حد قوله: ربما يكون مؤلفاً لاتينياً أو عدة مؤلفين في أيٍّ من القرون الثالث عشر أو الرابع عشر أو الخامس عشر!!

وأنهم جميعاً نسبوا كتاباتهم لجابر بن حيان الحجة العربي الثبت!! أشيء مثل هذا يمكن أن يقع في عالم الفكر؟! فافتراض بيرتليو بأن هناك عدة مؤلفين في عصور مختلفة يصنفون كتباً، ويتعبون قرائحهم وفكرهم بإخراجها، ويتعبون أيديهم وأجسامهم بنسخه، ثم ينحلونها لغيرهم - إما موجوداً أو معدوماً - هو ضرب من الجهل يصعب تصديقه!!

أما ادعاء أن إنكار نظرية تحويل المعادن إلى ذهب لم يحدث إلا في القرن الثاني عشر - كما يقول بيرتلو - فأمر مرفوض من أساسه؛ لأن ابن سينا في القرن العاشر رفضها وأنكرها إنكاراً ثابتاً وواضحا.

ومحاولة إنكار نسبة كتاب "الخالص" لجابر نظراً لعدم وجود نسخة عربية منه، فهو أمر ليس من الضروري التسليم به، فهناك كتب كثيرة من كتب القدماء فُقدت ولم تحفظ في بعض الأحيان غير ترجماتها بلغات غير لغاتها الأصلية، فنجد مثلاً أن كتباً يونانية مهمة مثل: "رسالة الأصجار لأرسطو"، أو "التعليقات على الأوبئة" لجالينوس قد فُقِدَت أصولها ولم تبقَ إلا ترجمتُها العربية.

وكان كتاب "المناظر" لابن الهيثم أيضاً غير معروف إلا في ترجمته اللاتينية حتى عصر قريب جداً حين وُجِدَت نسخةٌ منه منذ سنوات قليلة، وهذا الكتاب الخالص يرجع تاريخ أقدم مخطوطة لاتينية له بالتحقيق إلى سنة 1300م، وهي موجودة الآن في المكتبة الأهلية بباريس، وهذا الكتاب لا شك عمل مبتكر ليس له مثيل وليس مجرد جمع من مؤلفات الآخرين.

والحقيقة الثابتة أنه ليس من مؤرخ واحد كبر أو صغر في الشرق أو الغرب يستطيع أن يدلنا على اسم واحد من الكتاب الأوروبيين في القرن الثالث عشر والرابع عشر، بل والخامس عشر أيضاً، كتب بحثاً علمياً مبتكراً في أي موضوع علمي، بمن فيهم أعظم الأسماء التي ظهرت في تلك الفترة، مثل: ألبرت الكبير، وروجر بيكون، وأرنولد الضيلانوفي، وغيرهم الكثير الذين اقتصروا على النقل والتوليف لا الابتكار، والذين اعترفوا - بنُبْلٍ وتواضع - بجابر أستاذاً لأساتذتهم.

ولعل محاولات نسبة الكتاب من قبل بعض المشوهين إلى غير جابر ترجع إلى ما احتوى عليه هذا الكتاب من اكتشافات سباقة في الكيمياء مثل اكتشاف الأحماض والماء الملكي، حيث إنه بدون هذه الأعمال ينتفي فضل العرب المسلمين الكيماوي وإنجازاتهم الرائعة في هذا الميدان.

والترجمة اللاتينية لكتاب (الخالص) الموجودة تحت عنوان الكتب الملحقة به يؤكد الأستاذ سارتون أنها مستقاة من أصول عربية بدليل وجود جمل لاتينية غريبة يستطيع أي مستعرب (أي إفرنجي دارس للعربية) أن يكتشف لتوه أنها ترجمات لمصطلحات عربية.

وفي النهاية ورغم كل هذه المحاولات المضللة التي تسعى لتغييب الدور الإسلامي عن واقع الحياة العلمية فإن أوروبا ستظل في حاجة إلى كيمياء العرب المسلمين ومجهوداتهم في هذا المضمار، والدليل على ذلك أن أوروبا لم تعرف صناعة ملح النشادر إلا عن طريق مصر في العصر الحديث.


تعليق بعض المنصفين من الغربيين
على الرغم من الهجمة الوحشية التي يشنها كثير ممن لا يروق لهم تقدم المسلمين في أي مجال، إلا أن عدداً من المنصفين في الغرب لا زالوا يذكرون الحقائق ويؤكدون على أستاذية العرب والمسلمين في مجال الكيمياء.

يقول الأستاذ ستابلتون: "ينبغي لنا أن نقر للرازي بأنه أحد النابهين في البحث عن المعرفة ممن جادت بهم الدنيا في كل زمان ومكان، فهو ليس نسيج عصره وزمانه فقط، وإنما لا نظير له في كل العصور التالية حتى بدأ فجر العلم الحديث يبزغ في أوروبا مع جاليليو وروبرت بويل.." (14).

أما الأستاذ بيرتليو الذي حاول تغييب إنجازات جابر بن حيان في الكيمياء ونسبتها إلى مؤلفين مجهولين لاتينيين هو نفسه الذي قال: إن اسم جابر بن حيان ينزل في تاريخ الكيمياء منزلة اسم أرسطو في تاريخ المنطق (15).

أما جوستاف لوبون فقد أنصف المسلمين عندما قال: إن البحوث التي أجراها رينو وفافييه والتي سبقهما إليها كاسيري وأندريه وفياردو، قد أثبتت بوضوح أن البارود ذا القوة الدافعة باعتباره مادة متفجرة تعمل على دفع القذائف اختراع عربي أصيل لم يشارك العرب فيه أحد، لقد عرف العرب كيف يخترعون ويستعملون القوة الناشئة عن البارود، وهم - باختصار - الذين اخترعوا الأسلحة النارية (16).

وقد قال لوبون (G. Lebon): "تتألف من كتب جابر موسوعة علمية تحتوي على خلاصة ما وصل إليه علم الكيمياء عند العرب في عصره، وقد اشتملت كتبه على بيان مركبات كيميائية كانت مجهولة قبله" (17).

ويقول ول ديورانت: "يكاد المسلمون يكونون هم الذين ابتدعوا الكيمياء بوصفها علما من العلوم؛ ذلك أن المسلمين أدخلوا الملاحظة الدقيقة والتجارب العلمية، والعناية برصد نتائجها في الميدان الذي اقتصر فيه اليونان - على ما نعلم - على الخبرة الصناعية والفروض الغامضة" (18).


من أعلام الكيميائيين المسلمين المعاصرين
استكمالا للمسيرة وإتماما للعطاء، فلم يزل في المسلمين إلى الآن - رغم بعدهم عن ركب الحضارة بسبب ما يحاك ضدهم - علماء أفذاذ، بهروا العالم المعاصر بعلومهم واكتشافاتهم التي غيرت - وما زالت تغير - مجرى التاريخ، فكان منهم:


أحمد زويل
ولد الدكتور أحمد زويل في مدينة دمنهور بجمهورية مصر العربية في السادس والعشرين من فبراير عام 1946م، وبدأ تعليمه الأولي بمدينة دمنهور، ثم انتقل مع الأسرة إلي مدينة دسوق مقر عمل والده حيث أكمل تعليمه حتى المرحلة الثانوية، ثم التحق بكلية العلوم جامعة الإسكندرية عام ‏1963‏ وحصل علي بكالوريوس العلوم قسم الكيمياء عام ‏1967‏ بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، وكان يقيم أثناء سنوات الدراسة الجامعية بمنزل خاله المرحوم علي ربيع حماد بالعنوان ‏8 ‏ش ‏10‏ بمنشية إفلاقة بدمنهور، ثم حصل بعد ذلك علي شهادة الماجستير من جامعة الإسكندرية.

بدأ الدكتور أحمد زويل مستقبله العملي كمتدرب في شركة "شل" في مدينة الإسكندرية عام 1966، واستكمل دراساته العليا بعد ذلك في الولايات المتحدة حيث حصل علي شهادة الدكتوراه عام 1974م من جامعة بنسلفاني.
وبعد شهادة الدكتوراه انتقل الدكتور زويل إلى جامعة بيركلي بولاية كاليفورنيا وانضم لفريق الأبحاث هناك. وفي عام 1976م عين زويل في كلية كالتك كمساعد أستاذ للفيزياء الكيميائية وكان في ذلك الوقت في سن الثلاثين.
وفي عام 1982 نجح في تولي منصب أستاذ الكيمياء، وفي عام 1990م، تم تكريمه بالحصول علي منصب الأستاذ الأول للكيمياء في معهد لينوس بولينج.
وفي سن الثانية والخمسين فاز الدكتور أحمد زويل بجائزة بنيامين فرانكلين بعد اكتشافه العلمي المذهل المعروف باسم "الفيمتوثانية" أو "Femto-Second" وهي أصغر وحدة زمنية في الثانية، ولقد تسلم جائزته في احتفال كبير حضره 1500 مدعو من أشهر العلماء والشخصيات العامة مثل الرئيسين الأسبقين للولايات المتحدة الأمريكية جيمي كارتر وجيرالد فورد وغيرهم.

وفي عام 1991م تم ترشيح الدكتور أحمد زويل لجائزة نوبل في الكيمياء، وبذلك يكون أول عالم عربي مسلم يفوز بتلك الجائزة في الكيمياء منذ أن فاز بها الروائي نجيب محفوظ عام 1988م في الأدب، والرئيس الراحل محمد أنور السادات في السلام عام 1978م.

وللدكتور أحمد زويل أربعة أبناء وهو متزوج من "ديما زويل" وتعمل طبيبة في مجال الصحة العامة، وهو يعيش حاليا في سان مارينو بولاية كاليفورنيا.

ويشغل الدكتور أحمد زويل عدة مناصب وهي: الأستاذ الأول للكيمياء في معهد لينوس بولينج، وأستاذ الفيزياء في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا ومدير معمل العلوم الذرية.

أبحاث الدكتور زويل حاليا تهدف إلى تطوير استخدامات أشعة الليزر للاستفادة منها في علمي الكيمياء والأحياء، أما في مجال الفيتو الذي تم تطويره مع فريق العمل بجامعة كالتك فإن هدفهم الرئيسي حاليا هو استخدام تكنولوجيا الفيمتو في تصوير العمليات الكيميائية وفي المجالات المتعلقة بها في الفيزياء والأحياء (19).


عبد القدير خان
ليس حل مشكلات العالم الإسلامي قنبلة نووية، ولكن ماداموا يفعلون فعلينا أن نمتلك مصادر القوة، هذه كانت وجهة النظر الباكستانية في مشروعها النووي، قد يوافق عليها البعض وقد يرفضها آخرون، لكن هذا ما صار فعلاً وتطور علي يد العالم الباكستاني عبد القدير خان.

ولد الدكتور عبد القدير خان في ولاية بوبال الهندية عام 1936م، لا يصغره سوى أخت واحدة من بين خمسة من الإخوة واثنتين من الأخوات، كان والده عبد الغفور خان مدرسًا تقاعد عام 1935م، أي قبل ولادة ابنه عبد القدير بعام واحد؛ ولذا نشأ الابن عبد القدير تحت جناح أبيه المتفرغ لتربيته ورعايته.

عبد القدير خان عالم الذرة الباكستاني الذي حقق حلم باكستان في امتلاك الرادع النووي وجعلها أول دولة إسلامية تمتلك القنبلة النووية، محققاً تحذير ذي الفقار علي بوتو، الذي جاء في مرحلة مبكرة إذ قال في عام 1965م عندما كان وزيراً في حكومة أيوب خان: "إذا صنعت الهند قنبلة، فإننا سنقتات الأعشاب وأوراق الشجر، وسنصبر على الجوع حتى نحصل على قنبلة من صنع أيدينا، وليس لنا بُدٌّ من ذلك".

وعندما وصل بوتو إلى سُدَّة الحكم في أعقاب الهزيمة الباكستانية الأليمة أمام الهند عام 1971م، والتي انتهت باستقلال باكستان الشرقية وتحولها إلى (بنجلاديش) وانكشاف باكستان أمام التفوق العددي والكَمِّي للهند، قرر بوتو صناعة القنبلة وجمع أفضل عقول باكستان في الفيزياء النووية، وكان على رأسهم آنذاك: البروفيسور عبدالسلام (الذي حاز على جائزة نوبل في العلوم الطبيعية لاحقاً عام 1979م)، والدكتور إشراط عثمان رئيس هيئة الطاقة الذرية الباكستانية، والبروفيسور منير أحمد خان الخبير الدولي وعضو وكالة الطاقة الذرية الدولية في فينا. وقد عقد الاجتماع الذي اتخذ فيه ذلك القرار التاريخي في شهر يناير من عام 1972م، في مدينة (مولتان) الهادئة القريبة من الحدود الهندية في مقاطعة البنجاب.

كان العلماء الباكستانيون كغيرهم يعرفون أسرار صناعة القنبلة لكن معدات الإنتاج والتصنيع، وخصوصاً تقنية تخصيب اليورانيوم بالدرجة والكمية المطلوبة، هي العقبة الرئيسية أمامهم، إلى أن تمكن الدكتور عبدالقدير خان - الذي كان يعمل في شركة "أورينكو" المملوكة بشكل مشترك لكل من هولندا وبريطانيا وألمانيا؛ لترجمة بعض الكتب الفنية الخاصة - من حَلِّ تلك المعضلة بهدوء ودهاء شديدين؛ إذ استطاع أن يكسب ثقة زملائه العاملين في مركز التطوير والتصميم في مدينة (آلميلو) في هولندا، وأن يصل كذلك إلى أكثر الوثائق والتصاميم وقوائم الموردين سرية، وعمل بهدوء وجَلَد على معرفة كل ما تحتاجه الباكستان لكسر الحصار المفروض عليها لإنتاج قنبلتها النووية، وخصوصاً أسرار فرَّازات الطرد المركزي التي كانت تقنية معروفة، ولكن تطبيقاتها عملياً بالغة التعقيد. ولم يتمكن من إتقان صناعتها سوى الاتحاد السوفيتي وشركة "أورينكو" الأوروبية.

وبعد أن أدرك أهمية معارفه لبرنامج بلاده بادر بالعودة إلى موطنه ووضعها في خدمة وطنه، وعاد عبدالقدير خان إلى باكستان في عام 1975م بكل المعرفة والعلوم وأساليب الإنتاج وقوائم الشركات الصانعة للمعدات، مما أعطى دفعة قوية للبرنامج النووي وجعل طموحات باكستان قريبة المنال.

وقبل أن تتنبه الولايات المتحدة لجدية الخطوات الباكستانية وتسارع إلى وضع العراقيل أمامها وسد المنافذ كان عبدالقدير خان قد استطاع تأمين احتياجات البرنامج الباكستاني من مصادر متعددة بسرية وهدوء وخداع استراتيجي ذكي؛ إذ كانت المكونات تُشتَرى بشكل متفرق وبأسماء دول وشركات أخرى ثم تنقل إلى الباكستان.
وخلال فترة وجيزة أصبح خان رئيس البرنامج النووي الباكستاني، والعالم المسئول عن برنامج إنتاج القنبلة الذرية؛ فواصل عمله الدؤوب، ونجح في تخطي كل العقبات، وكان ناجحاً في الحصول على احتياجاته في سرية مطلقة وبهدوء وحذر شديدين.

وقد تَوَّج عبدالقدير خان حياته العلمية وخدماته الجليلة لوطنه عندما استطاع أن يرد على تفجير الهند النووي في مايو من عام 1998م بتفجير نووي باكستاني مماثل بعد أسبوعين فقط، مما جعل الهند تدرك أنه لا أساس من الصحة لتعثر الباكستان النووي، وأن جارتها المسلمة لديها القدرة على الرد السريع عند الحاجة.

هذا الإنجاز جعل من عبدالقدير خان بطلاً وطنيا، وعالما إسلاميا جليلاً، وكَرَّسَ مكانته في نظر دول العالم الثالث الطامحة لكسر القيود المفروضة على تطوير برامجها النووية، وكان مَحَطَّ أنظار الدول الراغبة في تكرار تجربة الباكستان (20).


نصائح للمتخصصين في مجال الكيمياء
من الواضح أن النابغين من المسلمين في مجال الكيمياء استطاعوا أن يوظفوا علم الكيمياء ويجعلوا منه علماً قابلاً وبقوة للاكتشافات والاختراعات، فإذا نظرنا إلى مجهودات جابر بن حيان أو أبي بكر الرازي سنجد أن مجهودهما - وغيرهما أيضا من علماء المسلمين - لا تخلو من تقديم الجديد والمبدع، ولم تقف عند دراسة ما سبق، ومناقشته وتناوله بحثاً ودراسة فقط، كما هو الحال الآن - وبشكل رئيسي - في دراسات المتخصصين.

- فلماذا لا يسعى المتخصصون في الكيمياء وراء اكتشاف الجديد وإعمال العقل تجاه التجارب القديمة؟ فالرازي حينما وجد أن معامل الكيمياء والتجارب الكيميائية تفتقر إلى نوع من التقنين في مسالة الأجهزة الكيمائية سعى لذلك فقدم شيئاً جديداً مبهراً، فقسم الأجهزة التي يتطلب إنشاء معمل وجودها إلى قسمين، وعين كل جهاز ووظيفته، وسعى أيضاً وراء تقديم الجديد من خلال الحصول على صبغات مبتدعة لم يسبقه أحد من قبله إليها عن طريق بعض التراكيب التي اكتشفها هو أيضاً، فالمتوقع أن المعاصرين لو حرصوا على اكتشاف الغائب وإخراج المجهول من غياهب أماكنه لكان ذلك عوناً جديداً وخطوة حاسمة في طريق نهضة كيميائية عربية جديدة.

ولعلنا نجد اهتمام ابن حيان بمنهج علمي له خطوات ثابتة دليلاً على أهمية التنظيم في العمل المعملي، حتى إنه كان يحرص كل الحرص على مراقبته ومشاهدة العمليات الكيماوية بنفسه التي يقرأ عنها لأي باحث.

- وعلى المتخصصين أيضاً أن يسعوا من خلال تخصصهم وخبرتهم المعاصرة إلى الرد على محاولات المتخصصين من الغرب لطمس هوية المجهودات العربية في مجال الكيمياء، فهم أجدر المعاصرين بالتصدي لمثل هذه المحاولات نظراً لتخصصهم وإطلاعهم الواسع من خلال تواجدهم على الساحة الكيميائية.

- وعلم الكيمياء يرتبط ارتباطاً وثيقاً باحتياجات البشر المتعددة الموجودة في حياتنا على مستوى الملبس والمشرب أو المأكل وغيرهم، لماذا لا يضع مجموعة من المتخصصين خطة بحثية جدية - حتى وإن كانوا لا زالوا دارسين في كلياتهم - يقومون من خلالها بمحاولات كيماوية لتطوير العناصر الكيميائية الموجودة في حياة الناس، والتي يحتكون بها يومياً، حيث كان ذلك ديدن السابقين النابغين في الكيمياء، وهو واضح في دراساتهم وأبحاثهم العلمية.

- أما المشكلة التي نعاصرها فهي أن الطلبة المتخصصين في معظم المجالات لا يضعون مسألة الاكتشافات موضع الاهتمام، ويقل بحثهم فيما ندر أو قلَّ في تخصصهم، وقد يكون تجاوز هذه المشكلة انطلاقة جديدة نحو نهضة علمية عربية.

- ثم لماذا لا يعود المتخصصون الكيميائيون إلى منهج فريق العمل، الذي يعتمده كثير من الباحثين في أنحاء المعمورة؟ إن العمل الجماعي من أجل الوصول لإنجاز علمي معين أثبت أنه يوفر الكثير من الجهد والوقت، وهو المنهج المعتمد لدى الأمم المتقدمة ومختبراتهم، وفيه يحاول كل فريق أن يستفيد من مجهودات أعضائه في قضية ما أو أبحاثهم في مسألة ما، فالنتيجة من المؤكد أنها ستكون إيجابية وفي صالح البحث العلمي، والدليل على ذلك اعترافات العلماء بأن نجاحهم ما كان ليرى النور لولا العمل العلمي المعملي الجماعي.

- وأخيرا أتوجه - كفرد مسلم - في نهاية هذه الدراسة بنداء خاص إلى حكومات وحكام المسلمين باتخاذ القرار المصيري بامتلاك التكنولوجيا النووية، والاستفادة القصوى منها في الناحية السلمية، وأيضا لتكون سلاحا فعالا ورادعا حال الحرب، خاصة إذا كان الجيران من الأعداء يمتلكونها
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أثر الكيميائيين المسلمين في الحضارة الغربية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المغرب وقصة الصحراء الغربية بقلم الدكتور راغب السرجانى
» زيارة جيراننا المسلمين (أبراهيم ويعقوب من غامبيا )
» الموضوع رقم 13000 فى المنتدى قصيدة فى محنة الاخوان المسلمين بمصر
» مذبحة سريرنبيتسا 1995م التى قام بها الصرب ضد المسلمين فى البوسنة والهرسك
» سجــــل دخولكـ بالصلاة على الحبيب المصطفى ....

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات ابناء السقاى :: المنتدى الاسلامى-
انتقل الى: