منتديات ابناء السقاى
يا ضيفنا لو زرتنا لوجدتنا نحن الضيوف وانت صاحب المنزل اهالي السقاي يرحبون بكل زائر ويسعدنا تسجيلك معنا (إدارة المنتدى)
منتديات ابناء السقاى
يا ضيفنا لو زرتنا لوجدتنا نحن الضيوف وانت صاحب المنزل اهالي السقاي يرحبون بكل زائر ويسعدنا تسجيلك معنا (إدارة المنتدى)
منتديات ابناء السقاى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


المنتدى الجامع لأبناء السقاى الكبرى
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ضعف الوعي التِقَنِى فى السودان

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سامي الماحي

سامي الماحي


عدد المساهمات : 403
تاريخ التسجيل : 27/09/2009
العمر : 39
الموقع : حيدر أباد هوماين نقر _ إندرابراديش _ الهند

ضعف الوعي التِقَنِى فى السودان Empty
مُساهمةموضوع: ضعف الوعي التِقَنِى فى السودان   ضعف الوعي التِقَنِى فى السودان I_icon_minitimeالثلاثاء 26 يناير - 7:52

أضحى منظر وجود الحاسوب بكل ملحقاته الصغيرة والكبيرة، من مناظر الزينة المألوفة داخل البيت السودانى، خاصة بيوت الموظفين بالدولة. وهو فى ذلك لا يقل أهمية عن الحافلة بمنطق هذا الزمان، والفَضِيّة بمنطق العصور السودانية الوسطى، والسَّحارة بمنطق ناس إبراهيم الكاشف ومنطق أُستاذنا أبو العزائم. كيف لا وقد أصبحت أهم الضمانات فى الحصول عليه أن تكون موظفاً وقادراً على دفع الاستقطاع الشهرى البالغ قدره خمسين جنيهاً، وحقاً سمحة المقدرة يا الموظفون، وتشكر على ذلك الهيئة القومية للاتصالات التى قامت بتيسير أمر الحصول على أجهزة الحاسوب طيبة الذكر.
لقد أصبح الحاسوب بوقفته ممشوقة القوام تلك، أهم ما يزين جيد كل الصالونات السودانية، خاصّة الخرطومية منها، دون أن يتعدّى أثره محيط تلك الزينة.
وما شجّعنى للاهتمام بهذا الموضوع «ضعف الوعى التقنى» ومحاولة معالجته كمقال، هو جملة مواقف تزامنت مع بعضها البعض وبشكل متكرر، جعلت- حسب تقديرى- من موضوع ضعف الوعى التقنى فى السودان ظاهرة تستحق الدراسة وتستحق أن تُفرد لها كذلك مساحات للنقاش تعزيزاً لبعض الأطروحات البنّاءة التى تتحدّث الآن عن ما يُسمى بالتخطيط الاستراتيجى التقنى على خلفية الظاهرة مسار الحديث، حيث يتم النظر فى هذا الاتجاه للتخطيط الاستراتيجى التقنى فى سياق مُتصل بمعرفة دواعى وأسس استجلاب وتوظيف التقانة ودراستها بقصد الاستخدام الأمثل الرامى للمساهمة فى إنتاج المستقبل المطلوب الذى يتماشى مع المصالح الوطنية المُخطّط لها على المدى الطويل.
ولعلَّ معرفة دواعي استجلاب التقنية على مستوى الفرد والدولة وكيفية توظيفها بالشكل الأمثل، يُعد نوعاً من التخصيص الأمثل للموارد، وهذه قيمة اقتصادية عظيمة تدعم وتعزز فرص نجاح الاستراتيجيات، خاصة إذا كانت هذه الأخيرة «الاستراتيجيات» معنية على المستوى العام بحشد قوى الدولة الشاملة لتحقيق الأهداف الكُلية المُتّفق عليها، والاقتصاد القائم على ركيزة التخصيص الأمثل للموارد يُعد أحد هذه القوى.
أعود لما شجّعنى على الكتابة من مواقف حول هذا الموضوع:
الموقف الأول كان طرفه أحد الإخوة الدستوريين المُحترمين بكل ما تحمل الكلمة من معنى، وأكن له معزّة خاصة لا لشيء إلاّ لأنّه عالم ضل طريقه إلى دنيا السياسة، وقطعاً فإنّ مردوده فى المنابر العلمية أكبر وأنفع من مردوده فى المنابر السياسية، جمعنى به أمر علمى صرف، فاتصلت عليه طالباً منه أن يمدنى ببريده الالكترونى بغية إرسال بعض الملفات محور التعامل، فقال بسودانية خالصة أنا ما عايز أتعبك معاى هاك ده رقم الفاكس رسِّل لى فيهو الملفات، وحقاً لقد أتعبنى الرجل من غير أن يدرى أن إرسال رسالة عبر البريد الالكترونى يمكن أن تكون ميسورة أكثر من الفاكس، وبإمكانه استلام الملفات عبر البريد الالكترونى قبل أن يرتد إليه طرفه، وأصررت على أن أقف على دواعى عدم إتعابى، فتبيّن لى أنّ هذا الدستورى ليس لديه بريد الكترونى من الأساس، وعلاقته بالحاسوب زى علاقة العرب بإسرائيل.
والموقف الثانى حدث لى يوم الأحد الماضى، عندما كنت بإحدى المصالح الحكومية التى تقع غرب استاد المريخ بأم درمان، وتحت تحت كده عندها صلة بالقروش لقضاء مسألة تتعلق بالقروش، رغم أننى لست من أصحاب الملايين إياها ولكن قلنا مشِّى أمرك يا قدر، فهذا المكتب الحكومى يتألف من طابقين وعدد العاملين فيه ربما قارب أو جارز الأربعين شخصاً، وبه واحد حاسوب فقط لا غير، يعنى بالعربى الفصيح كده كل هذا الجيش من الموظفين يعتمد على جهاز حاسوب واحد، رغم إنّهم ناس قروش وما بخلوا حقهم.
والموقف الثالث حدث لى فى نفس يوم الأحد داخل أحد الصروح الإعلامية المُهمّة بالبلاد، وللأمانة فى واحدة من الإدارات المكونة من أربعة طوابق أيضاً، كانت المناسبة استخراج مستند، حيث تعزّر استخراجه فى أحد الطوابق، فما كان هناك من خيار فى ظل تعثُّر إرسال المستند الشقى عبر الشبكة الخاصة بالصرح المعنى، فكانت رحلة البحث عن السلام عفواً الفلاش، لنقل البيانات المطلوبة بغرض طباعتها فى مكان ليس بذى زرع. وتجولتُ فى الثلاثة طوابق أبحث عن هذا الفلاش. ومررتُ على الطوابق الثلاثة وسألت أكثر من عشرة أشخاص حيث كانت إجابة كل من أسأله.. فلاش بتاع شنو وأجابنى أحدهم بطريقة غاية فى الطرفة، أبداً والله فلاش ده ما قاعد استعملوا .. والله بحثتُ عن هذا الفلاش حتى فى معمل الكمبيوتر الخاص بهذه المؤسسة فلم أجده.
ثمة ملاحظة يمكن إبداؤها هنا في ما يتعلّق بوعى الإنسان السودانى بالتقنية على ضوء المواقف الثلاثة:
الموقف الأول كيف يمكن أن نتعامل مع عالم يعرف ماذا يريد وكيف يحصل على ما يريد، ومتى يتحرك فى اتجاه تحقيق مطالبه، مستفيداً من أحدث التقنيات، لذلك فإنّ خطر عدم إلمام أستاذنا القامة بتكنيك وتكنولوجيا العصر ربّما ترتبت عليه أضرار بالغة لن يقف تأثيرها عند محيطه كإنسان، بل ربما شمل تأثيرها مصالحنا الوطنية فى لحظة من اللحظات، وهى بالتالى همسة فى أذن كل من يشغل موقعاً حسّاساً، بأن يراجع نفسه ويلم بلغة العصر صوناً لمصالحناً.
والموقف الثانى في ما يتصل بجيران استاد المريخ نقول لهم تخيّلوا أنَّ هذا الحاسوب قد تعطّل، علماً بأنّ به كل البيانات الخاصة بعملاء المنطقة المعينة، فهل هذا يعنى أن تضيع مصالح العباد لعدد من الأيام دون أى ذنب جنوه، ثمّ هى بالتأكيد خصم على خزينة الدولة، فضلاً عن أن التعامل المحوسب أيسر وأدق وآمن لطرفي التعامل.
والموقف الثالث الخاص بالصرح الإعلامى الكبير، يقودنا لسؤال كيف يتسنى لهذا الصرح أن يقدم السند الإعلامى المطلوب لدعم الخطط الاستراتيجية للدولة، فى عصر بات فيه الإعلام إحدى أهم الأدوات فى ظل ضعف الوعى بالتقنية وأهميتها، وفى هذا الاتجاه أصبح المراسلون وعبر الاستفادة من التقنية، يحولون التسجيلات الصوتية إلى ملفات ويرسلونها عبر البريد الالكترونى فى لحظة وقوعها باعتباره نوعا من السبق الإعلامى.
ويجب هنا أن نتذكَّر اليابان كمثال حي على الدور الخطير الذى يمكن أن تلعبه التقنية فى دفع اقتصاديات الدول، فاليابان تُعد الدولة الصناعية الأولى أو الثانية في العالم، وليست لها موارد كما هو الحال عندنا فى السودان، ولكنها استطاعت أن توظف التقنية بشكل جيّد للغاية، جعلها تُصنّف ضمن الاقتصادات العملاقة.
والأمر الجدير بالذكر في ما يتعلّق بضعف الوعى التقنى فى السودان، هو ضرورة وجود استراتيجية لتشجيع المبدعين في مجال التقنية بداعى الخروج من مربع الاستهلاك والانتقال لدائرة الاستقلال التقني ومن ثم التصدير.
وأختم بطرفة توضّح أنّ المستفيد الوحيد من ضعف الوعى التقنى هو أحد رجال الأعمال الأمريكان، لا أذكر اسمه، فقد تقدّم لوظيفة بمؤهلات معينة للعمل فى مايكروسوفت، وقد استوفى كل الشروط، فطُلب منه ترك بريده الالكترونى عند مسؤول المعاينات، فاعتذر عن عدم امتلاكه لبريد إلكترونى، وكان ذلك سبباً فى عدم حصوله على الوظيفة، فاتجه على إثر ذلك للعمل فى التجارة، وصار بعدها أحد أغنياء المجتمع الأميركى. وعندما سأله أحد الصحافيين أنت استطعت أن تكوِّن كل هذه الثروة بدون بريد إلكترونى، فما بالك لو كنت تمتلك بريدا إلكترونياً، فقال له كنت سأكون مجرد موظّف صغير فى مايكروسوفت، ولكن الناظر لبيل غيتس مالك شركة مايكروسوفت باعتبارها إحدى شركات البرمجيات فى العالم، يدرك قيمة وجدوى الوعى التقنى.. والسلام.
--------
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ضعف الوعي التِقَنِى فى السودان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سلفاكير» يفقد الوعي أثناء مشادة مع قادة قواته
» حكاوى الدهب فى السودان بين الواقع والخيال
» اخر خبر فى السودان
» ياحبي لكم اهل السودان
» تلفزيون السودان

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات ابناء السقاى :: منتدى الدردشه والفكاهه-
انتقل الى: