سامي الماحي
عدد المساهمات : 403 تاريخ التسجيل : 27/09/2009 العمر : 39 الموقع : حيدر أباد هوماين نقر _ إندرابراديش _ الهند
| موضوع: الوزير في الصف ! الإثنين 28 ديسمبر - 10:15 | |
| العبد الفقير إلى الله كاتب هذه السطور يعتقد أن عدم نزول المسئولين للشارع ومعايشتهم لأوضاع المواطنين هو السبب الرئيس لكل هذا التخلف الذى تعانيه ما يعرف (بالشعوب النامية) وليس (الإبتلاءآت) كما يصرح المسولون عادة وهم خلف (أبراجهم العاجية) ، فكيف لوزير (مواصلات) يصحو الصبح فيجد سائقه وهو قد قام بغسل العربة (الكامرى) وقاعد (يتمر) فيها ويمسح فى (الزجاج المظلل) الذى يمتص حرارة الشمس (مع إنو مكندشة) بينما (الموسيقى) تنساب من جهاز (السى دى) وعربة أخرى (دبل كاب) فى إنتظار أخذ الأولاد للمدارس (الأجنبية طبعن) ، كيف لوزير مواصلات بهذه الصفات و(الترطيب) أن يحس بازمة (المواصلات) وهو لم يقف فى موقف المواصلات (يكابس) مع المواطنين من أجل أن يظفر بمقعد قبل أن تفوته مواعيد العمل ! ولم يجلس فى حافلة فى (كرسى النص) وما أدراك ما كرسى النص !
وكيف لوزير (صحة) أن يحس بما يعانيه المواطن وما أن يحس هو أو أحد أفراد أسرته بأعراض إلتهاب (الجيوب الانفية) حتى يغادر مستشفيا بأحدً مستوصفات (المانيا) أو سويسرا أو بالعدم (لندن) القريبه دى ! كيف لوزير صحة بهذه الصفات و(الترطيب) ان يعلم مجرد العلم ما يعانية المواطن العادى من رهق وعناء فى المستشفيات (الحكومية) التى تطالبه بإحضار الشاش والحقن والديتول والدرب والبف باف لزوم قتل (الصراصير) والناموس الذى تعج به (العنابر) المتسخة المكتظة بالمرضى الخالية من (الدكاترة) والأخصائيين الذين ما أن تغيب الشمس حتى يهرعون نحو عياداتهم (النقاطة) !
وكيف لوزير (إسكان) وهو يسكن فى ذلك السكن (الخراسانى) الأنيق المطابق لكل المواصفات الصحية والترفيهية أن يحس بمعاناة مواطن يسكن فى أطراف المدينة فى منزل لا كهرباء فيه ولا مياه لا يعصمه عن السيول والمطار وحرارة الصيف وزمهرير الشتاء إلا (الله) ، تنتشر حوله البرك والمستنقعات الملأى بجميع أنواع الحشرات الطائرة (والراكة) والما بعرف شنو ديك !
وكيف لوزير (تربيه وتعليم) يدرس أولاده فى المدارس الأجنبية الخاصة التى تدفع رسومها بالدولار ، كيف له أن يحس بمعاناة المواطنين الذين يقومون بتعليم ابنائهم فى مدارس آيلة للسقوط تفتقر إلى أبسط المقومات حيث يقوم أولى الأمر بتوفير (حق الكهرباء) وحق الموية وحق الطباشير وحق فطور الأساتذة وحق فطور الموجهين وحق طباعة الإمتحان الذى يرسب فيه الجميع !
وكيف لوزير (تعليم عالى) يدرس ابناؤه الطب والهندسة فى جامعات (أوروبا) أن يحس بمعاناة طلاب جامعات (الفكة) التى لا تعدو مبانيها أن تكون (صالون وبرنده) وكم (أوضة) لم تكن غير فصول لمدرسة ثانوية قبل أن توضع عليها لافتة تحمل إسم جامعه (شمال شرق المستحيل) !
فلا مكتبة ولا مختبر ولا مشرحة ولا (زير) !
يقال أنه فى بلاد الأمازون (الحقيقية) قد أراد المواطنون أن يطبقوا (نظريه) وهى أن يقوم الوزير بالوقوف شخصيا على ما يخص حياة المواطن فيما يليه من مسئولية حتى يكون قريبا من مشاكل المواطنين فبدأوا بوزير (التموين) وقد كانت بلادهم تمر بأزمة طاحنة فى (الرغيف) فكانوا يقومون بإيقاظ (الوزير) فى الفجر ليضعونه فى اقرب (مخبز) ليحجز دوراً في صف (العيش) فيظل الوزير واقفاً من الرابعة صباحا حتى الخامسه مساءاً من أجل (بضع أرغفه)... وكانوا يسمحون له بتصريف شئون وزارته وهو فى الصف فيحضرون له (البوسطه) في (الصف) ويستقبل مكالمات (زملائه الوزراء) فى (الصف) حتى إذا جاء يوما أراد فيه الذهاب للمطار لإستقبال أحد الوفود أستأذن (الوزير) من الشخص الذى يقف وراءه وأوصاه أن يحجز له دوره في (الصف) ... وعند عودته بعد إنتهاء مراسم الإستقبال رفض (الرجل اللئيم) إدخال الوزير في دوره وقال له ( ياخى إنت لا كنت واقف هنا ولا حاجه) .. بينما أخذ الوزير (يقسم بالله ثلاثا) بأن (الدور دورو) وإنه كان واقفاً منذ الفجر إلا أن الذين كانو يقفون خلف الصف قد أخذو يكيلون له السباب ويصيحون به :
- يا زول ما تعطلنا سااكت أمشى أقيف وراء فى نهاية الصف
| |
|