بكاء زمان ليه كان حار ؟؟؟؟

أذكر فى السبعينات من القرن المنصرم أن خبر الوفاه عندما يصلنا ونتحرك فى الحله الى منزل المرحوم ويبدأ المعزيين فى التوافد ورفع الصوت (الفاتحة يا جماعة !!! الفاتحة !!!) وما تمر ثوانى وإلاّ تسمع بكاء وبصوت (جعير وحزين ) من الرجال مع شقيق المرحوم أو عمه أو خاله ويتكرر هذا المنظر على رأس كل خمس دقائق !!!أمّا عندما يخرج العنقريب والجثمان فهذا المنظر لاتستطيع أى كمرة أن ترصدة ويحتاج الى كمرات (كأس العالم فى المانيا الاخير 2006/ ) لان مناظر (جرسة ) الرجال الكبار وبكاهم المر لاتستيطيع رصدها إلا بعشر كمرات ويستمر المشهد الى وصول الناس الى (مقابر ود أبوالقاسم ) يتبادلون حمل المرحوم وينزلون الجثمان كلما وصلتهم مجموعة متأخرة أو من قريه مجاورة . عندما يصلوا يكون القبر على مشارف الانتهاء ويتدخل المتخصصين فى وداللحد وينبرى مجموعة الشباب فى ضرب الطوب وبعد أن يتم تجهيز كل شىء يتم إنزال المرحوم الى قبرة ويتكرر المنظر والبكاء الحار وتخف قلوب رجال وترتفع أصواتهم وكنا نخالهم أنهم لايعرفون البكاء ولايبكون فى حياتهم تجدهم يبكون كالاطفال .
فى السنين الاخيرة رصدت حاله وفاة فى العام 2008 م لم يكن الباكى مع أبن المرحوم إلاّ شخص واحد ويبدو أن طول غيابه وذكرياته الخاصة مع أبن المرحوم هى التى أججت نار ذلك البكاء فهل أصبح بكاء هذا الزمن والايقاع السريع أصبح البكاء بارد وسريع أو معدوم .

--------------------------------------------------------------------------------

لا ادرى لماذا اخترت هذا الموضوع فى هذا التوقيت والدنيا قبايل عيد لكن دعنى اولا احييك على نشاطك وتواجدك الدائم فى هذا المنتدى ومنتدى ابناء السقاى (ما شاء الله جوكر ).
بالامس كنت اتابع بشغف شديد الحلقات الشيقة من مسلسل رد الرسائل لان الموضوع دا صادف هوى فى نفسى لاننى عشت حوالى 9 سنين خارج الوطن 5 سنين فى مصر و4 فى مكة المكرمة
(خلانى زى الجانى ورق فى قبولى وزميلى عندو مربوطة كاربة دحين دى ما سيك) عندى كلام كتير فى الحتة دى لكن كدى خلينا فى موضوع البكا البقى مازى بكا زمان ... انا اقول ليك الموت ذاتو بقى مازى موت زمان لانو زمانك اذا سمعت الثكليب تقول مات فلان ود فلان لانو من قبل شهر روحو مرقت من كرعينو وبلغ من العمر عتيا هو منتظر الموت والناس منتظرين موتو (المرحوم يكون عمر وترك بصمات فى الدنيا ( زمن الحلة كلها اى راجل فيها ولى امرك هسع اخوك لو دق ولدك انت ومرتك تصروا وشوشكم -ما علينا) لكن الزمن دا تمرق من بيتكم الصباح لما تجى راجع فى المساء تلقى 3 صيونات مدقوقة فى الحلة المات ما تعرفو ؟!!! ومرات تلقى الصيوان قدام بيتكم (لما قلبك يقيف ) تلقى المات ود الجيران(العاطل ) الخليتو الصباح قاعد فى الحجر الجنب الدكان !!!!!
الزمن يا جنابو تبدل زمان جواب ود عاتى يصلك فى شهر من اليمن لكن الان زى ما عارف ممكن تتكلم معاهو صوت وصورة عبر النت (هسع البوستة زاتا قفلوها وعبد الوهاب ود عبد الله ود الامين نزلو المعاش من بوستة السقاى -الراجل دفعتى له التحية) عشان كدا الموت زاتو ليهو حق يركب الموجة ويتطور ويبقى يفاجى الناس (موت الفجعة) - تحضرنى نكتة ( واحد شرب الدواء قبل نص ساعة من المواعيد قال عشان يفاجى الجراثيم ؟؟! الخريم بتاعنا كتر ..نجى تانى للبكا ..النسوان بقت يعملن حنة البكا شوف التطور دا كيف ( الواحدة تقول ليك ياراجل هوى ادينى قروش حنة بكا ود عمك العندو فشل كلوى دا امس قالو ما لقولو وريد عشان يركبو ليهو فيهو الدرب ؟! يقوم الموت يفاجأها وتبقى الحنة لى بكا اخوها ؟؟؟؟ شوف الزمن دا بقى كيف ؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!
اللهم كفينا زى جنس الموت دا وادينا طولة العمر وحسن الخاتمة وأقسم لينا بكا حار (بعد خرف) من النوع العاجب جنابو - بمناسبة الموت تعجبنى هذه الحكمة الصينية (كتبتها فى كتيب رابطة ابناء ام درمان بجامعة الزقازيق قبل 23 سنة ) الحكمة بتقول (( تب قبل موتك بيوم واحد ولما كنت لا تدرى متى تموت فكن تائبا على الدوام)) ان شاء الله يا جنابو بعد عمر طويل وعمل جليل يبكوك (جعير شديد) كل الرباطاب (اهل المراه) وناس الشرق والغرب وكل معاشيئ الشرطة السودانية والالمانية
(واحفاد عبد المجيد اخوى).