منتديات ابناء السقاى
يا ضيفنا لو زرتنا لوجدتنا نحن الضيوف وانت صاحب المنزل اهالي السقاي يرحبون بكل زائر ويسعدنا تسجيلك معنا (إدارة المنتدى)
منتديات ابناء السقاى
يا ضيفنا لو زرتنا لوجدتنا نحن الضيوف وانت صاحب المنزل اهالي السقاي يرحبون بكل زائر ويسعدنا تسجيلك معنا (إدارة المنتدى)
منتديات ابناء السقاى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


المنتدى الجامع لأبناء السقاى الكبرى
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 نجفة وردي..نرجسة محمد الأمين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سامي الماحي

سامي الماحي


عدد المساهمات : 403
تاريخ التسجيل : 27/09/2009
العمر : 39
الموقع : حيدر أباد هوماين نقر _ إندرابراديش _ الهند

نجفة وردي..نرجسة محمد الأمين Empty
مُساهمةموضوع: نجفة وردي..نرجسة محمد الأمين   نجفة وردي..نرجسة محمد الأمين I_icon_minitimeالثلاثاء 24 نوفمبر - 3:38

حينما صرَّح الفنان محمد وردي في يوم ما من أيام الماضي بقوله إن «أغنياتي تنافس أغنياتي» أراد أن يقذف بكرة المنافسة الملتهبة إلى معاصريه الذين رنوا إلى القمة الغنائية بتجديدهم في الكلمة واللحن. صحيح، إنه لم يكن مثل الأستاذ الجيلاني الواثق الذي قال إنه «ملك الجاز» في محاولة لسحب البساط الإعلامي من شرحبيل أحمد وكمال كيلا وبقية الذين يقفون أمام فرقة جاز الديوم الشهيرة.
كان تصريح الامبراطور أو الفرعون، كما دأبت تسميات المعجبين أن تؤسطره، يحتمل الذكاء كما العناد، والجرأة مثلما الإحساس بالزهو، والحرص على تطوير الغناء كما تحفيز المغنيين، إذا استدركت أنت إنسانية وردي.
ولكن ما كان لتصريحه أن يمر مرور الكرام على الذين ينافسونه حقيقة نحو بلوغ القمة، أو قل ينافسهم إن كنت معجباً بالكابلي دونه. فقد حرك التصريح شيطان التلحين في المملكة الغنائية التي نماها محمد الأمين بكثير مثابرة وغير قليل من القنوط يوماً من رحمة المستمع، أيام كان يقطن في بانت شرق سئماً من عدم قبول فني توقعه سريعاً بعد أن جاء من مدني.
ود الأمين ربما تدبر أمر ذاك التصريح جيداً أكثر من عثمان حسين أو عبد الكريم الكابلي، وما لبث أن خرج بـ«زاد الشجون» للاستاذ فضل الله محمد، وجاء شريط حفلة مانشستر الذي أنتجه الاستاذ يوسف حمد، مؤسس شركة حصاد، ليؤكد لوردي، مباشرة أو بغيرها، أنه الأقوى من حيث ملكة ضخ الألحان السلسبيل.
بيد أن وردي لم يستجب لهذا «الإستفزاز اللحني» بالصمت وإنما خرج بـ«السمبلاية» للاستاذ محجوب شريف والذي وظّف فيها كل خبراته اللحنية والموسيقية، وهكذا نستطيع القول إن الجانب الإيجابي في إعتداد وردي بشخصه الكريم على أهله، وبإعطاء تلميحات عن وصوله إلى قمة الغناء والتلحين السودانيين، قد خلقت عدداً من «أغاني ردات الفعل» ونشطت الساحة الفنية أيما تنشيط.
وإن كان هناك شيء لم يفهمه الجيل الجديد من فحوى تصريحات نشرتها له وصب فيها جام غضبه على الشباب وسرف لدرجة القول إن الساحة الفنية إمتلأت بـ«الفرافير والزرازير»، قبل عقد من الزمان، فإن هذا الشيء هو سعي الفرعون -كما أراد الأستاذ حسن ساتي أن يعملقه- لإستثارة مواهب المغنيين لإثبات وجودهم وتجويد صنعتهم الفنية، بل ولحرصه على عدم استسهال العملية الفنية والخروج بنصف دستة من الألحان في العام، كما لاحظت ذلك لبعض المغنيين الجدد. وهؤلاء لم يعرف الأكثر حماساً فيهم بعد الاسباب التي خلدت عمالقة الغناء. واسباب سر الخلود هو الكلمة الجيدة واللحن الممتلئ بالميلودي السوداني والصوت المفارق والآداء المحكم، وكل هذه العوامل الإبداعية يغلفها مشروع غنائي واضح البصمات.
الحقيقة أن المقارنة بين الاستاذين محمد وردي ومحمد الامين مثل المقارنة بين الشمس والقمر، فلكل فلكه الذي يسبح فيه. ولكن لا مشاحة في القول إنهما تنسما مكاناً علياً في قمة الغناء السوداني منذ حين بعد أن تقاسما وراثة ريادة أبناء الجيل الثاني أمثال عبد الحميد يوسف وإبراهيم الكاشف وأحمد المصطفى وإبراهيم عوض وعثمان حسين والتاج مصطفى... إلخ.
والأصح أكثر، هو القول إن ريادتهما في التجديد الغنائي طوال الخمسين عاماً الماضية منحتهما تاريخاً من إعجاب كل الأجيال بهما بدرجة يصعب مقارنتها. صحيح، إن المغنيين المعاصرين ومنهم الأساتذة عبد الكريم الكابلي وابوعركي البخيت وزيدان إبراهيم، خصوصاً يمثلون تجارب معتبرة من حيث الكم الغنائي وكيفه ولكن يبقى غناء وردي ومحمد الأمين -بالنسبة لي- الأكثر تجذيراً في أذن المستمع لأسباب لا أود التطرق إليها الآن.
إن صناعة اللحن ونقده تعتبران من الصعوبة بمكان. والدليل أن عدد القصائد «العيون» تتجاوز الآلاف المؤلفة، ولكن يبقى اللحن المفارق قليلاً جداً منذ الحقيبة في مقابل القصائد الكثيرة. فترجمة كلمات الحب والغرام واللوعة ليس مثل ترجمة الواقع العاطفي للحبيبة والمحب، ولهذا يمكن الإشارة إلى الفنانين المذكورين بوصفهما يملكان قدرة خارقة على تقريب المسافة بين المعنى الشعري والمعنى اللحني، وربط هذا التقريب بالذوق العام للمتلقي الذي تحركة الميلودية المعبرة والمطورة لطبيعة موتيفاته وإيقاعاته.
فليس هناك أي غناء خالد في السودان ابتعد عن الميلودية التي أسسها كرومة وعمّقها سرور والايقاعات التي انبثقت من جوف بيئة الناس، ولعل الانطباع الذي يخرج به المرء من تجربتي محمد وردي ومحمد الأمين هو أن حفاظهما على روح الميلودي السوداني، وهما في أوج محاولات الإستفادة من الثقافات الموسيقية للشعوب الأخرى، لم يسرفا في التجريب الموسيقي. وإذا كان محمد الأمين هو الأكثر استفادة من «أنصاف التون وأرباعه» إلا أنه كان حذراً دون الإنجرار لنغمات تضيع عليه تقبل المستمع اللحن وبالتالي كأنها تعطي ما نسميهم بـ«الذواقة» إحساساً أن هناك «لحناً» أنشئ كيفما أتفق ولا يقوم على مضمون جمالي تترابط فيه الموازير وتتكاثف فيه العناصر التي تجعل كامل اللحن متجانساً مع كلمات القصيدة.
ولعل غالبية الأغاني التي شدا بها وردي ومحمد الأمين تقوم على تناسب في المقامات الموسيقية وتترابط ألحان كل منهما بالتجويد ونادراً ما ترى تشابهاً بين لحن وآخر. وهذه الميزة اللحنية الموروثة هي التي حافظ عليها فنانون آخرون أتوا بعدهما وأصبحوا إضافة للتجديد في تجربة الأغنية السودانية عموماً، كما أن ابتعاد عدد من المغنيين من هذه الميزات التي تصنع خلود الفنان قللت من فرص استقرار تجاربهم والإحتفاء بها والحوز على الصيت.
وإذا نظرنا إلى زيدان إبراهيم ومحمد ميرغني وعبد العزيز المبارك ومصطفى سيد أحمد، مثالا، فإنهم يكادون يمثلون إمتداداً طبيعياً لتطوير النغمات التي بنى عليها وردي ريادته. فيما يمثل أبوعركي البخيت والهادي حامد أيضاً الامتداد المعقول في تجربة محمد الأمين بكل ما فيها من جرأة في المتح من بئر الخيال اللحني.
وبرغم طول العمر في مشوار التجديد في الغناء فإن الفنانين الكبيرين لم يتوقفا عن الإنتاج، فإذا كان محمد الامين يراهن دائماً على زيادة جرعة التجديد والصبر على خطف ثماره، ونسبة لكونه من الحريصين على الكيف أكثر من الكم فإن الفنان وردي ولقدراته الخارقة على اختيار اللحن يراهن على المواكبة ومضاعفة أغنياته وقد ساعدته حميته السياسية أكثر على تكثيف أعماله الوطنية. وبرغم أن ملحمة هاشم صديق الوطنية لا تزال تمثل للمستمعين لمحمد الأمين إلياذة الأغنية الوطنية إلا أن أعمال وردي الملحمية «أكتوبريات محمد المكي ابراهيم» و«أعمال محجوب شريف» والفيتوري بعد الانتفاضة تمثل قزحيات في خريطة الأناشيد الوطنية.
أما ولئن كانت «الطير المهاجر» التي صاغ كلماتها الشاعر صلاح أحمد إبراهيم تعتبر من أكثر الأغنيات التي تنافس «أرحل» والتي صاغ كلماتها التيجاني سعيد. فإن ما يقارب أعمال محمد الأمين هو أن «عويناتك» والتي صاغ كلماتها الدكتور مبارك بشير تنافس «همسة شوق» للشاعر هاشم صديق. ويمكن عقد مقارنات كهذه لمعرفة ثمرات الأغاني التي أنتجهما الفنانان ومثلت قمة الخصب الفني الذي امتاز به كلاهما.
وبهذا التصور الذي يقوم على الإنطباع الشخصي فإن لكل أمرئ من من هام بغناء وردي وود الأمين القدرة أن يشكل مقارنات مثل هذه أو توجد الإختلاف حولها. ولكن المهم هو أنه يمكننا في خاتم المطاف اعتبار الفنانين من أكثر الذين يمكن الإعتراف بعبقريتهما.
وحتى لا يتخليان عن مشوار التجديد والحضور الدائم في الساحة الفنية رغم تقدم العمر عكف الفنانان في العام الأخير على الظهور بالجديد من الأعمال التي يؤكدان بها أن مكانهما في القمة يحتاج المواكبة. وكان أن خرج وردي بأغنيته الجديدة «نجفة» التي تصب في بحر «تحديثه» اللحني، ثم بادله محمد الأمين بتصوره للتجديد وكان نصيبه أغنية «نرجسة» والتي سارت في خط «حداثته» الموسيقية حيث ملأها باللزمات الموسيقية التي وصفها لي مرة الموسيقار صالح عركي بأن لزمات أغنيات الباشكاتب، كما يكنه استاذنا ميرغني البكري، هي الوحيدة التي تجعل عازفي الكمنجات في جوقته يفتشون عن مواضعها في السلم الموسيقي أثناء غدو ورواح أقواسهم على جسد الأوتار. ولاحظ عازف الكمان عركي أن جيرانا له من الكمنجاتية يتجاوزون عملية العثور على هذه اللزمات المدفونة في الآلة، وتلك الصعوبة في إلتقاء الاصابع وحافة القوس عند «التون» المعنى يعود إلى أن ود الأمين تمكن من أسرار آلة العود التي يجيد العزف عليها وتنهض أعماله بمعرفة متقنة للإنتقال السريع بريشته الخفيفة الحركة من نغمة في أعلى السلم الموسيقي إلى أخرى أسفله، وايضاً من أدنى سلم إلى أعلى آخر، ثم آخر، فإلى الأول مرة أخرى.
أما وردي الذي يعتمد على إقامة علاقات متقاربة بين الأنغام التي تشكل أغنيته من دون أن يتحرك بفكرته اللحنية من سلم إلى آخر إلا نادراً، فقد استطاع من خلال أغنية نجفة أن يقدم عصارة تجربته في الإستفادة من إيقاع السيرة من خلال نغمات جديدة وهي تطوير للأعمال التي يبذلها لمستمع في ذهنه، سوى أن الصوت الهرم الذي بدا فيه وردي لم يعطه الفرصة لتبيان جمال اللحن المنساب. ولكن على كل حال فإن بصمة وردي اللحنية في نجفة لم تخرج عن طريقة السهل الممتنع والتي يظن الجاهل أنه سيأتي بمثلها.
جميل أن يحرص الفنانان المخضرمان على المحافظة على حضورهما الدائم والبهي في وجدان المتلقي، وأظن أنهما حتى لو اعتزلا الآن فليس هناك ما يسهم في التقليل من شأنهما كأخطر فنانين مرا في الخمسين سنة الماضية وبذلا جهداً كبيراً لرفع أذواق الناس عبر تنافسهما الحامي، والذي لم يكن له أدنى تأثير في غياب الإحترام بينهما. فمحمد الأمين، والذي شارك في تكريم وردي وقام بأداء أغنية «يا نور العين»، بالكيفية التي سمعها الناس بصوته الباريتون الجهوري، يرى وردي، بصوته التينور الأول والثاني، كواحد من الذين تدرب صوتهم على أداء أعماله قبل أن يصبح فناناً قائماً بذاته، كما أنني في حوار مع وردي تعمدت أن اسأله عن محمد الأمين فقال إنه من أميز المغنيين الذين مروا في تاريخ الأغنية ولم يكن ممكناً له إلا الإعتراف بما ضخته مملكة محمد الأمين اللحنية من شجن ورقة وعذوبة.
صحيح، إن الفنانين اسهما في الوقوف مع زملاء لهما أتوا بعد اتضاح مستقبل مشروعهما. فوردي وقف مع الفنان عثمان مصطفى في بدء تجربته وأهداه أغنية «ولامشتاقين»، كما قام محمد الأمين بتقديم «طريق الماضي» و«تحفة حواء» للفنان أبو عركي البخيت. ولكن يبدو أن الجيل الحالي ينتظر من الرمزين الكبيرين أن يتعاملا معهم كما تعامل الرحابنة مع فيروز، ورياض السنباطي مع أم كلثوم أو كما تعامل حسن بابكر مع محمد ميرغني، وبشير عباس مع البلابل وعمر الشاعر مع زيدان.
فإنحياز وردي وود الأمين للشباب ومده بالألحان الشجية التي يحتاج إليها للوصول يوماً إلى القمة قد يعطيه أكبر تحفيز للمضي قدماً في تدعيم مشاريعه الفنية. والملاحظ الآن أن هذا الجيل الجديد من المغنيين لم يكن محظوظاً ليتعاون معه باستمرار ملحنون كبار أمثال برعي محمد دفع وأحمد زاهر وعبد الرحمن الريح والطاهر إبراهيم ومحمد سليمان المزارع وعبد اللطيف خضر والفاتح كسلاوي وغيرهم. ورغم صحة القول إن الساحة الفنية تعايش موجة من المغنيين الجدد ما يصعب على هؤلاء الملحنين الأحياء التعاون مع المبرزين فيهم إلا أن ذوق محمد الأمين ومحمد وردي ليس أقل إمكانية في تلمس قدرات إثنين من الفنانين، على الأقل، ومعرفة قوة ورخامة أصواتهما وغيرها من المميزات الأخرى التي صنعت نجوميتين من أجمل نجوميات الغناء في بلادنا.
لا يزال هناك الكثير من الألحان «النجف» التي يستطيع أن يفاجئ بها وردي الساحة الفنية ولكننا نأمل أن يكون له إمتداد آخر في حناجر الجيل الجديد والذي ربما يعطي هذه الألحان بعداً جديداً من الخصوصية والنداوة. كما أن ود الأمين لقادر على أن يشجينا بـ«اللحنية النرجسة» الجديدة ولكن في أمر الإرتباط بروح فنان مؤثر من الشباب ينطبق عليه ما ينطبق على من شاركه تبادل سريان الإبداع الغنائي في نصف القرن الماضي. ولا أعتقد أن لحنين من الفنانين المخضرمين يقدمانهما كل عام هدية للفنانين الشباب بدافع التواصل معهم يقللان من قيمة تجربتيهما، وقد يصح العكس وهو أن لحنين ينجزانهما كل عام لن يضيفا إلى وردي وود الأمين أكثر مما أضافت الألحان لصوتيهما واللذين منحا المستمعين أرخبيلين من النغم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
نجفة وردي..نرجسة محمد الأمين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الاستاذ محمد سعبد محمد الحسن وإنتفاضة أبريل 1985 بالسودان
» ماذا قال محمد سعيد محمد الحسن فى الرآى العام عن الخرطوم زمان؟؟؟؟؟
» كبار المتاوقين مجدى محمد عبيدالله وعماد محمد إدريس
» ذكرى 6 أبريل 1985م والاستاذ محمد سعيد محمد الحسن من الرآى العام
» محمد رشوان والمواطنان أحمد محمد هارون وعزالدين عمر نقلاً من الرآى العام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات ابناء السقاى :: منتديات المدائح والاغانى السودانيه-
انتقل الى: