لاتكن وردة لموسم واحد

أدعوك اليوم كما رجوتك قبلا... لاتكن زهرة لموسم واحد.. لا تقطع الرحيق عنك فتتكدّس مع الماضي.. لا تكن أمامي شيئاً لا يبحث إلا عنه بعيدا عن حركة الحسّ.. ولمسة المعنى.. لا تكن وردة لموسم واحد.. حالة لا يثيرني البحث عنها..- -

أين تمضي.. في عينيّ انحناءات للمودة.. وفي يديّ كلام...
أين تمضي.. وراء خطوك يرشح الكلام.. ويبكي الحور على هامات القصب.. تمشي.. يضمّ تراب الأرض خطاك.. تضمّ عيوني لهفة الحزن على غيابٍ لم أتحضّر له.
أين تمضي.. وراء خطوك ذاكرةٌ من الفرح.. جيوب غرفتُ لها مايعينُ على الحياة..
عد إليَّ.. إليك..
أنتقتُيك من بين الانكسارات هامة تنبض بالفرح.. تجمّعتُ قوة لنخيل عينيك تجمعت فرحا كي لاتنضب ابتسامتك عن مقلتي..
وكم دعوتُ في صحراء غربتي و عند مفترق الأيام أن ألتقيك.. وليتني ما التقيتُ نظراتي تتعثر بخسارتك.. وتنكبّ على رؤية أصابعي تعتذر عن عدم قدرتها على التلويح لك..
يف تمضي إذن.. ؟؟
مازلت أبحثُ عنك.. ومافتئتُ أفتّش في هاتيك الليالي عن وجه يعرفك.. ويضمك.. عن درب تدركك.. وتغرفك للأيام الراهنة.
فلاتمضي.. ولاتتركني أخسرك مرتين..- -
أدركُ انكسار الليالي بخوفٍ يلفّ جنونها أن تستقبلني الصباحات بعيدا عنك..
فهل تعرف انشطار اللهفة بعد أن راهنتُ الليالي على بوحك.. وأقسمتُ بكل ما تبقى لي أنك المتبقي.. غير المسافر مع الأيام.. فأين تمضي في وجودك..؟
أردتك نخيلا عصيّا على الانكسار وجعلتني أنحدر على الماضي.. وأتشوّق لدروب قريتنا ولهفة الحياة المتحمسة للفرح كحرارة الخبز الذي يعجنه «تنور» ريفنا الفقير.
فإن تنسى أن المحبة تثري القلوب.. لستُ أذكر إلا هسيس الحروف.. والمودة تغتني بها أيامي..
الي أراك منهكا.. تصنعك الظروف والأيام الممتلئة بلهفة الركض خلف أوهام المودة.. ترمم أعماقك خوفا من لحظة تفكير صادقة مع نفسك..
تأخذك الدروب الغريبة تنتظر صديقا يحميك من حمى الغربة فلا تجد؟؟؟
أفتش عنك في زحمة الحنين صديقا يجود بالوطن.. دمعة عين تشتعل فيها ذاكرتي.. أراهن عليك الأيام والليالي وكل من وضع الخل الوفي في قائمة المستحيلات الثلاثة.. فلا تخسر نفسك.. ولاتمضي..- -
يملؤني الوجع، وذلك الشعور تشتاقه أوقاتي.. أحاول أن أغلق أبوابا من الذكرى أن أقفل عليها.. أسقط في الحنين.. وأنحاز لحيرة الأيام.
ليس غيرهم من يحلّون ضيوفا على أوقاتنا نقتني أيامنا معهم.. وليس غيرهم من نحفظهم يشرقون قبل الغد.. وبعد ابتسامة الفجر.. فلا تكن وردة لموسم واحد..لاتتجزأ.. ولاتهدم الليل على أعصابي..