عائدٌ تتناقصُ مشيتهُ.. تتردّدُ خطوتهُ.. ينساقُ وراء هواجسهِ.. يتهاوى...
اِعرف قيمة نفسك لتهتزّ الأشياء من حولك..
وقلتَ لي فلْنُحِبّ..
نظرتُ إلى مليكتك الفارغة.. ونظرتك المتهالكة.. ويديك المتساقطتين قبل الخريف..
تشبّثتُ بخطوي.. قاومتُ فرحتي بك.. لم أقترب.. اصطنعت عدم اكتراثي لأمضي بهدوء..
قلتَ فلْنُحِب.. إبدأ من ذاتك.. أنقذها وانتظرني..
لا تتأمّل أغلقُ عينيَّ عن وقع خطوك الذي يمضي.. كلّ الذين يرحلون يموسقون تثاؤبات الليل.. ويرتبّون أمكنتهم على سطور الوجود كما يشاؤون .. إلا من نمضي عنهم بملء الفرح القادم.. وبملء إرادةٍ ما عرفناها يوما..
وكنتُ في طفولتي أُغيّرُ السّكونْ .. وأقهرُ الشّجونْ ..وأفتَحُ الدروبَ في الجدارْ
وكنتُ في طفولتي كما أشاءُ .. طريقتي في العيش ملكي.. أنثرُ الزهور في بريّة الأحلام
صرتُ فيك أتبعثر بالسكون وأعثرُ على الشجون.. ألملمُ الدروب.. وأحيا على الأفكار.. والذكريات..
كنتُ في طفولتي أُعبِّئُ الصباح في مخدَّتي وأجمعُ الأزهار وأبترُ الأحزان .. وصرتُ فيك أقرأُ الإنسانَ في قدرتي على النسيان..
يداهمني عطرك دائما في سكينتي.. ويمسكني صوتك في انفرادي مع فنجان أفكاري متلبّسةً بالأشواق.. تحلّ ضيفاً على الوقت.. وسيفا على الذاكرة كلّما نادى الفجر انبثاق العبق.. ولحظة انسكاب الأمل تدقّ على الحلم وتمتطي صهوة الربيع.. ليتحوّل الحنين داخلي لنبع تنسكب عليه قافيتي.. غير أنني أمضي أهيّءُ الليالي أنها لن تقترب منك ثانيةً على مشارف القلب الذي لفّك يوما، وسيلفّني أياما من الصقيع..
لا تسأل البوح لماذا ترسمك القصيدة.. ولاتراهن على اكتفائي..
أمنحكَ حقك الكان أمساً.. وأمْنَحُني المستقبل..
بدأتُ خاتمتي بفصل اسمك عن همسي.. فكيف للشعر أن يصحو من النعَسِ..
أنا شخص يحب الشعر لكن .. حروفك أنهكت جسر الشعور
فوا لهفي على صوتٍ بكَتْهُ.. ويا خوفي على فرح العبور
قلتَ لي فلْنُحِب..
رأيتك تنتظر روحاً تنقلك نحو فضاءٍ آخر.. وجدتُك تنتظرُ قلباً يؤوي انكساراتك..
لاتحفر نفسك على صخور الطريق تنتظر تحملُني الدروب إليك.. لا تهدر دموعك الغالية بانتظار
حيق يأتيك ضاحكا.. ولاتنسى كيف تساقطتُ عنك.. ولا كيف ارتكبتُ رحيلك..
لاتُبعِد عينيك عن يديَّ تبتعدان.. وتودّعان.. لتحسن الحياة بعيدا عن أرقي..
فلستُ أملك إلا أن اطلب منك الرحيل.